الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مونديال المخيمات .. كرة القدم للاجئين

مونديال المخيم
مونديال المخيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
  • المنتخب القطري  يفوز على الإكوادور فى المباراة الأولى 1-0 .. وغياب إيران عن الفعاليات
  • مبادرة أطلقتها منظمة بنفسج لتسليط الضوء على معاناة  الأطفال الأكثر تضرراً خلال الحرب
  • مباراة الافتتاح جرت على ملعب إدلب.. وباقي مباريات البطولة على ملعب "الشمال الأوليمبي"
  • صاحب أغنية المونديال: لم نتوقع هذا النجاح الكبير واستطعنا رغم قلة الإمكانيات أن ننتج عملا فنيا يليق بنا
  • كرة المونديال "خاطتها سيدة لاجئة وركلتها الأولى للأطفال كانت من رجل عجوز" وكأس المونديال بطول مترين ونصف
  • 300 طفل من المخيمات يشكلون 32 فريقا منها 25 فريقا من 25 مخيما و7 فرق من المناطق الصناعية
  • 6 أشهر فترة التدريب.. وحفل الختام سيكون بين المخيمات بتجهيزات جديدة

على أرض أفسدتها أمطار الشتاء، وحفر صنعتها القذائف أطلق الحكم صفارة البدء لأولى مباريات مونديال المخيمات بمشاركة 300 من أطفال مخيمات الشمال السوري.

احتفال بسيط وترتيبات جرت على قدم وساق، وكأس تم صنعها بنفس الشكل الحقيقي لكأس العالم، بهذه البساطة والإمكانيات المحدودة تمت التحضيرات شمال سوريا لكأس العالم ذلك الحدث الكروي الأبرز عالميا والذي يقام في قطر الآن.

تدريبات الفرق

يقول إبراهيم سرميني منسق الحدث: إنه قد تم إطلاق تلك الفعالية عشية انطلاق مونديال قطر، تحت مسمى "مونديال المخيمات" في شمال غرب سوريا، بمشاركة أكثر من 300 طفل، في مبادرة أطلقتها منظمة بنفسج لتسليط الضوء على معاناة هذه الفئة الأكثر تضرراً خلال الحرب.

ويعيش أكثر من مليون نازح مع عائلاتهم في الشمال السوري بعد نزوحهم من مدنهم وقراهم، حيث يعيشون في أقسى الظروف المعيشية التي لم تعد تخفى على أحد.

وأضاف سرميني، "تعتبر كرة القدم من أكثر الألعاب شعبية، لذا فإن فكرة بطولة كرة القدم والتدريب كانت ضرورية لتحقيق ما سبق من حيث دعم الأطفال والكبار".

تجهيزات الملعب

وحول فكرة البطولة قال سرميني في حديث خاص لـ«البوابة» فكرة البطولة هي إنشاء نسخة مصغرة من كأس العالم الذي أقيم في قطر في مخيمات شمال غرب سوريا، بمشاركة 32 فريقًا من أطفال المخيمات، حيث تم اختيار 25 فريقًا من 25 مخيما، بالإضافة إلى 7 فرق من الأطفال الذين يعملون في المناطق الصناعية، ومن المفترض أن هذه الفرق تتنافس وفق دور الـ 32، مع تسمية الفرق بأسماء الفرق الفعلية، مع التأكيد على عرض الصياغة البصرية للفرق الدولية. 

وتابع  سرميني، «تم اختيار الأطفال ذوي القدرات الجسدية والعقلية والمهارية الأفضل حسب الأعمار المحددة وتم تشكيل الفرق وإجراء تدريبات رياضية لهم منذ حوالي أربعة أشهر من قبل مدربين متخصصين، حيث تلقوا تدريبًا عمليًا ونظريًا كتهيئة بدنية كاملة قبل بداية البطولة، والتي من المفترض أن تكون الأدوار 16-8-4-2 ثم التتويج النهائي».

جزء من التدريبات

 فترة التدريب

وعلى مدار 6 أشهر خضعت الفرق المنتخبة من أطفال المخيمات إلى تدريبات مكثفة في كرة القدم تحضيرا للمشاركة في البطولة، وشملت 3 أقسام: التكتيكي والنظري والتدريب العملي على الملعب العشبي.

وقال سرميني: «عملنا على تدريب الأطفال على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى كانت للتمرن على التدريبات التكتيكية مثل التحكم بالكرة والتمريرات والسرعات وغير ذلك، أما المرحلة الثانية تضمنت التدريب النظري وشرح قواعد اللعبة وشرح مهام كل لاعب والموضوعات على أرضية الملعب، وآلية استخدام الخطط والخطة المعاكسة، والأدوار الصحيحة نظرا لكل لاعب، أما المرحلة الثالثة كانت عبارة عن تدريب الأطفال على الملعب المعشب».

وكما في البطولة الرسمية في قطر، بدأت البطولة بالمخيمات بمباراة افتتاحية جمعت بين منتخبي قطر والإكوادور على ملعب إدلب الرياضي، على أن تجري باقي مباريات البطولة على ملعب "الشمال الأوليمبي" في بلدة حزانو بريف إدلب (شمالي سوريا).

وأشار منسق فريق الحماية في منظمة "بنفسج" إبراهيم سرميني، إلى أن الأطفال المشاركين في المونديال تدربوا على استخدام الخطط والأدوار الصحيحة والتحكم بالكرة والتمريرات والسرعات، إضافة إلى شرح قواعد اللعبة ومهام كل لاعب واستخدام الخطط.

وقال سرميني: إن الهدف من الفعالية إيصال رسالة بشكل صحيح عن الأطفال السوريين الذين يعانون من أقصى ظروف الحياة داخل المخيمات، لا سيما مع حلول فصل الشتاء.

جزء من إحتفالات الإفتتاح

وبحسب الصور المنشورة للاعبين الأطفال فقد ارتدوا نفس الزي الرسمي للمنتخبات الوطنية، وافتُتحت المنافسة بمباراة بين منتخبين يمثلان قطر والإكوادور، في محاكاة لمباراة الافتتاح.

ومن المفترض أن تستمر منافسات كأس العالم للمخيمات طوال مونديال قطر 2022، على أن تُنظّم المباراة الختامية في أحد المخيمات العشوائية التي تضيق بها محافظة إدلب.

وقال سرميني: «ونحن الآن على أبواب فصل الشتاء وما تعانيه المخيمات من وضع سيئ جراء الأمطار والسيول، لا تزال نأمل أن ينظر لنا العالم كله في هذه المناسبة إلى وضع الذي نعيش فيه».

إفتتاح المونديال

وخصصت المنظمة حسب ما قاله المنسق إبراهيم سرميني، 10 مدربين للأطفال لتدريبهم على البطولة، و15 شخصا كمدربين الفقرات الفنية والرياضية، وقال سرميني إن هناك 25 شخصا قائمين على كل ترتيبات المونديال فيما حضر حفل الافتتاح حوالي 720 شخصا.

وتضمن الحفل الافتتاحي عروضاً بمشاركة 320 طفلاً نازح، من عرض لـ«التغريبة السورية» وعرضا موسيقيا لكورال الأمل وإطلاق مناطيد تحمل أمانيهم بمستقبلٍ أفضل. 

واختتمت الفعاليات بانطلاقة أولى مباريات البطولة بين منتخبي قطر والإكوادر انتهت بفوز الأولى.

 

كأس المونديال

كأس المونديال

وصمم القائمون على البطولة، كأس عالم، بحجم مترين ونصف ليتصدر ملعب إدلب الذي يحتضن مونديال المخيمات، وقال سرمين: "يتواجد ضمن الفعاليات، فرق تمثل كل المنتخبات التي شاركت على مدار السنوات السابقة منذ عام 1966 في بطولات كأس العالم، بلباسها وشعاراتها، كما أسست المنظمة فريقا خاصا بالمونديال حمل اسم حرّيف شعاره عبارة عن حبة زيتون تلعب الكرة".

وحول تنظيم المباريات، قال سرميني: إن جدول المجموعات في بطولة إدلب هو ذاته جدول مونديال قطر الذي تمت القرعة عليه من طرف الفيفا للمنتخبات وتوزعت على هذا الأساس.

وحول اختتام المونديال  قال سرميني: "أعددنا جوائز عينية للمنتخبين الأول والثاني، كما سيكون حفل الاختتام في أحد المخيمات، حيث سيتم نقل عشب الملعب إلى أحد هذه المخيمات على أن يفرد العشب بين الخيام، حتى تتشكل أرضية الملعب".

كرة المونديال

كرة المونديال من القماش
أما كرة المونديال فقد خاطتها سيدة لاجئة من القماش، وركلها رجل كبير في السن، ذلك المشهد المهيب كان بداية الفيديو الخاص بافتتاح مونديال المخيمات حيث وقع اختيار الكرة بهذا الشكل لنقل المعاناة التي يعاني منها سكان المخيمات بشكل واقعي، وبمبادرة شخصية، وبجهود فردية.

 

محمد خير مؤلف وملحن الأغنية الخاصة بمونديال المخيمات

أرحبوا.. أغنية المونديال

يقول محمد خير مؤلف وملحن الأغنية الخاصة بمونديال المخيمات: بدأت فكرة الأغنية الخاصة بنا بعد انتشار الأغنية الرسمية للمونديال في قطر.

ويكمل خير "منذ تلك اللحظة أحببت أن أنقل رسالة من من خلال الأغنية التي قمت بإعدادها بإسلوبنا السوري لنقل مأساتنا من المخيم إلى العالم كله".

يقول محمد خير: إنه في البداية طرح الفكرة على عدد من أصدقائه الصحفيين والتي لاقت إعجابهم بل ووافقوا بالتطوع في مساعدته في إنجازها من ناحية التصوير وإخراج فيديو ضخم يليق بالفكرة، بدأ خير بجمع الأطفال لتعليمهم الأغنية في وقت قياسي حيث كان عامل الوقت هو أولى الصعوبات التي واجهتهم.

وتابع  خير "الصعوبات التي واجهتنا كان الوقت في مقدمتها كما أنني كنت متوترا للغاية من فكرة تعليم الأطفال وإخراج الأغنية بشكل يليق حتى لا تفشل الفكرة كليا. ولكن التوتر سرعان ما تلاشى خصوصا بعد ما لاقاه من الأطفال من تشجيع وحب وفرح شديد بالأغنية بعدما سمعوها للمرة الأولى، وجرت التحضيرات على قدم وساق وخلال يومين فقط استطاع الأطفال أن يحفظوا الأغنية بالكامل ليبدأوا في تسجيلها، لم تتوقف الصعوبات عند ذلك الحد ولكن كانت بساطة معدات التسجيل والعزف والتصوير التي يمتلكونها كانت بمثابة تحدي أكبر لهم حيث إنه من المفترض أن يخرجوا بأفضل شكل وبأقل تكلفة ومعدات ممكنة. 

وقال خير "آلات التسجيل في الشمال السوري شبة معدومة بحكم الحرب فاستديوهات التسجيل في المنطقة قليلة جدا عوضا عن إمكانيتها الضعيفة وكان تحدينا الأكبر هو التغلب على كل هذا".

محمد خير مؤلف وملحن الأغنية الخاصة بمونديال المخيمات

رحم المعاناة

من رحم المعاناة، ومن رحم العدم صنعنا ما نريد وهزمنا المستحيل، هكذا عبر خير عن فرحه بعد انتهاء تسجيل الأغنية وتخطي جميع الصعاب، يضيف خير، أردنا بهذا الحدث أن نزيل شيئا من الهموم التي تملكت أطفال المخيمات بعد أن تركتهم طفولتهم وهربت من نيران الحرب، أردنا أن نستغل هذا الحدث لنعرف الأطفال عليه خصوصا وأن أغلبهم لم يره من قبل.

يتابع خير «في المخيمات نحن نعيش أدنى مقومات العيش الكريم، لا يوجد لدينا حتى تلفاز لنشاهد ونستمتع كما يفعل باقي العالم، لا نملك هواتف إلا القليل منا لنتواصل مع العالم الخارجي، ولا يوجد حتى شاشات عرض لكأس العالم، لذا كان من الواجب أن ننقل صورة المأساة التي نعيشها ويعيشها هؤلاء الأطفال للعالم كله، خوفا من أن ينسى الجميع قضيتنا وينسى العالم أن هنا أطفالا من حقهم أن يعيشوا حياة سعيدة كباقي أقرانهم في العالم».

إحتفالات المونديال

ردود فعل إيجابية 

وعن انتشار الأغنية ونجاحها أكد خير أنه لم يكن يتوقع هذا النجاح وكان يشعر بالخوف من أن يكون هناك أي ردود فعل سلبية حول العمل، يضيف خير "ما حدث لم أكن أتوقعه إطلاقا، فقد حققنا نجاحا كبيرا، ورغم بساطة الفيديو شاهده ملايين من البشر حول العالم".

يؤكد خير أن جمال وبساطة الفيديو تكمن في بساطة الأطفال الذين ظهروا فيه وفرحتهم وابتسامتهم الجميلة التي خرجت من وجوه رسم عليها الشقاء كانت أهم ملامح الفيديو، وفي النهاية كان هناك فرح كبير في المخيم بعدما علموا بردود الفعل الإيجابية على الفيديو وعلى الحدث ككل.

وختم خير قائلا "العمل على الأغنية كان بمثابة فرصة عظيمة لتعليم الأطفال الموسيقى، خاصة أنهم لم يعيشوا يوما هذا الحدث مثلنا نحن الكبار، لكون معظمهم لا يملكون جهاز تلفاز أو هاتفا محمولا في مكان سكنهم بالمخيمات".

مونديال المخيمات .. شمال سوريا

صالات لمشاهدة البطولة

وفي إطار دعم النازحين السوريين وإتاحة الفرصة لهم لمشاهدة مباريات المونديال في قطر، يتاح لآلاف السوريين في مناطق المعارضة مشاهدة المباريات بالمجان، ضمن مبادرة لعرض المباريات في صالات مخصصة تم اختيارها بعدة مدن سورية في محافظتي إدلب وحلب.

 

وقال منسق المبادرة -التي حملت اسم "يلا ارحبو"- عبد الملك عبود: إنه من المتوقع أن يستفيد من المبادرة نحو 50 ألف متابع ومهتم بكأس العالم في قطر بالشمال السوري، ضمن صالات في 5 مدن رئيسية يقطنها النازحون السوريون في مناطق سيطرة المعارضة. 

وأضاف عبود أن المبادرة ستتيح الفرصة للنازحين السوريين في المخيمات لمشاهدة مباريات كأس العالم، كونهم غير قادرين على شراء شاشات للمشاهدة، كما أن قوة الإنترنت المتوفر لديهم لا تسمح لهم بذلك، فكانت المبادرة وسيلة لهم لمواكبة البطولة العالمية.

وأشار عبود إلى أن المبادرة لاقت ترحيبا كبيرا من السوريين في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا التي قدمتها دولة قطر، ورُصد تفاعل كبير على مواقع التواصل بين السوريين لحضور المباريات في تلك الصالات.

 1600 مخيم

بحسب فريق "منسقو استجابة سورية"، بلغ عدد المخيمات في شمال سورية أكثر من 1600 مخيم، يقيم فيها أكثر من مليون ونصف مليون شخص، تصل نسبة الأطفال بينهم إلى 56%، وتعاني غالبية المخيمات نقص المواد الغذائية وضعف الحصول على المساعدات وانعدام المياه والصرف الصحي.

ووفق بيان الفريق الأخير "فإن نسبة العجز داخل قطاع المخيمات والتي تضم أكثر من 1.8 مليون مدني بلغت 72.8%، والمبالغ التي قدمت نتيجة التمويل العام لقطاع المخيمات حتى العام الحالي تراوحت ما بين 2 و2.5 مليار دولار، وهي مبالغ كفيلة بتأمين مساكن حديثة للنازحين بعيداً عن الخيام، وتضمن الاستقرار الكامل لهم.

ويشير الفريق، في بيان له إلى أن الاحتياجات الأساسية للنازحين في تلك المخيمات خلال أشهر الشتاء، تتركز على تأمين مواد التدفئة وضمان استمرارها، وتأمين دعم المياه وزيادة كمياته بعد ازدياد الإصابات بمرض الكوليرا، واستبدال الخيام التالفة نتيجة العوامل الجوية المختلفة، وتأمين عوازل حرارية داخل الخيام، بالإضافة إلى تأمين معدات إطفاء الحرائق نتيجة التدفئة غير الصالحة الاستخدام، وزيادة المساعدات الإنسانية المتزامنة مع انخفاض القدرة الشرائية والتي تشكّل حاجزاً أمام استطاعة المجتمع المحلي تأمين أدنى متطلباته مع ملاحظة الانتشار الكبير للبطالة وارتفاع مستوياتها إلى 85% بشكل وسطي.