السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

100عام على اكتشاف مقبرته.. أسرار من حياة الملك توت عنخ آمون

 توت عنخ آمون
توت عنخ آمون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إحتفالًا بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرته بوادي الملوك؛ عام 1922م من قبل “هوارد كارتر”، وتعتبر مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن تحي “البوابة نيوز” ذكرى الملك الشاب بأسرار من حياته.

ولد توت عنخ آمون قبل ما يزيد عن 3300 عام وكان ابنًا للملك ذائع الصيت "أخناتون" وقد عُثر على نقش بالأشمونين يصف توت بلقب "ابن الملك" يؤكد ذلك، ورغم تشكيك البعض في نسبه لأخناتون إلا أن ذلك الرأي تم دحضه بالكامل بعد أن تم فحص المومياء وتأكيد نسبه للعائلة الملكية عن طريق تحليل الحمض النووي DNA، أما بالنسبة لوالدته فحتى الآن هنالك عدة آراء طُرحت لكن أقربها للمنطق وللصحة أن والدته هي الأميرة "كيا" وبالطبع ليست الملكة "نفرتيتي" بكل تأكيد.
تولى توت عرش مصر في فترة مضطربة بعد وفاة أبيه الذي شهدت فترة حكمه صراعًا كبيرًا بينه وبين كهنة آمون وإقراره لعبادة آتون لتكون العقيدة الرسمية للدولة مما كان له الأثر في نهاية فترة حكمه وإختفاء نفرتيتي من المسرح السياسي وعودة النفوذ مرة أخرى لكهنة آمون فما كان من "توت عنخ آتون" كما كان اسمه في الأصل إلا أن يُغير اسمه إلى "توت عنخ آمون" كما نعرف جميعًا ويعود لمقر الحكم القديم في "طيبة" بعد أن نقل "أخناتون" العاصمة إلى "آخت آتون".

لا يتوفر وصف للصورة.

 

تزوج “توت” في بداية حكمه من أخته غير الشقيقة "عنخ.س ان پا آتون" التي تحولت كذلك لـ"عنخ.س ان پا آمون"، وبدأ حكمه في سن صغير جدًا فلم يكن قد تعدى الحادية عشر من عمره ودامت فترة مكوثه على العرش لمدة تسع سنوات حيث مات في سن العشرين وهو شاب بشكل مفاجئ مخلفًا بعده إرثًا كبيرًا يتمثل في حكم مصر بدون وريث حيث لم يعش لتوت عنخ آمون ابننا ويبدو أن هذا الأمر شكل قلقًا ومأساة للملك الصغير حتى أنه دفن معه الأجنة الميتة لأبناءه إلى جواره في مقبرته.

 

في فترة حكم توت عنخ آمون أخذت حالة البلاد في التحسن والتوجه للإستقرار، وعمل على إعادة بناء المعابد للمعبود آمون في جميع أنحاء البلاد وعلى الرغم من أنه لم يكن له من القوة والنفوذ كأسلافه من الملوك العظام إلا أن هذا يعود بالطبع لصغر سنه وأيضًا لإرث أبيه المضطرب فزاد نفوذ كهنة آمون بشكل كبير ولعلنا يمكننا أن نجزم بأنه بداية من ثورة أخناتون ومن بعده حكم توت كانت تُكتب السطور الأخيرة في فصل الإمبراطورية المصرية العظيمة وكذلك كانت بداية السقوط لفترة حكم الأسرة الـ18.
لم يُذكر أن توت عنخ آمون خاض معارك أو خرج على رأس جيشه في حملة عسكرية إلا أنه وردنا ذكر لحملة وحيدة خرجت أثناء فترة حكمه كان على رأسها قائد الجيش "حور محب" الذي سيتولى حكم البلاد فيما بعد.
مات “توت” نتيجة إصابته بمرض “الملاريا” كما تبين لنا من فحص مومياؤه ودُفن في قبر صغير لم يكن مخصص له  ودُفن على عجل وعلى الرغم من موته المفاجئ ودفنه السريع وشدة الاضطرابات نتيجة عدم وجود وريث شرعي للعرش إلا أن مقبرته الصغيرة تلك فاضت بآلاف الكنوز الثمينة التي لا مثيل لها قط ولا تُقدر بثمن فما بالك بمقابر الملوك العظام من قبله لو لم يتم نهبها في العصور القديمة.
أصبح الملك توت عنخ آمون اليوم علمًا من أعلام الحضارة المصرية القديمة، بل من أعلام الحضارة الإنسانية بشكل عام، ليس لكونه ملكًا محاربًا ساهم في توسيع أرجاء الإمبراطورية المصرية كأسلافه، أو لأنه كان ملكًا بناءً أقام العديد من المعابد والمنشآت؛ ولكن لأن القدر أراد لمقبرته أن تختفي عن أعين اللصوص، فتظل محتفظة بكنوزها التي تفخر بها الحضارة الإنسانية 
 

قناع توت عنخ امون