الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

"الرجل القوي".. هل يحقق "تراوري" طموحات مواطني بوركينا فاسو؟

 إبراهيم تراوري
إبراهيم تراوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على ظهر دبابة عسكرية، دخل النقيب «إبراهيم تراوري» مدينة واجادوجو، عاصمة جمهورية بوركينا فاسو الإفريقية، دخول الفاتحين، فأطاح برئيس البلاد العقيد بول هنري داميبا، ونصّب نفسه محله لبلاده التي عُرفت سابقًا بـ«أعالي الفولتا»، «الرجل القوي» يبلغ النقيب «إبراهيم تراوري» الحاكم الجديد لبوركينا فاسو، من العمر 34 سنة، وبات ضمن أصغر رؤساء العالم سنًا، وتحوّل بين عشية وضحاها من «ضابط شاب» لا يكاد أحد يعرفه في بلده، إلى «الرجل القوي» الذي يراهن عليه مواطنوه لإخراجهم من أزمة أمنية وسياسية واقتصادية خانقة، يعيشها البلد الهش والفقير.ويري مراقبون ان هذا الرهان، «صعب» على شاب تنقصه الخبرة والحنكة السياسية، رغم أنه يتوافر على قدر من الشجاعة، وربما التهور والطيش. وينحدر «تراوري» من قرية صغيرة تُدعى بوندوكي، شمال غربي بوركينا فاسو، درس فيها المرحلة الابتدائية قبل أن ينتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدينة بوبو ديولاسو، ثاني كبرى مدن البلاد بعد العاصمة، وفيها حصل على شهادة البكالوريا عام 2006.ولا تتوافر معلومات عن طفولته، سوى أنه ينحدر من قبائل الموسّي Mossi، التي تشكل غالبية سكان بوركينا فاسو (52%)، وهي قبائل دخلت الدين الاسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي، وتحمل تاريخًا مجيدًا في وسط وغرب بوركينا فاسو، ولا تزال تحظى بنفوذ تقليدي، ولديها ملوك يعيشون في قصور وتتعامل معهم الدولة الحديثة.درس الجيولوجيا في كلية العلوم والتقنيات بجامعة جوزيف كي زيربو؛ أكبر جامعة في البلاد، وفي عام 2010، قرر إيقاف مساره الدراسي قبل الحصول على شهادته الجامعية، وخرج من الجامعة متوجهًا نحو «أكاديمية جورج ناموناو العسكرية» على الحدود مع دولة كوت ديفوار، في أقصى جنوبي البلاد. التحول السريعوسريعًا تخرّج ابراهيم تراوري في الأكاديمية العسكرية، ضمن دفعة من الضباط حملت اسم «المواطنة»، ثم حصل على إعداد عسكري في المملكة المغربية بسلاح المدفعية، ونال في عام 2012 رتبة ملازم ثانٍ، قبل أن يحصل على ترقية لرتبة ملازم أول عام 2014، ثم في عام 2020 رُقّي إلى رتبة نقيب.وخلال عشر سنوات قضاها في الجيش، واجه إبراهيم تراوري الحركات الإرهابية في بوركينا فاسو ومالي، وخصوصًا في منطقة «الساحل»؛ وهي محافظة في بوركينا فاسو محاذية للنيجر، يتمركز فيها ما يعرف بـتنظيم «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (داعش)».وفي عام 2018 التحق بوحدات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في دولة مالي المجاورة، وتتحدث تقارير عن تصدّيه لهجوم مُسلّح نفذته «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين «تابعة لتنظيم القاعدة» ضد وحدته، بالقرب من مدينة تمبكتو التاريخية، ومن هناك برزت قدراته القيادية، وبدأ يلفت أنظار رفاقه وقادته.على طريق الشهرة وحين عاد الضابط الشاب إلى بلاده عام 2019، توجّه إلى جبهة القتال لمواجهة تنظيم «داعش» ضمن عملية عسكرية معقدة أطلقها الجيش ضد معاقل التنظيم استمرت سبعة أشهر، وخرج منها بسمعة طيبة في أوساط الضباط وصغار الجنود، إذ كان يوصف بأنه «قائد عسكري قريب من جنوده، شجاع ومبادر، ومرتبط بالعمل الميداني».غير أن معظم هذه الشهادات في حقّه لم تبرز إلا حين قاد الانقلاب العسكري الأخير، ذلك أنه بعد عودة تراوري من جبهة القتال عام 2020، وجد الترقية لرتبة نقيب في انتظاره، غير أن الأهم من ذلك أنه أصبح أقرب إلى دوائر صنع القرار. 
وبالفعل ظهر اسمه ضمن قادة انقلاب يناير الماضي، الذي أطاح بالرئيس المدني روش مارك كابوري، ودفع العقيد بول هنري داميبا إلى الحكم.
ويومذاك لم يتأخر العقيد داميبا في مكافأة الضابط الشاب حين عيّنه، مارس الماضي، قائدًا للمدفعية في وحدة الدعم المتمركزة في مدينة كايا؛ وهي مدينة إستراتيجية قريبة من جبهات القتال.