الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

التطرف.. آفة تهدد جنوب شرق آسيا.. كتاب جديد يوضح الأسباب الجذرية ويقدِّم استراتيجية لمكافحته

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعمل الجماعات الإسلامية المتشددة في جنوب شرق آسيا منذ عقود، وتضم المنطقة، التي يقطنها أكثر من ٦٢٥ مليون نسمة، العديد من البلدان التي تضم عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، بما في ذلك إندونيسيا، ثالث أكبر دولة ديمقراطية من حيث عدد السكان «بعد الهند والولايات المتحدة».
وتعد المنطقة موطنًا للعديد من الحركات الانفصالية القائمة منذ فترة طويلة، والتي أحيانًا ما تكون عنيفة، فضلًا عن جيوب من التطرف الإسلامي، مما أدى إلى حدوث حالات عنف على مدار الثلاثين عامًا الماضية، لا سيما خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وحول الموضوع يقدم كومار راماكريشنا في كتابه «التهديد المستمر للتطرف الإسلامي في جنوب شرق آسيا» الأسباب الجذرية للإرهاب في جنوب شرق آسيا، كما يقدِّم استراتيجية فعّالة لمكافحة الإرهاب، من خلال التعامل مع الديناميات الإقليمية والثقافية، ويخصِّص الصفحات القليلة الأخيرة من الكتاب لمناقشة نموذج حزب العدالة المزدهرة «الإسلامي»، حزب سياسي إسلامي في إندونيسيا تأثّر بشدة بحركة الإخوان المسلمين في وقتٍ سابق، وتحوَّل الآن إلى حزب إسلامي قومي.
ويسلّط كومار راماكريشنا الضوء على العامل الثاني والأكثر خطورة: الظاهرة المتنامية للتطرف الديني «الإسلامي» ومنظومته الأيديولوجية التي ترعى الحركة في جنوب شرق آسيا منذ عقود، وعلى حد تعبير المؤلف، فإن الكتاب «يتحدى المفاهيم المضللة والمثيرة للجدل التي تصوِّر الإسلام على أنه دين عنيف بطبيعته، بحجة أن المزيج الديني الأيديولوجي لما يُسمى السلفية- الوهابية هو المنظور الأكثر فائدة لمعرفة التيارات المتطرفة المنغلقة الذهن».
ويستند الكتاب إلى مفهوم «السلفية الوهابية» هذا المصطلح الهجين الذي صيغ في الأصل وتطور وعُمم- حسب المؤلف- في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من قِبل العالم الإسلامي خالد أبو الفضل، وفي وقتٍ لاحق، خضع لتدقيق وتمحيص من قبل علماء الاجتماع مثل رياض حسن، على سبيل المثال، الذي بدأ دراسة الظاهرة في الدول التي يهيمن عليها المسلمون في وسط وجنوب آسيا.
وفقًا لـ«أبوالفضل»: «لم يعد أتباع السلفية مهتمين باستمالة المؤسسات الغربية أو ادّعاء أنها مؤسساتهم. وتحت ستار استعادة الإسلام الصحيح والحقيقي، يعرِّفون الإسلام بأنه نقيض الغرب تمامًا»، وأشار إلى كيف تبنى السلفيون مقارباتٍ جامدة وغير عقلانية، ومع ذلك، ينتقد البعض ما توصل إليه «أبوالفضل» نظرًا لعدم وجود أدلة تجريبية توثِّق انتشار السلفية في العالم الإسلامي المعاصر.
وعلى غرار بحوث حسن الاستقصائية الاجتماعية حول هذا الموضوع، فإن محاولة كومار استكشاف ودراسة السلفية-الوهابية «المناهضة للغرب» و«المناهضة للحداثة»، داخل الوسط الجهادي والمتطرف في جنوب شرق آسيا، من شأنها أن تساعد في إعادة النقاش حول كيفية استغلال هذا المزيج السلفي، الوهابي للإسلام، وما إذا كانت المؤسسات الإسلامية التقليدية المتبقية قادرةً على الوقوف في وجه المنظومة الإسلامية المتعصبة «العنيدة»، ومع ذلك، يوثِّق الكتاب ويثبت الوجود القوي للسلفية- الوهابية في المنطقة، وكيف ينجح في التأثير على الوعي الديني للمسلمين في جنوب شرق آسيا.
يتألف الكتاب من سبعة فصول، ويناقش بين الروايات المفاهيمية للتطرف الإسلامي في ماليزيا وسنغافورة وجنوب الفلبين وإندونيسيا، وأربعة مُنظرين «سلفيين- هابيين»، من الجهات الفاعلة اللا عنيفة والعنيفة على حد سواء، ويبحث كيف أن التشدد والتطرف جزء من القضية الأكثر أهمية للأصولية الدينية، ووفقًا للمؤلف، يمكن استيعاب التطرف المنفتح، أما التطرف المنغلق الذهن بطبيعته أكثر استعدادًا للعنف والخطر.