الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

شبكة أمريكية: انتخاب الرئيس البرازيلي الجديد يعد انتصارا كبيرا بمكافحة تغير المناخ

لويس إيناسيو لولا
لويس إيناسيو لولا دا سيلفا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت نتيجة الانتخابات الرئاسية البرازيلية التي أسفرت عن فوز لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بها، ترحيبا كبيرا باعتبارها انتصارًا حاسمًا للمناخ العالمي، حيث قال الخبراء إن البلاد لديها الآن فرصة للحد من تفشي إزالة الغابات في غابات الأمازون المطيرة وبدء اقتصاد أخضر، بحسب ما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.

ونوهت الشبكة إلى أن فوز لولا دا سيلفا بالانتخابات وهو بمثابة عودة الأمل لدعاة حماية البيئة في البرازيل وحول العالم في حقبة جديدة من العمل المناخي المكثف، بما في ذلك الجهود التي تشتد الحاجة إليها لإنقاذ الأمازون.

وقالت كارولينا جنين، مديرة المناخ في فرع البرازيل التابع لمعهد الموارد العالمية وهو منظمة بحثية عالمية غير ربحية، في تصريحات للشبكة، إن هذه الانتخابات مهمة للغاية لأنها تعيد البرازيل إلى ملف المناخ، حيث يمكن أن تشكل البرازيل واحدة من أقوى الحلفاء في الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ. 

وأشارت الشبكة، إلى أن اليساري لولا دا سيلفا، المعروف باسم "لولا"، قاد البلاد سابقًا من 2003 إلى 2010. 

وتعهد الرجل البالغ من العمر 77 عامًا بمحاربة إزالة غابات الأمازون والتصدي إلي عمال مناجم الذهب غير القانونيين وقاطعي الأشجار الذين تسببوا في تدمير بيئي واسع النطاق.

ونقلت وكالة أنباء "رويترز" البريطانية عن لولا قوله في خطاب النصر في ساو باولو: "البرازيل مستعدة لاستعادة قيادتها في مكافحة أزمة المناخ. البرازيل والكوكب بحاجة إلى أمازون حي."

ولفتت الشبكة إلي أن وعد لولا بالحد من إزالة غابات الأمازون يعد أمرًا ضروريًا لكوكب الأرض للبقاء على المسار الصحيح بموجب أهداف اتفاقية باريس، التي تهدف إلى إبقاء الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية للحد من التأثيرات التي لا رجعة فيها على النظم البيئية وصحة الإنسان.

وقالت جنين: "الأمازون هي المساهمة الرئيسية التي يمكن أن تقدمها البرازيل للتخفيف من تغير المناخ لإبقائنا على المسار الصحيح لرؤية 1.5 درجة مئوية. نقول عادة أنه لا يوجد 1.5 بدون الأمازون."

وأضافت: "ومع ذلك، أن صحة الأمازون تعتمد أيضًا على نموذج تنمية اقتصادية مستدامة لا يبنى على إزالة الغابات والأنشطة غير القانونية."

ونوهت الشبكة إلي أنه من عام 2004 إلى عام 2012، خلال رئاسة لولا وولاية خليفته، انخفضت إزالة الغابات بنحو 70٪، وفقًا لمركز الأبحاث "تشاتام هاوس" البريطاني. ووضع لولا ما يسمى بسياسات القيادة والسيطرة التي تستخدم اللوائح والرصد بشكل أفضل لتقليل إزالة الغابات.

وقالت جنين: "في المرة الأولى التي كان فيها لولا رئيسًا، كان أحد الدروس المستفادة هو أنه يمكنك تقليل إزالة الغابات والاستمرار في زيادة إنتاج قطاع الزراعة. لا توجد علاقة بينهما، وهذا شيء جيد."

في عهد الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو والذي انهزم امام منافسه لولا في الانتخابات، ارتفعت إزالة غابات الأمازون إلى أعلى مستوى لها في 15 عامًا، حيث حذر العلماء من أن أكبر غابة مطيرة في العالم تقترب من نقطة تحول يمكن أن تكون بعدها عواقب لا رجعة فيها على الكوكب بأكمله.

وأشارت الشبكة، إلي أن غابات الأمازون المطيرة الشاسعة تلعب دورًا مهمًا كمغسلة كربون، وتمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتطلق الأكسجين. هذه الوظيفة هي التي أكسبت الأمازون لقبها بـ "رئتي الكوكب."

ولكن في السنوات الأخيرة، قام بولسونارو بتفكيك الحماية البيئية وتسريع إزالة الغابات على نطاق واسع في منطقة الأمازون من أجل توسيع إنتاج لحوم البقر وفول الصويا في البلاد، مما شكل خطرا علي النظام البيئي الهش.

وذكرت وكالة الفضاء البرازيلية في يوليو، أنه في الأشهر الستة الأولى فقط من عام 2022، تم تطهير 1500 ميل مربع في منطقة الأمازون.

ووجدت دراسة أجريت عام 2021 نُشرت في مجلة "Nature " أنه نتيجة لإزالة الغابات والحرائق في حوض الأمازون، تنبعث الآن أجزاء من الغابات المطيرة من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه. وأضافت النتائج إلحاحًا جديدًا لاستعادة التوازن في منطقة الأمازون وتجنب أسوأ عواقب تغير المناخ.

ولفتت الشبكة، إلى أن فوز لولا في الانتخابات قد يكون نقطة التحول التي كان يأمل فيها دعاة حماية البيئة.

وقالت آنا توني، المديرة التنفيذية للمعهد البرازيلي للمناخ والمجتمع، أن "يمكن لمؤيدي إجراءات تغير المناخ في البرازيل وحول العالم أن يتنفسوا الصعداء مؤقتًا."

كما وعد لولا باستعادة المؤسسات البيئية في البلاد ووضع أهداف جديدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ورأت الشبكة أن هذه التطورات قد تشكل محادثات في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مصر الأسبوع المقبل، حيث سيجتمع قادة العالم في "المؤتمر السابع والعشرين للأطراف" بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

ويشمل الاجتماع، المعروف باسم " COP 27"، مفاوضات بين البلدان حول كيفية تحقيق أهدافها لخفض الانبعاثات، وما هي جهود التكيف التي يجب التركيز عليها، وكيفية توفير التمويل للبلدان الأقل مسؤولية عن الاحتباس الحراري والأكثر تضررًا من تغير المناخ.

وقالت جنين: "أعتقد أننا سنشعر بالمزيد من التأثيرات الإيجابية العام المقبل. في خطابه أمس، كان لولا بليغًا للغاية بشأن أهمية عودة البرازيل كشريك دبلوماسي رئيسي في مفاوضات المناخ واستعادة قوتها البيئية."