الكثير منا لا يعرف شيئاً عن "عسكري الدرك" سوى من الأفلام الأبيض و الأسود حين كان يطوف العسكري بالشوارع والأحياء يراقب الأمن ثم تعلو صيحته الشهيرة "ها مين هناك" إذا ما أستشعر أي قلق أو حركة غير عادية ، تعالوا بِنَا اليوم نتعرف على أصل هذا النظام في التاريخ.
تعود نشأة هذا النظام المعروف بالدرك و الذي كانت مهمته حفظ الأمن و النظام و مساعدة الشرطة في بعض المهام إلى الدولة الفارسية ، فكانت قوات الدرك الفارسية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم ، و منها انتقلت إلى العديد من البلدان في العالم .
تعتبر فرنسا بعد الدولة الفارسية هي أول من أرسى قواعد عمل قوات الدرك كهيئة عسكرية مكلفة بحفظ الأمن بين السكان المدنيين، عندما أنشأت قوات مماثلة تحت مسمى "جندرمة" في القرن الثاني عشر الميلادي، وقد انتقل هذا التنظيم إلى العديد من الدول الأخرى التي كانت لها صلة بفرنسا، أو البلدان التي كانت في وقت من الأوقات تخضع لسيطرتها مباشرة مثل المستعمرات، والأقطار الواقعة تحت الانتداب الفرنسي آنذاك.
أما في القرن التاسع عشر الميلادي فارتبط اسم قوات الدرك المخولة بحفظ الأمن وسلامة المواطنين بالدولة العثمانية، وكان نظام الدرك موجوداً بمصر حتى قيام حركة يوليو عام ٥٢ حيث تم إلغاء العمل به في ذلك الوقت.
وكلمة "الدرك" يعود أصلها إلى اللغة العربية ومعناها قوة عسكرية يعهد إليها بحفظ الأمن والنظام ، أما كلمة "جندرمة" فيعود أصلها إلى اللغة الفرنسية و تحمل نفس المعنى السابق ومع إلغاء نظام عسكري الدرك إختفى معه النداء الشهير خفيف الظل الذي ارتبط في أذهاننا بزمن جميل مضى و"ها مين هناك".