الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

صراعات الكراسي داخل جماعة الإخوان الإرهابية.. جبهة إسطنبول تبرر سرعة إعلانها «قائمًا بالأعمال».. وانقسامات حادة بين القيادات نتيجة الفشل الذريع

الزايط- جبهة لندن
الزايط- جبهة لندن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستمر المناوشات والبيانات والتلميحات بين طرفي أزمة صراعات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، فبينما تنتظر جبهة لندن الإعلان عن شخصية القائم بأعمال المرشد، وكانت قد حددت شهرا مهلة للإعلان عنه، وكادت تنتهي المهلة ولم تكشف جبهة لندن سوى عن الإخواني محيي الدين الزايط الذي تولى تسيير الأعمال، وعن الإخواني أسامة سليمان كمتحدث إعلامي جديد للجماعة الإرهابية.

في الوقت نفسه؛ فإن الطرف الثاني المتمثل في جبهة إسطنبول لم تنتظر مهلة الشهر وسارعت بإعلان اسم محمود حسين زعيم الجبهة قائما بأعمال المرشد العام، في منتصف نوفمبر الماضي، وهي خطوة قابلها رد مقتضب من جبهة لندن، جاء فيه "تؤكد جماعة الإخوان المسلمين أن القائم بتسيير أعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين هو الدكتور محيي الدين الزايط، لحين استكمال الترتيبات اللازمة بتسمية القائم بالأعمال، خلفا للأستاذ إبراهيم منير".

ويبدو أن الخطوة أثارت امتعاض البعض واستهجانه، لأن جبهة إسطنبول لم تنتظر موقف لندن بل بادرت بترتيب الأمور في غضون 12 يوما فقط، بناء على طلب من اللجنة القائمة بأعمال المرشد التي شكلتها جبهة إسطنبول نفسها، ما يوحي بأن الأخيرة ترى في وفاة إبراهيم منير فرصة في الاستيلاء على مؤسسات الجماعة وإنهاء الخلافات لصالحها.

بيانات وتلميحات بين الجبهتين

بعد أربعة أيام من إعلان اسمه قائما بأعمال المرشد العام للجماعة الإرهابية، ألقى محمود حسين كلمة وجهها لأعضاء الجماعة، أعلن فيها قبوله بالمنصب الجديد، قائلا: "كُلفت من قبلِ مجلسِ الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين بمهامِ القائمِ بعملِ فضيلة المرشدِ العام، ولا أملكُ في هذا الإطار إلا أن ألتزمَ بقراراتِ مؤسساتِ الجماعةِ وتنفيذِ تكليفاتِها".

قبلها بيومين، كانت جبهة لندن التي ردت ببيانها الموجز على خطوات إسطنبول، سارع القائم بتسيير أعمال المرشد محيي الدين الزايط بنشر مقال مطول يتحدث فيه عن فضائل إبراهيم منير، وصفه فيه بـ"ربيب المرشدين ورفيق المصلحين"، مستشهدا بعدد من القصص والمواقف التي جمعت بينه وبين قيادات ومرشدين سابقين، في محاولة منه للتأكيد على دوره البارز من جانب، وتعزيز مواقفه الأخيرة بإضفاء طابع شرعي عليها من جانب آخر، بوصف "منير" رجلا مؤيدا من القيادات التاريخية للجماعة.

وفي تلميحات لأدوار داخل الجماعة وصفها بالهدامة؛ قال "الزايط" إنه رغم حملة تشويه ظالمة لشخص منير وسلوكه وقدراته، وكأن هناك أيدٍ خفية تعمل لهدم الجماعة في الداخل والخارج، تحمل الرجل هذا كله، وأصر على استكمال بناء مؤسسات الجماعة".

وتشير بيانات الجماعة المُصاغة بحذر شديد إلى اتهامات وتلميحات تظهر بجلاء ووضوح، وقد عادت جبهة إسطنبول لإصدار بيان، حول الظروف التي زامنت إعلان اسم القائم بالأعمال، وخاصة الوقائع التي دارت عقب إعلان وفاة إبراهيم منير مباشرة.

وشرحت الجبهة خلال البيان عروضها على جبهة لندن بالعودة إلى مجلس الشورى العام دون طلبات وشروط مسبقة، لكن جبهة لندن تجاهلت الرد على طلبات ومبادرة إسطنبول، وجاء في بيان الأخيرة أن "عددا من الأخوة أعضاء الشورى العام بذلوا جهودا كبيرة لأن يكون هناك عزاء واحد وصلاة جنازة واحدة لمنير، يتواجد فيها الجميع لتلقي العزاء وألا يكون هناك مظاهر أو إعلان صفات تنظيمية لأي شخص، أملا في أن يكون هذا بداية لتوافق والتقاء للم شمل الجماعة، لكن فوجئ الجميع بداية من مساء يوم الوفاة بخروج بعض الرموز ممن حول اﻷستاذ إبراهيم  على وسائل اﻹعلام، وإعلان ما سمعناه جميعا من المناصب والمهام والذي وللأسف أحبط تلك الجهود".

شباب الجماعة الإرهابية وفقدان الأمل

وتشير تقارير ذات صلة بأن شباب الجماعة الإرهابية يعانون من حالات نفسية سيئة، ولا سيما الشباب الهارب إلى الخارج، فعلى مستوى الجماعة فإن الفشل الذي تتعرض له يوما بعد يوم يزيد من إحباط الشباب، الذي يرى الانقسامات الحادة بين قيادات جماعته، كما أن الوعود المتعلقة بقرب انتهاء أزمتهم مع نجاح خطتهم في ضرب استقرار الدولة المصرية يتأكد خطأه وفشله الذريع كل يوم، بالإضافة لما يعانيه الشباب على المستوي المادي والمعيشي.

وفي كلمة لافتة، ألقاها الإخواني إسلام لطفي في عزاء إبراهيم منير، أكد فيها أن الهاربين بالخارج يشعرون على المستوى الفردي بالرعب من أنهم سيموتون بالخارج ولن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم، في إشارة لحالة وفاة "منير".

تدفع هذه الأمور وغيرها من التفاصيل المريرة التي يمر بها الشباب بالخارج، إلى إقدام أحد شباب الجماعة الإرهابية على الانتحار.

من جانبه، قال الدكتور صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية لمكافحة التشدد الديني، إن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية شهد مؤخرا مصرع (ع.هـ) أحد الشباب الهاربين إلى تركيا في ظروف غامضة، وسط تنبيهات شديدة اللهجة من قيادات الجماعة الإرهابية لكافة العناصر بعدم الخوض في الموضوع مع التكتم التام.

ورجَّح "القاسمي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن تكون الجماعة قد تخلصت منه قتلا، وليس انتحارا كما تروج بين عناصرها، خاصة أنه مرَّ بظروف نفسية سيئة، وقرر العودة إلى مصر لتسوية أوضاعه القانونية، وتحمل مواجهة ومسئولية ما يوجه إليه من اتهامات، بعد هروب لأكثر من خمس سنوات، وحضر الخلافات التي نشبت بين أجنحة الجماعة، جبهة إسطنبول مع محمود حسين، وجناح محمد كمال، وجبهة لندن مع إبراهيم منير.

وقال "القاسمي": إن الشاب كان يسكن في شقه تخص الجماعة مع خمسة شباب آخرين في منطقة "شرين افلر" بإسطنبول، هؤلاء الشباب الذين يسكنون معه قالوا إنه ألقى بنفسه من الطابق السابع، وهي رواية غير صادقة بالنسبة لي، وأن الجماعة تتكتم على الأمر لأنها ترى أن نشر أي خبر عن حالة الانتحار أو القتل فضيحة للجماعة تؤثر على سمعتها بين عناصرها.

وتابع، بأن الجماعة الإرهابية هددت الشاب وأمرته بعدم الرجوع إلى مصر، خاصة أنه يفتح عليهم باب عودة شباب الإخوان الرافضين لأفكار قيادات الجماعة المتنازعة، والذي يمر بمعاناة وظروف صعبة، وحسب الرواية القائلة بانتحاره فإن الضغط النفسي الذي يمر به الشباب في الخارج، إلى جانب خلافات القيادات أمام الشباب، بالإضافة للفشل المريع الذي تمر به الجماعة الإرهابية في كل مرحلة.

وأضاف "القاسمي": ومؤخرا مُنيت الجماعة بصفعة شعبية قوية من المصريين عندما دعت للنزول للشارع في 11 نوفمبر الماضي مستغلين الظروف الاقتصادية العالمية، بينما كان الشعب المصري على وعي كامل بمؤامرة التنظيم الإرهابي، فكان اليوم المذكور صفعة للتنظيم وفشلا ذريعا للإخوان أصابهم بالهذيان والإحباط، كل هذه الأسباب كفيلة بأن تدفع الكثير منهم لليأس والانتحار، ورغم ذلك فأنا أؤيد رواية التخلص منه بمعرفة قيادات الجماعة الإرهابية.

واستكمل قائلا: إن الشاب الضحية أعلن تمرده على الجماعة، كما أعلن رفضه للأوضاع التي يعيشها، وأنه تحدث للمقربين منه بأنه سيحاول العودة إلى بلاده لأنها أولى به، لأنه مازال صغيرا وإذا كان هناك أي أحكام صدرت ضده فهو لديه الشجاعة لتحملها ومراجعتها وتحمل نتيجة أفعاله السابقة، ولأنه يحمل الكثير من أسرار المجموعات الشبابية ولأسباب كثيرة أرجح أن تكون هناك شبهة جنائية وراء وفاة الشاب (ع.هـ).