السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

أيام قرطاج المسرحية.. افتتاح ندوة آفاق الإنتاج والتوزيع في البلدان العربية والأفريقية

تصاف بن حفصية اثناء
تصاف بن حفصية اثناء افتتاحية الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

افتتحت اليوم الثلاثاء، الندوة التي تنظمها أيام قرطاج المسرحية في إطار الدورة الثالثة والعشرين على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان نحو آفاق للإنتاج والتوزيع في البلدان العربية والأفريقية.

 أشارت مديرة الدورة نصاف بن حفصية، في كلمة افتتاح الندوة، إلى هاجس التوزيع الذي يؤرق المسرحيين العرب والأفارقة لذلك اختارت الهيئة هذا الموضوع لأنه هاجس مشترك بين المسرحيين في المنطقة العربية والأفريقية، وتمثل الندوة الفكرية تقليدا من تقاليد المهرجان لا يقل أهمية عن الورشات والعروض وعروض الشارع.

وأشار الدكتور محمد مسعود أدريس مدير الندوة، إلى الصعوبات التي تواجه المسرحيين في توزيع أعمالهم خاصة خارج حدود بلدانهم خاصة مع ضيق السوق المحلية و اقتصار الدعم على ما تقدمه الدولة سواء في مستوى الإنتاج أو في مستوى العروض المدعومة.

وأكد أن هذه الندوة تطمح إلى فتح الآفاق في سوق أكبر والاستفادة من وجود ملايين العرب والأفارقة في أوروبا الذين يمثلون سوقا مهمة للإنتاج المسرحي العربي والأفريقي فالسوق موجودة ولكن المسالك والسياسة الثقافية غائبة على حد قوله وما تطمح له الندوة هو الخروج باقتراحات عملية وبعث منصة افتراضية لتشجيع المسرحيين على توزيع أعمالهم .

أشغال اليوم الأول توزعت بين جلستين الجلسة الأولى ترأسها الدكتور حمدي الحمايدي وقدم فيها المسرحي الفرنسي من أصول أفريقية (بوركينا فاسو ) حسّأن قاسي كواتي شهادة حول تجربته في مدينة ليموج   الفرنسية شهادة حول تجربته وكيف نجح في ترويج أول عمل مسرحي له سنة 1997 في حوالي أربعين دولة .

حسّان قال إنه كان محظوظا لأنه التقي في حياته نساءا ورجالا ساعدوه كثيرا، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث لا عن أنتاج ولا عن توزيع بدون سياسة ثقافية واعتبر أن المسألة لا تتعلق بالمال فقط بل في ضرورة توفر أرضية إدارية وقدرة على التصرف.

 وأكد أن الفضاء الفرنكفوني الذي وزع فيه أعماله ليس الفرنكفونية بالمعنى السياسي كدول مستعمرة سابقا من فرنسا بل كفضاء ثقافي فكوريا الجنوبية مثلا اليوم هي بلد ضمن الفضاء الفرنكفوني ولم تكن مستعمرة فرنسية في حين أن الجزائر ليست جزءا من المجموعة الفرنكوفونية كما أن لكل بلد فرنكفوني خصوصياته.

وأشار إلى ضرورة البحث عن "الخصوصية "في الإبداع المسرحي والفني ولابد من دراسة السوق قبل التفكير في الوصول إليه واعتبر أن الديكور وعدد الممثلين والسينوغرافيا كلها عناصر لابد من مراعاتها قبل التفكير في ترويج العمل خارج الحدود لأن هذه العناصر مرتبطة بتكلفة العرض وبالتالي إمكانيات ترويجه خارج الحدود.

وتوقف عند عائق الفيزا الذي تعاني منه الفرق المسرحية والعربية وهو ما يحرم المسرحيين من السفر وتقديم أعمالهم خارج الحدود .

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور لسعد الجموسي قدّم سارج لمبفاني، مدير مهرجان مالوبا الدولي للمسرح في الكونغو شهادة حول تجربته مؤكدا أن العروض الحية منها المسرح يجب أن تخضع لمجموعة من الشروط والضوابط حتى تستطيع أن تتجاوز الحدود وقال أن أيام قرطاج المسرحية مكنته من متابعة عروض من فلسطين العراق والاردن لم يكن ليتمكن من متابعتها لولا أيام قرطاج المسرحية .

وأشار إلى أن العرض المسرحي يجب أن يكون فيه مردود مالي إلى جانب القيمة الفنية ويجب القطع مع ثقافة العروض المجانية لأن المسرح يحتاج إلى تمويل حتى يمكن أن يستمر الإنتاج .

وأكد أن المسرح في المنطقة الإفريقية والصحراء يعاني من التمويل ففرنسا تقريبا هي الممول الوحيد وهي تمول أعمالا تتماشى مع رؤيتها ومصالحها والكثير من الأعمال تموت بمجرد ولادتها  ولا تعرض وأخرى تعرض في فرنسا ولا تعرض في بلد الأنتاج !

مدير مهرجان مالوبا قال أن مشاكل النقل والفيزا من أبرز الصعوبات التي تواجه المسرحيين ولابد من صيغ تشاركية بين المهرجانات .

اليوم الأول من الندوة شهد نقاشا وتبادل التجارب شارك فيه عدد من المسرحيين والمهتمين بالمسرح مثل ربيعة بن عبد الله وعلي العليان مدير مهرجان المسرح الحر بالأردن وفتّاح ديوري (مغربي مقيم في ألمانيا ) ومازن الغرباوي من مصر وباتريسيا غوميز من السينغال والطاهر بن قيزة وغيرهم. 

وأجمعت التدخلات على ثلاث مسائل أساسية الأولى هي غياب السياسة الثقافية في معظم البلدان العربية والإفريقية التي تحفّز المسرحيين وتساعدهم على ترويج أعمالهم خارج الحدود المحلية والثانية غياب شبكة عربية وإفريقية تتكفّل بالتوزيع والإنتاج المشتركة والثالثة عائق الفيزا الذي أصبح عائقا حقيقيا أمام المبدعين ولابد من توفر إرادة عربية وأفريقية تقنع الجانب الأوروبي بضرورة تغيير معاملته للمبدعين وأحداث فيزا إبداعية لأنه لا يعقل حرمان المبدع من السفر لتقديم إنتاجه للجمهور العربي والأفريقي وحتى الأوروبي في أوروبا .