الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في اليمن.. ممارسة الصحافة ممنوعة بإرهاب الحوثي .. مقتل 51 صحفيا وتعرض 350 آخرين للاختطاف والإخفاء القسري

الصحفيين اليمنيين
الصحفيين اليمنيين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وسط أنباء وتسريبات تتحدث عن إخضاعهم للتعذيب لا يزالُ مصيرُ أربعة صحفيين محتجزين في العاصمة اليمنية صنعاء في سجون تابعة لجماعة الحوثيين ، غامضًا رغم الدعوات الدولية المتكررة لإطلاق سراحهم وإسقاط احكام الاعدام الصادرة بحقهم.

 أصدرت محكمة حوثية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حكم إعدام بحق أربعة صحفيين معتقلين منذ 2015 وذلك في شهر أبريل 2020، وهم عبد الخالق أحمد عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري، بعد محاكمتهم بشكلٍ صوري دون أي رقابة قضائية أو محامين.

واطلقت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية محلية ودولية، نداءات مستمرة خلال العامين الماضيين للإفراج عن الصحفيين الأربعة، إلا أن أسرهم الممنوعة من زيارتهم تتحدث عن تعرضهم للتعذيب والسجن في زنازين انفرادية وحرمانهم من المياه النظيفة والمآكل والعلاج، ومعاملتهم بشكل لا آدمي.

وفي أكتوبر الماضي، قالت نقابة الصحفيين اليمنيين، إن الحوثيين المدعومين من إيران، مسؤولون عن اكثر من 1450 حالة انتهاكات طالت الصحافة والصحفيين في اليمن، من ضمنها مقتل 51 صحفياً وتعرض اكثر من 350 آخرين للاختطاف والاخفاء القسري. 

وفي تقرير سابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أفادت أفراح ناصر، باحثة اليمن في هيومن رايتس، أن الحوثيين يستخدمون "محاكم مشكوكا فيها لمعاقبة الصحفيين على قيامهم بعملهم، ما يضيف إلى سجل الانتهاكات المريع للجماعة المسلحة". وأضافت  "ما كان يجب اعتقال هؤلاء الصحفيين أصلا، ناهيك عن مواجهتهم عقوبة الإعدام".

 

في هذا السياق، قال الصحفي والحقوقي محمد سعيد، إن العمل في الصحافة في اليمن أصبح مخاطرة ومجازفة كبيرة لها مآلات غير محمودة؛ مشيرا إلى أن ممارسات الحوثيين ضد الصحفيين ترقى لجرائم ضد الإنسانية، وأن المجتمع الدولي معني بردع هذه الانتهاكات التي تستهدف الكلمة والرأي وتسعى لتكميم الأفواه وارعاب الصحفيين.

 

في أكتوبر الماضي، دعا الاتحاد الأوربي جماعة الحوثي إلى إسقاط احكام الاعدام الصادرة بحق الصحفيين، في حين وصفت منظمة العفو الدولية في مايو الماضي أحكام الإعدام بأنها ناتجة عن "محاكمة فادحة الجور"، ودعت الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن الصحفيين الأربعة.

 

وكانت منظمة مراسلون بلا حدود، قد وضعت الحوثيين في المستوى الثاني بعد تنظيم الدولة (داعش)، في استهداف الصحفيين، وفق ما تضمنه تقريرها السنوي لحرية الصحافة، الصادر في العام 2020.

واصبحت كثير من مناطق اليمن بيئة غير آمنة للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام خصوصا تلك التي تسيطر عليها جماعى إسلامية كالحوثية والإخوان المسلمين، حيث يتعرض الصحفيين للمطاردة والاعتقال والقمع بشكل ممنهج خصوصا في العاصمة صنعاء ومدينة تعز ثاني أكبر مدن اليمن، وبات معظم الصحفيين والمشتغلين في مجال الإعلام مهجرين إما خارج البلاد او خارج مناطقهم، حيث يعيش كثيرون منهم حاليا في مدن مدينة عدن جنوب البلاد او مناطق الساحل الغربي او ساحل حضرموت حيث لا سيطرة للجماعات والمليشيات ذات التوجه الإسلامي المتطرف، وفق ما يقول الصحفي عمر حسين الذي يضيف:"كثير من مناطق اليمن تعتبر بيئة خطيرة جدا على الصحفيين والإعلاميين، انا والمئات من زملائي لا نسطيع منذ سنوات العودة إلى محافظة تعز بسبب تهديدات خطيرة من قبل أمراء الحرب والجماعات التي تتقاسم السيطرة على محافظتنا، لقد أصبحنا مشردين ومهجرين بشكل قسري منذ سنوات وانا أعيش منذ سنوات متنقلا بين عدن والمخا على الساحل الغربي حيث لاسيطرة للجماعات المتطرفة  وهذا هو حال الكثير من زملاء المهنة".

وينتمي عمر لمحافظة تعز لكنه يعيش منذ سنوات في عدن التي لجا لها هربا من مطاردة الحوثيين وقيادات في حزب الإصلاح (ذراع الإخوان المسلمين في اليمن) على خلفية آرائه التي انتقد فيها قيادات عسكرية تمارس انتهاكات بحق المدنيين وتفرض جبايات وإتاوات على السكان المحليين وتنفذ إعدامات واختطافات منذ سنوات.