الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

احترس حقل ألغام.. الحوثيون يحولون اليمن لحدائق الموت والجنوب يتعامل

اليمن
اليمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل الحرب المستمرة في اليمن يطارد شبح الألغام الشعب اليمني حتى قرب بيوتهم، حيث تحولت مساحات واسعة من البلاد إلى حقول ألغام فتكت بالآلاف أو بترت أطرافهم. والمشكلة لم تنته عند هذا الحد، بل ستبقى تهدد حياة المواطنين لسنوات طويلة.

احترس حقل ألغام..

حقول الشيطان

 

الميليشيات الحوثية استهدفت أراضي الجنوب العربي، على مدار الفترات الماضية، بزراعة كميات كبيرة من الألغام في محاولة لإغراق ومحاصرة الجنوب بين براثن ذلك الإرهاب.

كما أن توسع الميليشيات الحوثية الإرهابية في زراعة الألغام في الجنوب، هو محاولة لعرقلة القوات المسلحة الجنوبية عن إكمال جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب في الجنوب على صعيد واسع.

وضمن أحد جهود الجنوب في مكافحة ودحر هذا الإرهاب الغاشم، فككت قوات اللواء السادس دفاع شبوة، الإثنين 17 أكتوبر 2022، حقل ألغام وعبوات ناسفة زرعته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.

ونجحت الفرق الهندسية المختصة، بحسب مصدر عسكري، في تطهير مساحة واسعة من الألغام والعبوات الناسفة قبل دحرها.

جهود القوات الجنوبية في تطهير أراضي الجنوب من الألغام الحوثية باتت مهمة أكثر إلحاحًا، لا سيما بعد النجاحات التي تحققت مؤخرًا في مكافحة قوى الشر في محافظة شبوة.

 

فرار الإرهابيين

 

ولوحظ أن العناصر الإرهابية وهي تفر من أمام القوات الجنوبية من الجبهات لجأت إلى تفخيخ الأرض عبر التوسع في زراعة الألغام والمفخخات، لعرقلة القوات الجنوبية عن مزيد من التقدم على الأرض في رحلة دحر الإرهاب.

ممارسات قوى الشر والإرهاب بما في ذلك الميليشيات الحوثية، ولّد الحاجة المُلحة والضرورية لتوسع القوات المسلحة الجنوبية من تطهير أراضيها بعدما مثّل إغراقها بالألغام إحدى سبل الإرهاب الذي تشنه قوى الاحتلال ضد الجنوب.

 

 

احترس حقل ألغام..

 

 

لا خريطة ولا حصر 

 

لا توجد خريطة للألغام والمناطق المتضررة فى اليمن، ولا يوجد حصر دقيق للضحايا والمصابين، لكن أغلب المناطق التى وصل إليها الحوثيون سواء فى جنوب اليمن أو وسطه باتت حقول ألغام، وخاصة محافظة تعز المنشطرة بين الجبهات المتصارعة، كما أن الأطراف الأخرى والجماعات الإرهابية مسؤولة أيضًا. 

فى هذا السياق جاء تقرير منظمة «رايتس رادار» لحقوق الإنسان فى العالم العربى ومقرها أمستردام بهولندا ليكشف صورة سوداوية عن جحيم الألغام فى الحرب اليمنية.

ويؤكد التقرير الذى صدر قبل أيام بعنوان «حدائق الموت» أن الصراع المسلح الذى يشهده اليمن منذ 2014 ولا يزال مستمرًا، جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة والمتفجرة فى تاريخ اليمن الحديث، حيث قتل 685 مدنيًّا وبعض العسكريين بسبب الألغام فى 18 محافظة يمنية وتصدّرت محافظة تعز قائمة الضحايا، بعدد 160 قتيلًا، تليها محافظة الحديدة 114 قتيلًا، ومن ثم محافظة البيضاء 94 قتيلًا.

وبحسب التقرير بلغ عدد الضحايا من الرجال 484 ومن النساء 67 امرأة، ومن الأطفال 134 قتيلًا، وبينما بلغ عدد القتلى من المدنيين بالألغام 609 قتلى فقد بلغ عدد القتلى من العسكريين 76 قتيلًا.

وتتهم المنظمة جماعة الحوثى بالمسؤولية عن مقتل 580 ضحية، بينهم 104 أطفال و60 امرأة و 416 رجلًا، انفجرت فيهم الألغام، تأتى بعدها جماعات مسلحة أخرى بينها تنظيمات متطرفة قتلت ألغامها 105 ضحايا، بينهم 30 طفلًا و7 نساء و 68 رجلًا، مشيرة إلى أن الألغام تسببت فى وقوع 601 حالة إعاقة وإصابة، بينهم 427 رجلًا و115 طفلًا و59 امرأة.

وطالبت منظمة رايتس رادار، جماعة الحوثى المسلحة بتسليم خرائط كل الحقول والمناطق التى زرعتها بالألغام فى اليمن خلال السنوات الماضية إلى الحكومة اليمنية وإلى الهيئات والبرامج العاملة فى مجال نزع الألغام فى اليمن. ودعت الحوثيين إلى التوقف عن زراعة الألغام بكل أشكالها وأحجامها والكف عن صناعة العبوات الناسفة ومختلف أشكال المتفجرات، وتدمير مخزونها.

 

التعامل معها

 

وتعمل الحكومة اليمنية من خلال المركز التنفيذى للتعامل مع الألغام بتعز، على التوعية بمخاطر الألغام والقذائف التى لم تنفجر فى المناطق المتأثرة، بالإضافة إلى المسح والدعم الطبي، وكذلك دمج ضحايا الألغام فى المجتمع، كونهم يعانون صدمات نفسية، كما توجد فى المركز فرق متخصصة بنزع الألغام. 

ويؤكد عارف القحطانى مدير المركز أن ضحايا الألغام فى محافظة تعز بلغ 484 قتيلًا مدنيًّا، بينهم 162 طفلًا، و117 امرأة و 205 رجال، و1245 مواطنًا تعرضوا لإصابات وتشوهات وإعاقات، منهم 287 طفلًا و193 امرأة و765 رجلا.  وأنشأت السعودية عام 2018 مشروع «مسام» لنزع الألغام فى اليمن، فضلًا عن الجهود التى يبذلها مركز الأمم المتحدة الإنمائى ومنظمات أخرى، كاليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر.