تستضيف بالي الإندونيسية، اليوم الثلاثاء، قمة مجموعة العشرين، بمشاركة قادة وزعماء الدول الأعضاء، على مدار يومين، تتناول 5 ملفات بارزة تتصدرها تداعيات الحرب الأوكرانية.
حيث ألقى الرئيس الأوكرانى زيلينسكى، كلمة أمام المؤتمر؛ قال خلالها: "الرئيس ويدودو المحترم. زملائي الأعزاء! أيتها الغالبية العالمية التي تدعمنا. أتوجه إليكم الآن باللغة الأوكرانية. لكن على طاولاتكم أمامكم ستجدون اقتراحاتنا بلغاتكم، وذلك عبارة عن إيلاء احترامنا لكم، لقد عدت منذ لحظات إلى العاصمة من مدينة خيرسون. تعد خيرسون واحدة من أهم المدن في جنوب بلادنا وهي المركز الإقليمي الوحيد الذي تمكنت روسيا من الاستيلاء عليه بعد 24 فبراير، وأخيرا ها هي خيرسون حرة، ماذا يعني ذلك؟ إن العملية التحريرية التي نفذتها قوات الدفاع الخاصة بنا هي بالنسبة لأوكرانيا أشبه بمعركة من معارك الماضي التي كانت تعد كنقطة تحول في الحروب.
وتابع: "إن أمثال تلك المعارك كانت ترمز إلى التغييرات التي كان الناس يلتمسون من بعدها لمن سيكون النصر ، على الرغم من أن النصر كان من الممكن انتزاعه فقط عبر الكفاح. إنه يشبه D-Day لما تم إنزال الحلفاء في النورماندي حينما لم تكن تلك العملية توحي بعدُ بنهاية الكفاح ضد الشر ، لكنها رسمت الخطوط العريضة لمسار الأحداث القادمة، وهذا هو بالضبط ما نشعر به الآن عندما أصبحت خيرسون حرة".
وتابع: “من أجل تحرير أرضنا بالكامل من الروس، سيتعين علينا القتال لفترة أطول ... أجل، القتال! وإذا كان من المحتم أن يكون النصر نصرنا ، ونحن واثقون مما نقول ، أليس من الحري إذن أن نحاول تطبيق صيغتنا للسلام من أجل إنقاذ آلاف الأرواح وحماية العالم من ظهور حالات جديدة من عدم الاستقرار؟ و لهذا السبب أريد أن أقدم رؤيتنا للطريق نحو السلام و كيفية تحقيقه على أرض الواقع، و ذلك ليس فقط من أجلنا، وإنما من أجلكم جميعًا أيضا ، ومن أجل حلفائكم وشركائكم”.
وأضاف: “في خطابي في سبتمبر من هذا العام أثناء انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة لقد قدمت الصيغة الأوكرانية للسلام، صيغة السلام العالمي تحديدا عندما كان العالم يتطلع نحو التعافي من هزة الوباء، أثارت الحرب الروسية سلسلة واسعة من الهزات العالمية الجديدة... فذلك يجب أن يتوقف!”
وأوضح أن هناك مجموعة من الحلول التي ينبغي تطبيقها، وأريد أن يدور حديثنا حول هذا الموضوع على الملأ وليس خلف الكواليس، كما أريد أن تتم مناقشته بشكل تفصيلي وليس فقط بخطوطه العريضة.
وقال: "ربما سأستغرق وقتًا أطول قليلاً مما تنص عليه اللوائح لكن قضية السلام تستحق العناء. فأريد لهذه الحرب الروسية العدوانية أن تنتهي بعدل و استنادا الى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ، وليس "بأي وسيلة" – و ذلك طبقا للتعبير الدقيق للسيد أنطونيو غوتيريش ، الأمين العام للأمم المتحدة. وإنه من غير المجدي جر أوكرانيا نحو تقديم تنازلات على حساب ما يمليه عليها ضميرها و سيادتها و ترابها و إستقلالها لأننا نحترم القواعد ونحن أهل لكلمتنا".
وفي سياق متصل قال: "لطالما كانت أوكرانيا رائدة في جهود حفظ السلام ، و العالم شاهد على ذلك، فإذا كانت روسيا تقول إنها تريد إنهاء هذه الحرب ، فلتثبت ذلك بالأفعال. كمن الجلي أنه من المستحيل الوثوق بما تقوله روسيا ، فلن يكون هناك "مينسك 3"، لأن روسيا سوف تنتهك جميعها فور الامضاء عليها. إذا لم يكن هناك إجراءات مناسبة لاستعادة السلام ، فكل ذلك سيعني أن روسيا تريد بكل بساطة خداعكم جميعًا مرة أخرى ، وخداع العالم و فقط تجميد الحرب في الوقت الذي أصبحت هزائمها جلية المعالم".
وأكد أن أوكرانيا لن تمنح روسيا الفرصة للتريث لتقوم خلالها بحشد قواتها من أجل بدء مسلسل جديد من الإرهاب وزعزعة الاستقرار العالمي،مشيرا إلى أن الحرب الروسية المدمرة يجب ويمكن أن تتوقف الآن".
وفي هذا الصدد استعرض زيلينسكي مقترحات أوكرانيا بشأن إنهاء حالة الحرب حيث قال: “أولا - الأمن الإشعاعي والسلامة النووية حيث لا يحق لأي أحد ابتزاز العالم بافتعال كارثة إشعاعية. فذلك هو من البديهيات. و أمام أعين العالم كله ، حولت روسيا محطة الطاقة النووية Zaporizhzhia إلى قنبلة إشعاعية يمكن أن تنفجر في أي لحظة. إلى أين ستذهب سحابة ذلك الإشعاع؟ ربما نحو أراضي الاتحاد الأوروبي، أو ربما إلى تركيا، و ربما نحو الشرق الأوسط. إنني أعتبر أن مجرد افتراض وقوع مثل هذا السيناريو يُعد عملا اجراميا!”.
وتابع: "لا بد من استعادة السلامة الإشعاعية، فلقد قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية توصياتها ذات الصلة التي أكدت فيها على جميع المخاطر التي تحدثنا عنها مرارًا وتكرارًا. و لذلك ، يجب على روسيا أن تسحب على الفور جميع مقاتليها من أراضي محطة Zaporizhzhya النووية، كما يجب وضع المحطة على الفور تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والموظفين الأوكرانيين، كما يجب إعادة الربط الطبيعي للمحطة بشبكة الطاقة على الفور حتى لا يهدد أي شيء استقرار المفاعلات.
لقد اقترحنا إرسال بعثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى جميع المحطات النووية الأوكرانية البالغ عددها 4 محطات تضم في المجموع 15مفاعلا نوويا، بالإضافة إلى محطة تشيرنوبيل ، التي تم غلقها و فصلها عن الخدمة. ويمكن لمثل هذه البعثات التحقق من أن أي نشاط عدائي ضد المنشآت النووية الأوكرانية قد توقف بالفعل. فكم من الوقت سوف يستغرق تنفيذ تلك الخطوات؟ بإمكان روسيا أن تبدأ نزع السلاح من محطة Zaporizhia النووية غدا في وقت مبكر إذا كانت مستعدة حقًا لاستعادة الأمن الإشعاعي الذي انتهكته".
وتابع: "ينطبق الشيء نفسه على التهديدات الجنونية باستخدام الأسلحة النووية التي يتفوه بها المسؤولون الروس... إنه لا يوجد و لا يمكن للابتزاز النووي أن يكون له أي مبرر أو عذر . ولذا أنا أشكر أعضاء مجموعة التسعة عشر الكبرى G-19 الأعزاء على تأكيدهم على ذلك. لكن أرجوكم أن تستخدموا كامل طاقتكم من أجل إجبار روسيا على التخلي عن أي تهديدات نووية، ويمكن أن ترتكز تلك الجهود الى مذكرة بودابست والقدرات المتاحة لدى الدول الموقعة عليها.
وقال: “التحدي الثاني وهو الأمن الغذائي. بفضل المشاركة القوية للأمم المتحدة وتركيا وشركاء آخرين ، لقد أظهرنا كيف يمكن للتعاون بين بعض الأفراد أن يعيد الأمن الغذائي للكثيرين. أعتقد أن مبادرتنا لتصدير الحبوب تستحق تمديدًا غير محدود زمنيا بغض النظر عن موعد انتهاء الحرب. فالحق في الحصول على الغذاء هو حق أساسي لكل شخص في العالم”.
وتابع: "منذ شهر يوليو صدرت أوكرانيا أكثر من 10 ملايين طن من المواد الغذائية عن طريق البحر. و يمكننا زيادة الصادرات بملايين طن شهريًا، و لهذا الغرض ، أقترح توسيع مبادرة تصدير الحبوب لتشمل موانئ أوكرانية الأخرى وعلى وجه الخصوص ميناءي "ميكولاييف" و"أوليفيا" في منطقة ميكولاييف".
ودعا زيلينسكي البلدان للانضمام إلى مبادرتنا لمساعدة أكثر الشعوب فقرا من حيث توفر الغذاء. قائلا: "لقد أطلقنا مبادرة تسمى "الحبوب من أوكرانيا". فالسفينة الأولى المسماة - نورد فيند - ستغادر إلى إثيوبيا وعلى متنها 27 ألف طن من القمح. هذا هو مقدار الغذاء الكافي لإطعام ما يقرب من 100 ألف شخص سنويًا ونأمل بأن يكون هناك العديد من مثل هذه السفن من أوكرانيا لنقوم بإنقاذ الكثير من الناس في البلدان الفقيرة من الجوع. و يمكن لأوكرانيا تصدير 45 مليون طن من المواد الغذائية خلال هذا العام ليتم توجيه جزء كبير منها إلى أولئك الذين هم أشد معاناة".
وتابع: "ثالثا - أمن الطاقة. كلكم ترون الشيء الذي يستهدفه الإرهاب الروسي الآن. إنها محاولة لتحويل البرد إلى سلاح مسلط ضد الملايين من الناس. لقد تم تدمير حوالي 40٪ من البنية التحتية للطاقة لدينا نتيجة للقصف الصاروخي الروسي و القصف بالطائرات الإيرانية المسيرة التي يستخدمها المحتلون، ففي كل أسبوع تقوم روسيا بتفجير محطات الطاقة والمحولات وخطوط الإمداد
بالكهرباء. إن أحد الأهداف ذات الصلة بهذا الإرهاب هو منعنا من تصدير الكهرباء إلى البلدان المجاورة - الأمر الذي يسعون من خلاله بشكل كبير أن يحققوا استقرار الأوضاع في قطاع الطاقة لديهم و أن يخفضوا أسعار لمستهلكيهم. إن روسيا مهتمة بافتعال أزمة الطاقة، لذا يجب أن نبقى نحن جميعًا مهتمين بإنهاء هذا الإرهاب. إنني أشكر جميع شركائنا الذين ساعدوا أوكرانيا بالفعل في توريد أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي. إن ذلك يساعدنا على إسقاط بعض من الصواريخ الروسية والطائرات الايرانية المسيرة ، لكنه يجب علينا حماية سمائنا بالكامل.
وتابع: “لقد اقترحنا إرسال بعثة من خبراء الأمم المتحدة إلى الأهداف الحيوية الخاصة بالبنية التحتية للطاقة داخل أوكرانيا لتقييم الدمار و تقصي الاحتياجات المطلوبة لاعادة إعمارها ، وكذلك من أجل الحيلولة دون المزيد من تدميرها. و لذا فإننا بحاجة إلى تسريع إرسال تلك البعثة! وسوف يكون ذلك بمثابة مساهمة ملموسة من طرف المجتمع الدولي في سبيل استقرار وضع الطاقة في أوكرانيا وأوروبا ، وصولا الى استقرار الأوضاع في سوق الطاقة العالمية”.
وأضاف: “ بغض النظر عما سيتخذه العالم من قرارات ، فإنه يمكن لروسيا أن تكف في أي لحظة عن قصفها لمنشآت توليد الطاقة الأوكرانية والمنشآت المشاركة في إمداد السكان بالمياه والتدفئة... فلتثبت روسيا عبر رفضها للإرهاب أنها مهتمة حقًا بعودة السلام. يجب علينا أيضًا أن نتخذ خطوة أساسية حتى لا يتم استخدام موارد الطاقة كسلاح، فإنه يتعين علينا تسقيف أسعار موارد الطاقة الروسية. ففي الوقت الذي تحاول فيه روسيا حرمان أوكرانيا وأوروبا وجميع مستهلكي الطاقة على وجه الأرض من القدرة على التنبؤ و تثبيت استقرار الأسعار ، فإن الرد على ذلك يجب أن يتمثل في فرض قيود على أسعار الصادرات بالنسبة الى روسيا، بحيث ألا يكون سعر التصدير أعلى من سعر التكلفة... سيكون ذلك أمرا عادلا. فإذا أخذت أنت، فإنه من حق العالم أن يأخذ منك”.
وقال: “التحدي الرابع هو الإفراج عن جميع الأسرى والمرحلين. إن آلاف الناس من شعبنا – عسكريين و مدنيين – ما زالوا في الأسر الروسي و هم يتعرضون للتعذيب الوحشي – فيا له من تنكيل جماعي! بالإضافة إلى ذلك ، فإننا نعرف بالاسم 11 ألف طفل تم ترحيلهم قسراً إلى روسيا. إنهم جميعا منفصلون عن أولياء أمورهم ، وهم يعلمون جيدًا أن هناك عائلات تنتظرهم. بالإضافة إلى هؤلاء الأطفال ، الذين نعرف كافة احداثياتهم ، هناك عشرات الآلاف من أولئك الذين تم ترحيلهم قسراً والذين نعلم عنهم بشكل غير مباشر فقط. و من بينهم العديد من الذين قُتل آباؤهم جراء الضربات الروسية ، وهم الآن محتجزون لدى الدولة القاتلة. أضيفوا إلى ذلك مئات الآلاف من البالغين المرحلين من أجل تصور أبعاد الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الحرب الروسية. فيجب علينا أن نطلق سراح جميع هؤلاء الأشخاص! ناهيك عن السجناء السياسيين الذين هم مواطنون أوكرانيون تحتجزهم روسيا داخل الأراضي المحتلة مؤقتا لا سيما في القرم. علينا فك أسر هؤلاء! وأريد أن أوضح هنا أننا لم نحصل على الدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. و لا نشعر أنهم يسعون بشكل جدي للوصول إلى المعسكرات التي يحتجز فيها أسرى الحرب الأوكرانيون والسجناء السياسيون ، أو أنهم يساعدوننا في العثور على الأوكرانيين المرحلين. إن نأي الصليب الأحمر بنفسه هو تدمير ذاتي لهيئة الصليب الأحمر بوصفه منظمة كانت سابقا تحظى بالاحترام و والوقار. فنحن لا نستطيع الانتظار. لذلك ، يجب أن نتحد من أجل تجسيد نموذج واقعي وحيد يفضي الى الإفراج عن السجناء - "الجميع مقابل الجميع". وكذلك من أجل الإفراج عن جميع الأطفال والبالغين الذين تم ترحيلهم إلى روسيا".
وقال: "خامساً، تنفيذ ميثاق الأمم المتحدة واستعادة سلامة أراضي أوكرانيا والنظام العالمي. تحدّد المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة كل الأمور بوضوح شديد. لقد انتكهت روسيا كل شيء من خلال شنّ هذه الحرب. لذلك، يجب علينا أن نستعيد قوة القانون الدولي – وبدون تقديم أي تنازلات للمعتدي. لأن ميثاق الأمم المتحدة لا يمكن أن يعمل بشكل جزئي أو انتقائي أو "حسب الرغبة". يجب على روسيا تأكيد التزامها بوحدة أراضي أوكرانيا في إطار القرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجموعة الوثائق القانونية ذات الصلة. ذلك أمر واضح تمامًا."
وتابع: “التحدي السادس – وقف الأعمال العدائية. فهناك رؤية واضحة لكيفية تحقيق ذلك. يجب على روسيا سحب جميع قواتها وتشكيلاتها المسلحة من أراضي أوكرانيا. يجب استعادة سيطرة أوكرانيا على امتداد كافة حدود دولتنا مع روسيا. سيؤدي ذلك بالتحديد إلى وقف حقيقي وكامل للأعمال العدائية. يتسبب كل يوم من التسويف في المزيد من وفيات المواطنين الأوكرانيين والتهديدات الجديدة للعالم والخسائر المتزايدة بشكل جنوني و التي تنتج عن هذه الحرب – الخسائر التي يتكبدها كل شخص في العالم”.
وأضاف: “سابعاً، العدالة. فهذا ما قد يثير أعمق العواطف والمشاعر. في كل مكان، عندما نحرر أرضنا ، نرى شيئًا مشتركا ألا وهو غرف التعذيب والمقابر الجماعية للقتلى التي تتركها روسيا وراءها. وهذا ما حدث في بوتشا وغيرها من المدن في شمال البلاد بعد إنهاء احتلالها. وهذا ما حدث في محافظة خاركيف. نرى نفس الشيء الآن في محافظة خيرسون. فحتى اليوم ، لدينا معلومات كاملة عن 430 طفلاً قتلوا من جراء الضربات الروسية. عن الأطفال فقط! وفقط عن أولئك الذين نعرف عنهم كل المعلومات على وجه اليقين. وكم هو عدد المقابر الجماعية في الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة روسيا؟ فماذا سنرى يا ترى في مدينة ماريوبول؟ لهذا السبب يجب على العالم اعتماد المحكمة الخاصة بشأن جريمة العدوان الروسي على أوكرانيا وإنشاء آلية دولية للتعويض عن جميع الأضرار التي ألحقتها هذه الحرب. التعويض على حساب الأصول الروسية ، لأن المعتدي هو الذي يجب عليه أن يفعل كل شيء من أجل استعادة العدالة التي انتهكها”.
وتابع: لقد رفعنا الى الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن آلية دولية للتعويض عن الأضرار التي سببتها الحرب الروسية. فالآن نحن نناشدكم بتطبيقه. كما نعمل على إعداد القرار الثاني – بشأن المحكمة الخاصة. فأرجو منكم الانضمام إليه ودعمه. لا يوجد هناك شعب على وجه الأرض لا يقدّر العدالة".
وقال: "التحدي الثامن هو الإبادة البيئية ، والحاجة إلى حماية فورية للبيئة. فلقد حرق القصف ملايين الهكتارات من الغابات. ما يقرب من 200 ألف هكتار من أراضينا مزروعة بالألغام والقذائف التي لم تنفجر. غمرت المياه عشرات من مناجم الفحم ، بما في ذلك المنجم الذي وقع فيه الانفجار النووي تحت الأرض في عام 1979 . ذلك هو منجم "يونكوم" في محافظة دونيتسك. انه يقع على الأراضي التي تحتلها روسيا. لقد غمرته المياه منذ عدة سنوات بسبب المحتلين على وجه التحديد. وعلى الرغم من أن الجميع في موسكو يعرفون ماهية ذلك الخطر الذي لا يهدد الأنهار في محافظة دونيتسك فحسب ، بل أيضا بحر آزوف و كذا حوض البحر الأسود. إن إنهاء احتلال أراضينا هو الذي يمكن أن يوفر الظروف لإزالة هذا التهديد وغيرها من التهديدات الأخرى. ومن المستحيل تحديد مدى التلوث الجوي بشكل دقيق من جراء احتراق مستودعات النفط والحرائق الأخرى. فضلاً عن تفجير مرافق الصرف الصحي وحرق المصانع الكيماوية ودفن الحيوانات المقتولة. تخيلوا فقط أن 6 ملايين من الحيوانات الأليفة ماتت نتيجة العدوان الروسي. و ذلك حسب البيانات الرسمية. فمن الممكن أن تكون الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك تمت إبادة 50 ألف دلفين على الأقل في مياه البحر الأسود. تلوث آلاف هكتارات من أراض. تشكل تربة خصبة جزءا أكبر منها. كانت تربة خصبة قبل الحرب. في الأسبوع الماضي خلال قمة المناخ المقامة في مصر ، قد اقترحت إنشاء منصة لتقييم الأضرار التي ألحقتها الحرب بالبيئة. علينا أن ننفذ ذلك. كما يجب علينا أن نجد ردودا مشتركة على جميع التهديدات البيئية التي خلفتها الحرب. فبدون ذلك ، لن تعود الحياة إلى مسارها الطبيعي المستقر ، وستبقى أصداء الحرب مدوية لفترات طويلة – في تفجيرات الألغام التي ستودي بحياة الصغار والكبار ، أو في تلويث المياه والتربة والجو. وأشكر جميع البلدان التي تساعدنا في إزالة الألغام. هناك حاجة عاجلة إلى المزيد من المعدات والخبراء لتحقيق هذا الغرض. هناك حاجة أيضًا إلى المال والتقنيات لاستعادة مرافق المعالجة. ان ذلك ليس مشكلة أوكرانية فحسب بل انه تحد للأمن البيئي الأوروبي والعالمي".
وتابع: “ تاسعاً – منع التصعيد. فإنه خطر قائم وسيظل قائمًا حتى يتم ضمان أمننا بشكل مناسب. وليست أوكرانيا عضوا في أي تحالف من التحالفات. وقد اندلعت هذه الحرب الروسية على وجه التحديد لأن أوكرانيا ظلت في المنطقة الرمادية – بين العالم الأوروبي الأطلسي والإمبريالية الروسية. ليس لدينا حاليا أي ضمانات أمنية أيضًا. فكيف يمكننا أن نحول دون تكرار مثل هذا العدوان الروسي علينا؟ نحن بحاجة إلى ضمانات أمنية فعالة. ولذلك قمنا بإعداد مسودة معاهدة كييف للأمن (Kyiv Security Compact) وعرضناها على شركائنا. لذلك ، يجب أن نعقد مؤتمرًا دوليًا لتثبيت العناصر الرئيسية للبنية الأمنية لما بعد الحرب في الفضاء الأوروبي الأطلسي ، بما في ذلك ضمانات لأوكرانيا ، من أجل منع تكرار العدوان الروسي. فيجب أن يكون التوقيع على معاهدة كييف للأمن (Kyiv Security Compact) الهدف المنشود للمؤتمر حيث يمكننا القيام بذلك في أي وقت حتى في العام الجاري. إني أؤكد لكم – بعد ذلك لن تسمعوا شيئًا عن الحرب في الجزء الذي نعيش فيه من أوروبا. لأن المعتدي لن يجرؤ على تكراره”.
وقال: “عاشرًا - التوقيع على الوثيقة التي تؤكد انتهاء الحرب. عندما سيتم اتخاذ جميع الخطوات المناهضة للحرب، وعندما ستتم استعادة الأمن والعدالة ، ينبغي التوقيع على الوثيقة التي تؤكد انتهاء الحرب بالأطراف. أؤكد لكم أن كل هذه التحديات في طريق إحلال السلام لا يجوز أن يستغرق حلها وقتا طويلاً. الحد الأقصى هو شهر للبند الواحد علما بأن بعض البنود يمكن تسويتها خلال الأيام. لدينا بالفعل تجربة إيجابية فيما يخص مبادرة تصدير الحبوب. كيف تعمل تلك المبادرة؟ هناك الأمم المتحدة وطرفان في الاتفاق: أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة من طرف، و كل من روسيا وتركيا والأمم المتحدة من طرف آخر.وبطريقة مماثلة، يمكن أن ينجح تنفيذ كل النقاط التي حدّدتها قبل قليل حيث يمكن أن تكون الأطراف دولًا مختلفة مستعدة لأخذ زمام المبادرة في هذا القرار أو ذاك”.
وتابع: “أكرّر من جديد: الأمن الإشعاعي والسلامة النووية؛ الأمن الغذائي؛ أمن الطاقة؛ الإفراج عن جميع الأسرى والمرحلين؛ تنفيذ ميثاق الأمم المتحدة واستعادة سلامة الأراضي الأوكرانية والنظام العالمي؛ وقف الأعمال العدائية؛ استعادة العدالة؛ مكافحة الإبادة البيئية؛ منع التصعيد وأخيرا – التوقيع على وثيقة انتهاء الحرب”.
واختتم كلمته: أيها القادة الأعزاء! لقد وضعت أمامكم خارطة طريق يمكن لكل منكم أن يشارك في تنفيذ بنودها و أن تصبحوا بذلك شركاء في صنع السلام.
وأضاف: "السلام يعني إنقاذ آلاف الأرواح، واستعادة قوة الشرعية الدولية، و تحديث هيكل الأمن الدولي. فستتم استعادة الاستقرار العالمي الذي يعاني الجميع في هذا العالم من انعدامه. وذلك ما تتعاون من أجله دول العالم الشريفة؛ فالسلام قيمة عالمية لانّه مهم لكل إنسان على وجه الأرض. فبالتأكيد ولكل منكم، أيها القادة لدول مجموعة التسع عشرة. لقد عرضت عليكم حلولاً دقيقة وواضحة ويمكن تنفيذها بسرعة لأنها حقا فعالة. فإذا تصدت روسيا لصيغتنا للسلام ، فستدركون انّها تريد
الحرب فقط. فأوكرانيا ممتنة لكل شخص في العالم يساعدنا في حماية الحرية واستعادة السلام. فلتتوج جهودنا المشتركة بالنجاح في أسرع وقت ممكن وتنعكس في مخرجات هذه القمة".