في السادس من نوفمبر، انطلقت أعمال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 27" على شاطئ البحر الأحمر الساحر، وشاركت الصين بوفد رفيع المستوى لحضور الاجتماعات.ونحن على ثقة أن هذا الاجتماع برئاسة الرئيس السيسي سيكلل بالنجاح المبهر.
في وقت لاحق، تبادلت الصين ومصر وجهات النظر بشكل مكثف ومتعمق حول موضوعات تتعلق بالاستعدادات للمؤتمر. وخلال تلك الاجتماعات، أعرب القادة الصينيين عن استعداد الصين الصادق لدعم مصر بشكل كامل في استضافة أعمال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ. وأعرب الجانب الصيني ان الصين مستعدة للعب دور إيجابي وبناء والعمل مع جميع الأطراف لمواجهة تحديات تغير المناخ، ودفع المؤتمر لتحقيق نتائج شاملة وإيجابية ومتوازنة.
في مواجهة تحديات تغير المناخ العالمي، لا يمكن لأي بلد أن ينأى بنفسه بعيدا عما يحدث ويظل آمنًا، فالالتزام بالتعاون متعدد الأطراف والنتائج المربحة للجميع هو الخيار الوحيد أمام جميع الدول. يجب على جميع الأطراف الجمع بين التنمية الحالية والتحول طويل الأجل، إنشاء نظام إدارة مناخ عالمي عادل ومعقول وتعاوني ومربح للجميع، والتعاون معا للسير على طريق التحول والابتكار والتنمية المستدامة الخضراء والمنخفضة الكربون.
بصفته ممارسًا للحضارة البيئية وناشطًا في إدارة المناخ، حملت الصين على عاتقها مبادرة لتحمل مسؤوليتها الدولية بشكل يتماشى مع ظروفها الوطنية، وعززت باستمرار إجراءاتها للتصدي لتغير المناخ.
منذ عام 2012، التزمت الصين بمفهوم أن المياه النقية والجبال المورقة هي أصول لا تقدر بثمن، والالتزام بالحماية المتكاملة والإدارة المنهجية للجبال والأنهار والغابات والحقول والبحيرات والعشب والرمال، وتنفيذ نظام اكثر صرامة لحماية البيئة الإيكولوجية، ونظاما للحضارة البيئية أكثر شمولا، وكذلك منع التلوث والسيطرة عليه، وقد اتخذت التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون خطوات ثابته قوية، كما خضعت الحماية البيئية لتغييرات تاريخية وتحولات شاملة؛ تدوير 300 مليون طن من الحديد و400 مليون طن من الأسمنت، وبناء أكبر نظام طاقة فحم نظيف في العالم، وإعادة( 520 مليون مو )من الأراضي إلى الغابات ؛مما تجاوز هدف العمل المناخي لعام 2020 وتم اقتراح أهداف وطنية جديدة ؛ وحققت الصين تقدم مطرد في تعديل هيكل الطاقة وطاقة الرياح والقدرة المركبة الكهروضوئية، كما يحتل توليد الطاقة المرتبة الأولى في العالم، ويحتل إنتاج ومبيعات مركبات الطاقة الجديدة المرتبة الأولى في العالم ؛
كما ان هناك تحكم صارم في انبعاثات الكربون: ففي عام 2020، انخفض معدل الانبعاثات لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 48.4٪ مقارنة بعام 2005، وبحلول عام 2030، ستنخفض بنسبة تزيد عن 65٪ مقارنة بعام 2005؛
كما أنشأت الصين آلية وطنية لسوق الكربون، حيث أصبحت الصين أكبر سوق للكربون في العالم تغطي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وفي مجال تحسين قدرة النظام البيئي على امتصاص الكربون، فالصين لديها أكبر زيادة في كثافة الغابات وأكبر مساحة تشجير اصطناعي في العالم، وتمثل المساحة الخضراء للبلاد ربع الإجمالي العالمي، وسوف نسعى جاهدين لزراعة 70 مليار شجرة في غضون 10 سنوات.
تشارك بنشاط في الحوكمة العالمية لمواجهة تغير المناخ، وشجعت إبرام اتفاق باريس وتوقيعه وبدء نفاذه وتنفيذه، وتبذل الجهود للوفاء بما تعهدت به من تحقيق ذروة الكربون في عام 2030 والحياد الكربوني بحلول عام 2060. تستغرق الدول المتقدمة من ٥٠ إلى ٧٠ عاما لتحقيق الانتقال من ذروة الكربون إلى الحياد الكربوني، بينما ستستغرق هذه العملية في الصين 30 عاما فقط، واستغرقت بذلك أقصر مدة لتحقيق هذا الهدف.
كما عززت الصين بنشاط تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وعقدت بنجاح المرحلة الأولى من الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي، وأصدرت إعلان كونمينغ؛كما خططت بنجاح لعقد الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر الأطراف المتعاقدة في اتفاقية رامسا بشأن الأراضي الرطبة كما عززت التعاون المكثف فيما بين بلدان الجنوب بشأن تغير المناخ، وتنفيذ مبادرات التنمية العالمية،كما شاركت مع جميع الأطراف في بناء طريق الحرير الأخضر والمساهمة بالأفكار الصينية في الإدارة البيئية العالمية.
لقد أثبتت الحقائق أن الصين تخلق معجزة جديدة للتحول الأخضر على أساس معجزتي التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأجل.
أشار تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني أن الصين ستعمل بشكل شامل على تعزيز التجديد العظيم للأمة الصينية من خلال التحديث على النمط الصيني. حيث ان التحديث صيني النمط هو تحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة في وئام، لتعزيز التنمية الخضراء وتعزيز التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة، ويؤسس ويمارس بحزم مفهوم أن المياه النقية والجبال المورقة هي أصول لا تقدر بثمن؛ والتخطيط للتنمية انطلاقًا من ذروة التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والالتزام بالحماية المتكاملة والإدارة المنهجية للجبال والأنهار والغابات والحقول والبحيرات والأعشاب والرمال، وكذلك تنسيق إعادة الهيكلة الصناعية ومكافحة التلوث وحماية البيئة والاستجابة لتغير المناخ، وتسريع التحول الأخضر لنمط التنمية، وزيادة تعزيز منع ومكافحة التلوث البيئي، وتحسين تنوع واستقرار واستدامة النظام البيئي، والعمل بنشاط وثبات على تعزيز ذروة الكربون وحياد الكربون.إن الأرض عائلة واحدة كبيرة، والبشر مجتمع مشترك.
بينما تصر الصين على تحقيق تنميتها الخضراء منخفضة الكربون، فإنها تسعى جاهدة أيضًا لبناء عالم نظيف وجميل. وهناك أمثلة كثيرة على اهتمام الصين ومصر بالتعاون البيئي.
منذ عام 2017، قامت شركة صينية ببناء مشاريع الحفاظ على المياه في المناطق النائية في مصر مثل جزيرة سيناء ومحافظة المنيا وسيوة، وتحولت الصحارى الشاسعة إلى حقول خصبة وواحات خضراء، مما جلب أمل جديد للسكان المحليين من أجل حياة أفضل، وقدمت ضمانات قوية لمصر لمواصلة الترويج والدفع بخطة "المليون فدان" لاستصلاح الأراضي، وقد حازت الخدمة الاحترافية عالية الجودة والفعالة التي يقدمها الفريق الصيني على تقدير كبير من الجانب المصري.واشاد أهالي محافظة المنيا، قائلين "المستحيل أصبح ممكنًا، الشركات الصينية فقط هي التي استطاعت فعل ذلك! “كما أرسل أهالي واحة سيوةكبشًا إلى فريق حفر الآبار الصيني، للتعبير عن شكرهم نيابة عن القرية بأكملها على مجيئه،بتشبيه ذلك" بالمطر في الوقت المناسب" الذي طال انتظاره في بحر الرمال الصحراوية.
في 28 أكتوبر، أقامت شركة "باور تشاينا" وشركة أمير للطاقة حفل توقيع لمشروع طاقة الرياح بخليج السويس بقدرة 500 ميجاوات في مصر، وهو أكبر مشروع لطاقة الرياح بسعة واحدة في مصر، كما يمكنه توفير أكثر من 1000 فرصة عمل مباشرة خلال فترة البناء، كما سيجلب العديد من الوظائف الخدمية المختلفة مثل المواد والنقل وبعدإتمام المشروع من المتوقع أن يولد حوالي 2.7 مليار كيلوواط ساعة من الطاقة النظيفة سنويًا، وخفض نحو مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مما سيعزز بشكل كبير تحول هيكل الطاقة المحلي، ويساهم في تحقيق "إستراتيجية الطاقة الشاملة 2035" و"الإستراتيجية الوطنية للمناخ 2050" لمصر.
ان تغير المناخ تحد مشترك يؤثر على مستقبل البشرية ويتطلب تعاون جميع الأطراف. ان الجانب الصيني يرى أنه في الوقت الحالي، يجب أن نركز جهودنا على الافتتاح الناجح لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين وتحقيق نتائج إيجابية ومتوازنة في التخفيف والتكيف والتمويل لقضايا تغير المناخ. يجب علينا اتباع مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، والالتزام بالإجماع الذي تم التوصل إليه، وتسريع التقدم في أهداف الاحتواء الحراري لاتفاق باريس، وإيلاء أهمية لتنفيذ الإجراءات. وعلى البلدان المتقدمة أن تفي بالتزاماتها وأن تزود البلدان النامية بالدعم المالي والتكنولوجي ودعم بناء القدرات. كما يجب علينا تعزيز التحول الأخضر بشكل عملي، والانسحاب التدريجي من الطاقة التقليدية على أساس سلامة وموثوقية الطاقة الجديدة. وفي إطار التنمية المستدامة، تعزيز التحول عالي الجودة والعادل، والتخلي عن الأحادية والألعاب الجيوسياسية والحواجز الخضراء. يجب على البلدان المتقدمة تحقيق الحياد الكربوني بشكل كبير قبل الموعد المحدد، وإعطاء مساحة للبلدان النامية لتحقيق التنمية، وإعادة بناء الثقة المتبادلة بين الشمال والجنوب من خلال اتخاذ إجراءات عملية.
نحن في عصر مليء بالتحديات ولكن أيضا مليء بالأمل. إذا كانت سياسات المناخ في البلدان الأخرى متكررة أم لا، فان الصين تؤمن إيمانا راسخا بأن الحضارة البيئية هي الاتجاه التاريخي لتطور الحضارة الإنسانية، وستعزز التنمية الخضراء على الطراز الصيني النمط وستعزز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. ستلتزم الصين بتنفيذ اتفاق باريس، وستواصل اتخاذ سياسات وإجراءات قوية، كما ستواصل العمل مع البلدان من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مصر وأفريقيا، لدفع العملية المتعددة الأطراف للتصدي لتغير المناخ وتقاسم ثمار التنمية الخضراء.
ستواصل الصين تقديم المساعدة بقدر المستطاع إلى البلدان النامية الأخرى من خلال التعاون بين بلدان الجنوب في التصدي لتغير المناخ، لتصبح مشاركًا ومساهمًا وقائدًا مهمًا في إدارة المناخ العالمي.