الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الشيشان .. الأمة والدولة والأديان .. مسيرة تحافظ على الروابط المشتركة للشعب.. ديانة الدولة الإسلام.. حرية عبادة المسيحيين مكفولة .. والرئيس الشيشانى يزور بطريرك موسكو ليفتتح الكنائس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قاديروف يرتبط بعلاقات طيبة مع المسيحيين.. ويشارك في افتتاح كنيسة المهد الأرثوذكسية الجديدة فى  ناأورسكايا 

اكتشاف معابد و كنائس فى مناظق  "تْخَابا يِردا"  و"ألبى يردا و"تارجيم" تغود للعصور القديمة 

 

يقف أمامها الجميع منبهرًا بتلك الحداثة والرقي .. إنها جمهورية الشيشان - إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية - وتقع في شمال شرق منطقة القوقاز، تبعد جمهورية الشيشان نحو ألف ميل جنوباً من العاصمة الاتحادية موسكو، ويحدها كل من داغستان وجورجيا من الجنوب وداغستان وكراي ستافروبول شمالاً، وأوسيتيا الشمالية وأنجوشيا غرباً؛ ويبلغ عدد سكان الشيشان نحو1.3 مليون نسمة منهم مليون نسمة تعتنق الإسلام و 25 ألف مسيحي.
بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991، تم تقسيم جمهورية الشيشان-أنجوش ذاتية الحكم إلى قسمين:"جمهورية أنجوشيا وجمهورية الشيشان" تسمت الشيشان بـ"جمهورية إشكيريا الشيشانية" وسعت للاستقلال.
بعد الحرب الشيشانية الأولى ضد روسيا، حصلت الشيشان على استقلال بسلطة الأمر الواقع، لكن السلطة الروسية عادت خلال الحرب الشيشانية الثانية، ومن وقتها بدأت عمليات إعادة الإعمار، بينما تستمر بعض الاشتباكات المتقطعة في الجبال وفي المناطق الجنوبية من الجمهورية، تبلغ مساحة الجمهورية 17300 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليون نسمة اعتبارًا من عام 2020.
في عام 1989 كانت بلاد الشيشان مؤلفة من جمهورية الشيشان أنجوش، وكان عدد سكان الجمهورية في تلك السنة 1,25 مليون نسمة، وقد كان عدد شعب الويناخ (الشيشان والانغوش) 898,263 نسمة منهم 734500 نوختشي (شيشان) و 163,760 أنغوش، أي أن الشيشان شكلوا نسبة 70,7% من مجموع السكان الإجمالي، وقد تواجدت قوميات كثيرة وأهمها الروسية القوزاق وكان عددهم 293771 نسمة.


يعد الدين الإسلامي هو الديانة الأكثر انتشارًا بين الشيشانيين، وعرف الشيشانيون الإسلام قبل ألف عام عن طريق التجار العرب كما يوجد في «غروزني» أحد أكبر مساجد أوروبا، ويغلب على معظم السكان الطرق الصوفية السنية أهمها القادرية والنقشبندية، كما توجد أقليات روسية الأصل مسيحية أرثوذكسية الديانة تصل أعدادها إلى حوالي 25,000 فضلًا عن أقلية أرمينية.

في الماضي كانت الديانة المنتشرة فى الشيشان هي الديانة الوثنية، ثم انتشرت فيها المسيحية في القرن الأول من الميلاد ومع قدوم الدين الإسلامي توجهت الفتوحات الإسلامية في القرن الأول الهجري وتحديداً في عهد الخليفة عمر بن الخطاب إلى بلاد القوقاز، وتوالت الفتوحات الإسلامية طوال عهد الدولة الأموية والدولة العباسية.

ورغم كل الجهود فقد كان انتشار الإسلام بطيئاً في شمال "القوقاز" وخاصة الشيشان والسبب في ذلك الطبيعة الجبلية الوعرة إضافة إلى غاباتها الكثيفة، ومع وصول التجار المسلمين في عهد الدولة العثمانية إلى تلك الجهات، بدأ الإسلام ينتشر في المناطق التي لم يدخلها مثل: الشيشان والأنجوش، وفي القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر من الميلاد قدم الدعاة المسلمون من جمهورية الداغستان وبخارى وشبه جزيرة القرم إلى مناطق الشيشان ونشروا الإسلام فيها على مذهب الشافعي، ومنذ اعتناقهم الدين الإسلامي أصبح شعب الشيشان من أكثر شعوب القوقاز تمسكاً بدينهم.
 


تُعد اللغة الشيشانية إلى جانب الروسية هي اللغة الرسمية للشيشان، وهي اللغة القومية للشعب الشيشاني، يتحدث بها نحو 1.3 مليون نسمة في جمهوريتي الشيشان وداغستان تنتسب إلى مجموعة لغات "الناخ" المتفرعة عن لغات شمال شرق القوقاز.
تاريخ قديم  
وبشأن الديانة في تاريخ الشعب الشيشاني- الوثنية والمسيحية في الشيشان، كتب أمين شمس الدين،  الباحث في دراسات وأبحاث في التاريخ والتراث واللغات، خلال عصور تاريخية مختلفة، طرأت تغيرات على المعتقدات الدينية لأسلاف الشيشان والأنجوش (شعب الوايناخ، الناخيون). 
 منذ عهد الدول الحورية -الأورارتية (الألفية الثالثة - الأولى قبل الميلاد) جاءت الوثنية؛ كان لكل ظاهرة طبيعة ولكل نور سماوي إلهه الخاص، ضَحَّى الناس لآلهة الشمس، والمطر، والحرب، والحب، والخصوبة. بقيت أسماء بعض الآلهة حتى يومنا هذا كأسماء أشخاص ذكور وإناث شيشانية: خلاد، آنو، أشتاتي، نانّا، كيبيلا، كوجوخ وغيرها. وهناك ذكرى أخرى للوثنية - هي حلف اليمين عند الشيشان؛ على سبيل المثال: "أقسم بالشمس الذهبية"، "أقسم بالأرض"، "أقسم بالخبز".

تتحدث الأساطير والتقاليد والآثار الخاصة بالثقافة المادية القديمة والعصور الوسطى، والتي اكتشفها علماء الآثار، عن الماضي الوثني والمسيحي لأسلاف الشيشان والإنغوش، كما تقع ثلاث كنائس مسيحية قديمة – "تْخَابا يِردا" ، و"ألبي يردا و"تارجيم" - في واد أسينوفسكي. 

وفقا لما يتناقل هنا وهناك من حكاوى عنها وُجِدت معابد وكنائس مماثلة أيضا في أماكن أخرى من الجزء الجبلي من الشيشان، وكان معبد تْخابا يِردا هو الأكبر، بمساحة تتجاوز 100 متر مربع، كما تم العثور فيه على معمودية حجرية، وكذلك على أماكن دفن مسيحية تحت الأرض بالقرب من جدران الكنيسة. يرجع الخبراء النصب المسيحي "تْخَابا يِردا" هذا إلى القرن العاشر الميلادي. تم بناؤه من قبل المهندسين المعماريين الجورجيين، وهو أكبر الكنائس في وسط القوقاز آنذاك.
يشير المؤرخ وعالم الآثار الشيشاني موجوع ويف م.ب. في مقاله بعنوان "اعتناق الشعب الوان آخي المسيحية" إلى أن معبد "تخابا يِردا" أقيم في مكان معبد وثني مخصص للإله تْخَابا، ووفقا لعلم أصول الكلام، يمكن مقارنة هذا الاسم بإله الناخبين الوثني القديم "تْحا" استمرت عملية تنصير الشيشان والانغوش في عهد الملكة الجورجية تمارا خلال الفترة (1184-1207)، ويتضح ذلك بشكل خاص من خلال ظهور كنيستين جديدتين بالقرب من المعبد الرئيسي تخابا يِردا، وكذلك العديد من اكتشافات الصلبان المسيحية. تتطابق تسمية الشيشان للصليب (جَعَر) مع اسم "دْجْفاري" الجورجي، الذي يؤكد على نظرية تغلغل المسيحية في شمال القوقاز عبر جورجيا.
كما تأكدت وجود الصلات الجورجية- الشيشانية في فترة التنصير من خلال اكتشافات لنصوص الرسائل القديمة المكتوبة بخط اليد في إقليم الشيشان - إنغوشيا، حيث تم استخدام الأبجدية الجورجية. تم اكتشاف واحدة منها كان قد حُفِظ في معبد تخابا يردي، في نهاية القرن التاسع عشر، و العثور على واحدة أخرى في بداية القرن العشرين في معبد «ماجو يردى» في إنغوشيا الجبلية، إضافة إلى ذلك، لا يزال يُطلق على بعض أيام الأسبوع للشيشان كلمات من التقويم المسيحي "الجورجي"؛ وهي أيام -الإثنين والجمعة والسبت والأحد -. وتحت تأثير الديانة المسيحية، ظهرت أسماء مثل آدم وحَوَا (حواء) في المجتمعات النائية.
خلال فترة التنصير على أراضي الشيشان الحديثة، بنى الحرفيون المحليون مزارات مخصصة للقديسين المحليين، على غرار المسيحيين المشهورين؛ منها على سبيل المثال – معبد) ، تكريمًا القديس الذي جسد بعض ملامح القديس غيورغي (جورج)، تحمل بُنية هذه المعابد تأثير العمارة المسيحية.
كانت فترة التنصير من المنظور التاريخي قصيرة للغاية. ففي القرن الثالث عشر، وجه التتار-المغول ضربة قاصمة لجورجيا، وتوقف الأنشطة التبشيرية الكنيسة الجورجية بين جبليّي القوقاز، لقد أثر غزو التتار - المغول سلبًا على حياة الشعوب القوقازية الأخرى أيضا، بما في ذلك الشيشان كونهم التجأوا في أودية جبلية سحيقة، مما جعلهم معزولين عن المناطق السهلية وعن العالم الخارجي وأصبحت الكنائس المسيحية المبنية تحت رحمة القدر.
أعادت الحياة في جبال الشيشان إلى معتقدات ما قبل المسيحية ومرة أخرى نشطت الوثنية ومع ذلك، فقد تبين أن الناس لم ينسوا الآلهة القديمة المرتبطة في عقول ’’الشيشان‘‘ بقوى الطبيعة يتجلى ذلك في الحرم المبنِي تكريما للآلهة الراعية، الذي كان قد بُني مباشرة خلال فترة الانتشار النشط للمسيحية – ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر. ويلاحظ إعادة بناء بعض المعابد المسيحية وفقا لمتطلبات الطقوس الوثنية، لم تنتشر المسيحية على نطاق واسع في أراضي الشيشان - إن جوش في القرنين 12-13.

قاديروف وفلاديمير بوتين

رمضان قديروف  رئيس الشيشان ،هو الرئيس الأقرب إلى الرئيس فلاديمير بوتين، ويعتبر واحدا من أكثر الشخصيات قرباً إلى الكرملين، وقد أعلن قاديروف عدة مرات وفي عدة مناسبات أنه يهب حياته دفاعاً عن روسيا وعن الرئيس فلاديمير بوتين وكتب ذلك على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كما صرح قائلاً «إن رئيس الشيشان وجنود الشيشان جميعهم مستعدون للتضحية من أجل الرئيس بوتين من أجل الدفاع عن روسيا».

وأكد أنه مستعد للموت من أجل روسيا والرئيس بوتين. وبسبب قوة العلاقة بين فلاديمير بوتين ورمضان قاديروف فقد أُطلق على قاديروف لقب فتى بوتين المدلل.

قاديروف والمسيحية والمسيحيون

شارك الرئيس الشيشاني، رمضان قادروف، الأحد 24 أبريل الماضي ، بحفل افتتاح كبير لكنيسة المهد الأرثوذكسية الجديدة في بلدة نا أورسكايا في الشيشان؛جدير بالذكر أن الكنيسة بنيت في المكان الذي كانت تقوم عليه كنيسة خشبية قديمة أحرقت في العام 1936.
وقال أسقف محج قلعة وغروزني، برلعام، إن الرئيس الشيشاني وفى كلمته التي تعهد بها، بناء الكنائس حيث يعيش الأرثوذوكس.
علق رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف على فيديو يظهر 5 شبان قيل إنهم من الشيشان، يغسلون أحذيتهم في نبع يحظى بأهمية روحية كبيرة لدى المسيحيين في روسيا؛وندد قديروف بالحادث معتبرا إياه دليلا على وقاحة أصحابه وانعدام أخلاقهم، مؤكدا أنهم «لا دين ولا قوم لهم»
ونفى قديروف صحة مزاعم أن يكونوا من أبناء الشيشان وقال: « أكد تحقيق فتح بطلب من، أنهم ليسوا شيشانيين على الإطلاق ».
معروف ان النبع الذي يقع قرب كاتدرائية المسيح المخلص وسط مدينة كالينينغراد غرب روسيا، يعتبر مقدسا لدى المسيحيين
وكان الرئيس الشيشاني قد زار البطريرك الروسي كيريل  بعد أن فرض مجلس الوزراء الأوكراني "حزمة واسعة من العقوبات" على البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وعموم روسيا و7 آخرين من رجالات الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، وندد رمضان قديروف بالقرار الأوكرايني ضد البطريرك والمسيحيين الروس.

 

8D934B21-D36D-4510-B42A-FE5AC65D110D
8D934B21-D36D-4510-B42A-FE5AC65D110D
55270C38-960E-4926-9C39-FC501AD8AE26
55270C38-960E-4926-9C39-FC501AD8AE26
E64B396F-4F49-4F4D-972A-37E5211F958A
E64B396F-4F49-4F4D-972A-37E5211F958A