الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية كابتن عزيزة محرم "أم الطيارين".. أول مديرة لمعهد الطيران

كابتن عزيزة محرم
كابتن عزيزة محرم فهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كابتن عزيزة محرم من أوائل المصريات اللاتي اقتحمن مجال الطيران المدني، وكان والدها نقيب المحاميين الشرعيين الأسبق، وقد واجهت صعوبة شديدة في البداية حيث عارضت والدتها خروجها للتعليم ولكنها صممت وتحدت الجميع حتى تخرجت من مدرسة الليسية عام 1943م، لتواجه العقبة الثانية في حياتها وهي حلمها بدراسة الطيران، متحدية الجميع للمرة الثانية لتدرس بمعهد مصر للطيران عام 1945م.

لم تنته الصعوبات والتحديات عند هذا الحد فبعد أن أتمت عدد ساعات الطيران المعتمدة “200 ساعة”، حان وقت تحقيق حلمها في قيادة الطائرات، إلا أنها فوجئت برفض مديرها بحجة أنه لا توجد سيدة في العالم تقود طائرة، وبعد محاولات مضنية تمكنت من إقناعه لتفاجئ بعقبة اخرى، فبمجرد أن صعدت كابتن عزيزة إلى الطائرة فوجئت بغضب شديد من الركاب حيث ثاروا وهاجوا واستنكروا أن تقودهم سيدة، ففي هذا الوقت كان الخوف والقلق من ركوب الطائرات شديدين فما بالك والتي تقود الطائرة امرأة، الامر الذي أدي إلي قيامها بممارسة الطيران داخل المعهد، وعلى طائرات خاصة،أو بصفة غير مستمرة لنقل بعض رجال الأعمال لأماكن عملهم.

نجحت كابتن عزيزة في أن تصبح معلمة طيران بالمعهد، وأصبحت أول مديرة للمعهد عام 1958م، بعد أن طارت 22 ألف ساعة، منها رحلة فوق جامعة القاهرة لتلقي إعلانات تدعو الطالبات لتعلم الطيران والثقة بالنفس.

كرمتها رابطة الخطوط الجوية بعد أن خرجت 300 طيار مصري وعربي وإفريقي، ومنحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نيشان الجمهورية عام 1959م، ثم منحها الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983م، كما حصلت على لقب "كبير معلمي معهد الطيران".

وتقول عزيزة محرم في مذكراتها: «كنت أكره الجمود، وأحب الحركة لدرجة أنني كنت أريد الصعود حتى إلى المجهول، وأنا طفلة كنت أصعد على أي شجرة أو على المواسير، وعندما كبرت قليلا ً، لم يعد ارتفاع الشجرة يكفيني، وكانت الفكرة المسيطرة على حواسي، أن أصعد لطائرة وأقودها».

وتوفيت كابتن عزيزة محرم في 20 أغسطس عام 1997م، قبل أن تحقق حلمها بتكوين سرب نسائي من الطيارات.