الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«أسطول نفط الظل».. كيف يمول بوتين حربه ضد أوكرانيا؟

بوتين
بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا عن كيفية تمويل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حربه فى أوكرانيا من خلال ما تسميه «أسطول نفط الظل»، فلا يزال النفط الروسى «شريان الحياة الاقتصادية لروسيا، ومفتاح تمويل الحرب فى أوكرانيا.
 

وقالت الصحيفة البريطانية، إن روسيا تسعى إلى بناء «أسطول ظل» من ناقلات النفط لتعزيز الصادرات إلى آسيا والمساعدة فى التعويض عن العقوبات الغربية التى تهدف إلى شل آلة الحرب للرئيس بوتين.
 

ودخل الحظر الذى فرضه الاتحاد الأوروبى، والذى يحظر شحنات النفط الروسية، حيز التنفيذ، كما اتفقت الدول الغربية الأسبوع الماضى على تحديد سقف سعر ٦٠ دولارا للبرميل للخام الروسى، وفرض عقوبات على الشركات التى لا تلتزم، وتوقفت بريطانيا عن استيراد النفط الروسى هذا الصيف.
 

وفرضت الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها الغربيين، عقوبات بالجملة على اقتصاد روسيا، منذ أن أطلقت موسكو عمليات عسكرية بأوكرانيا فى ٢٤ من فبراير الماضى.
 

ويعنى الحظر الأوروبى أن الكرملين يركز الآن على بناء علاقات طاقة مع الدول الآسيوية، فالصين والهند، تجاهلتا العقوبات، وحرصتا على اقتناص النفط الروسى بسعر مخفض، التحدى الآن بالنسبة لروسيا هو نقل ما يكفى من النفط عن طريق البحر إلى آسيا.
 

ووفق صحيفة «فاينانشل تايمز» البريطانية، فإن موسكو حشدت بهدوء منذ أوائل العام الجارى أكثر من ١٠٠ ناقلة قديمة لنقل النفط الخام، اشترت بعضها، فيما أعادت توزيع سفن هى فى الخدمة بالفعل من إيران وفنزويلا.
 

وأظهرت التحليلات أن روسيا اشترت أكثر من ١٠٠ ناقلة جديدة هذا العام، غالبا دون الكشف عن هويتها، حيث تتطلع للتركيز على السوق الآسيوية، وقال أندريه كوستين، مسئول كبير بالبنك الروسى، مؤخرا إن موسكو ستحتاج إلى إنفاق تريليون روبل (١٢.٩ مليار جنيه إسترليني) لتوسيع أسطول ناقلات النفط.
 

وتشير المعلومات إلى أن روسيا وسعت أسطولها أيضا بأكثر من ٣٠ ناقلة من طراز «سويز ماكس»، بمقدور كل منها حمل نحو مليون برميل نفط، إضافة إلى ٤٩ ناقلة من طراز أفراماكس يمكنها نقل حوالى ٧٠٠ ألف برميل.
 

إلا أن روسيا نفت كل ذلك، واعتبرت أنها ليست فى حاجة إلى «أسطول ظل» للحفاظ على تدفق عائداتها النفطية.
 

«أسطول الظل»
 

ووفقا لـ«فاينانشال تايمز»، فإن روسيا تخطط لاستخدام كل هذه الحاويات، فى تصدير الخام إلى الهند والصين وتركيا، أكبر المستوردين للنفط الروسى منذ خفض أوروبا وارداتها منه.
 

فيما تحدث تقرير لـ«وول ستريت جورنال» عن أن شركات الشحن دفعت مبالغ قياسية للحصول على كاسحات الجليد القادرة على التنقل فى البحار المتجمدة حول موانئ البلطيق الروسية.
 

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على الصفقات أن الدافع وراء شراء هذه الناقلات هو «لإيصال النفط الروسى إلى الأسواق فى ظل تزايد العقوبات على صناعة الطاقة الروسية».
 

واستبعد التقرير أن يكون لسقف النفط تأثير فورى على عائدات روسيا لأنه تم تحديده تقريبا عند المستوى الذى تدفعه الصين والهند مقابل نفط البلاد.
 

وأكد أن النفط الروسى لا يزال «شريان الحياة الاقتصادى لروسيا، ومفتاح تمويل الحرب فى أوكرانيا، خاصة بعدما قلصت موسكو مبيعات الغاز الطبيعى إلى أوروبا»، وهو ما سيدفع الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين إلى التوجه إلى «أسطول ناقلات الظل» لضمان استمرار تدفق العائدات.
 

لكن العقوبات الغربية ستؤدى إلى عزل روسيا عن معظم أسطول الناقلات العالمى لأن البنوك والشركات المالية الأخرى ممنوعة من التأمين على السفن التى تحمل النفط الروسى ما لم يتم بيعه وفقا لسقف السعر.
 

ويسرى الحظر على أى ناقلة مهما كانت وجهتها النهائية، وقد تعهد الكرملين بأنه لن يبيع النفط إلى أى دولة تدعم سقف الأسعار، فتكدست نحو ٢٠ ناقلة نفط قبالة سواحل تركيا فى الأيام الأخيرة، حيث تطالب السفن التى تمر عبر مضيقها بإثبات أنها مؤمنة بالكامل.