الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الكوليرا» تجتاح الدول العربية.. 20 ألف حالة في سوريا.. و1400 إصابة و17 وفاة في لبنان.. «الصحة العالمية» تحذر من انتشارها: الإسهال الشديد أبرز أعراضها.. وأطباء: تنتقل بالطعام والشراب الملوث

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدار الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت العديد من الدول العربية تسجيل العديد من الإصابات بمرض الكوليرا، حيث سُجلت إصابات في سوريا، والعراق واليمن، إلى جانب لبنان التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية موبوءة بالكوليرا يوم الثلاثاء، مؤكدة أن المرض انتشر في جميع مناطق لبنان، ودعت المنظمة إلى أهمية تدارك الأمور ومنع انتشار الوباء.
وسجلت وزارة الصحة اللبنانية، أولى حالات الإصابة بالكوليرا في منتصف أكتوبر المنصرم، إلا أن الأيام الماضية شهدت انتشارا كبيرا للمرض، مما جعل الصحة العالمية تحذر من هذا الانتشار على نطاق واسع، حيث أكدت المنظمة أن الإسهال الخطير انتشر في عموم لبنان، وهناك أكثر من 1400 حالة مشتبه بها، فيما جرى تأكيد 381 حالة، ووفاة 17 شخصا.


20 ألف حالة كوليرا في سوريا

وفي سوريا كان الوضع أشد سوءا، إذ قال ريك برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: من المرجح أن البكتيريا المنتشرة في لبنان جاءت من سوريا، ويوجد بها الآن حوالي 20 ألف حالة كوليرا مشتبه بها.
ويمكن أن تؤدي الكوليرا إلى الفشل الكلوي أو الوفاة بسبب الجفاف الشديد، ولكن يمكن علاجها بسهولة بالأدوية، وترجع منظمة الصحة العالمية السبب في هذه الزيادة إلى الفيضانات والجفاف والصراعات والهجرة وعوامل أخرى قللت من الوصول إلى المياه النظيفة لكثير من السكان، ولأن الكوليرا تنتقل عن طريق ملامسة البراز للفم، وهذا يزيد من خطر تفشي المرض.
وغيرت منظمة الصحة العالمية إجراءات التطعيم الموصى بها في أكتوبر الماضي بسبب نقص اللقاح ويتعين الآن إعطاء جرعة واحدة بدلا من جرعتين.


الكوليرا تنتقل بالطعام والشراب الملوث 

وفي هذا الشأن، يقول الدكتور وليد شوقي، استشاري الباطنة، إن الكوليرا هو أحد أنواع البكتريا، وبالتالي لا يتم انتقالها للإنسان إلا عن طريق الأكل والشرب، وهو ما يعني أنها لا تنتقل من شخص لآخر، وكذلك لا تنتقل عن طريق التنفس أو الملامسة للشخص المصاب.
وأضاف "شوقي" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" الكوليرا تختلف عن الفيروسات فلا تنتقل عن طريق الزذاذ أو التنفس، ولكن يجب الحذر لأن غسيل الأيدي جيدا قبل تناول الطعام لان الكوليرا قد تكون موجودة على بعض الأسطح وبخاصة دورات المياه أو الأسطح المختلفة نتيجة للتلوث بالبكتريا المسببة للكوليرا وعند ملامسة هذه الأسطح والتوجه للأكل قبل غسل الأيدي جيدا يصيب الإنسان بالكوليرا، لذا يجب الحفاظ على نظافة الأيدي وغسلها جيدا بالماء والصابون أو بالكحول المركز 70 %.
وتابع: "المياه أيضا من أهم أسباب انتقال الكوليرا لذا يجب غلي المياه لمدة دقيقة واحدة على الأقل من أجل التخلص من أي بكتريا أو ملوثات، وكذلك يجب الحرص على غسيل الخضروات والفواكه جيدا قبل تناولها، ويفضل تقشير الخضروات والفواكه، لتجنب الإصابة بالكوليرا".

بكتريا وليست فيروسات ولا تنتقل باللمس والتنفس

ووافقه الرأي الدكتور أشرف عمر، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، إذ قال إن الكوليرا هو مرض متوطن في العديد من مدن العالم، وقد ينتشر لفترات بعينها وبعدها يختفي، لأن البكتريا المسببة لمرض الكوليرا تنتقل عن طريق الأكل والمياه الملوثة، وتنتشر في المياه بسرعة عالية، ولا ينتقل من شخص لشخص لا عن طريق اللمس أو التنفس.
وأضاف "عمر" في تصريحاته لـ"البوابة" أن الكوليرا وتنتشر عن طريق التلوث في الأكل والشرب، إلا أن الانتشار السريع يظهر التدهور الصحي في المنطقة التي ينتشر فيها الكوليرا متدنية في الحالة الصحية، وتدني الصرف الصحي".


«الكوليرا» لم تعد مرضا قاتلا

وطمأن استشاري الجهاز الهضمي المواطنين، حيث قال إن "الكوليرا لم يعد مرضا قاتلا مثلما كان في الماضي نتيجة للتقدم العلمي، الذي مكن الأطباء من التعامل مع المرض بالإضافة إلى وجود لقاحات معروفة  تقي ضد الكوليرا في المناطق التي يتوطن بها المرض، كما أن وفيات الكوليرا لا تتعدى الـ 1 %".
وتابع: "إن أعراض الكوليرا تتركز في  الإسهال الشديد والترجيع وفقدان شديد في السوائل بشكل حاد وسريع قد يؤدي للوفاة حال عدم السيطرة عليه بشكل عاجل، لذلك يجب تعويض السوائل المفقودة بشكل عاجل عن طريق شرب سوائل أو استخدام محلول الجفاف المتعارف عليه، وهذا هو الحل السحري لعلاج الكوليرا بأسرع ما يكون إلى جانب استخدام مضادات حيوية من شأنها تقليص أيام الإصابة بالمرض".
ولفت "عمر إلى أن هناك لقاحات كثيرة ومتعارف عليها للكوليرا، ولكن لا يأخذها سوى الأشخاص المسافرين إلى المناطق الموبوءة بالكوليرا والتي يتوطنها المرض، ولها فعالية كبيرة في الوقاية من الإصابة بالمرض".