الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"الحزن في كل بيت".. القدر يرسم لـ"ملك" مصيرًا آخر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 لم يمرَّ سوى ساعات على بدء العام الدراسي الجديد، حتى صحونا على كارثة من العيار الثقيل داخل مدرسة بدلًا من أن يرسم أول يوم دراسي البهجة على وجوه الطلاب والتلاميذ، الذين يحتفلون في هذا اليوم، خيَّم الحزن على جموع المصريين، عقب حادث انهيار "درابزين" مدرسة المعتمدية الإعدادية بنات التابعة لإدارة كرداسة التعليمية في الجيزة، وخاصة عقب فاجعة وفاة "ملك محمد"، وهي طالبة بالصف الأول الإعدادي، وأهل الطالبة، غارقون في مرارة الفقد والدموع؛ لفراق نجلتهم البريئة ضحية الإهمال.

 خرجت ملك من منزلها لترسم أحلامها، وهي تحمل حقيبتها في أول يوم دراسي دون أن تدرك أن القدَر سيرسم لها مصيرًا آخر، وبدلًا من أن تعود للمدرسة لتتعلم، ذهبت للموت.

 خلال الأسابيع الماضية، لم تتوقف وزارة التربية والتعليم عن الحديث حول استعدادات العام الدراسي الجديد، وتوجيهات الوزير بالالتزام بإجراءات الأمن والسلامة، ولم يكُفَّ الوزير عن تكرار التعليمات في البيانات الصحفية، إلا أن البداية غير المُبشرة كشفت التراخي والتقصير والإهمال بشكل مخزٍ.

وأمام بيان مهترئ للتربية والتعليم، أوضح أن الطالبات المصابات عددهن 7 بمدرسة إبتدائية، وتم نقلهن إلى المستشفى، بطريقة أن الأمور تحت السيطرة، وهذا ان دل يدل أن الوزارة تصدر معلومات خاطئة، أو تزيف الحقائق، وجاء بيان نقابة المعلمين فاضحًا وكاشفًا، ويدين المنظومة بالكامل، وهو أن المدرسة لم تجرِ بها أي صيانة للمبنى قبل انطلاق الدراسة للوقوف على جاهزيتها لاستقبال الطلاب، وهو ما تسبب في سقوط ثلاثة سلالم وجزء من درابزين السلم بالدور الأرضي خلال تحرك طالبات المدرسة.

 وقرر النائب العام التحقيق في واقعة انهيار سياج خرساني بمدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات بكرداسة؛ حيث انتقل فريق من النيابة العامة إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال المسئولين والشهود بها، بينما انتقل فريق آخر لمناظرة جثمان فتاة متوفاة بمستشفى إمبابة العام، وسؤال المصابات به، واللاتي بلغ عددهن 15 مصابة. 

مساء اليوم قرر الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، صرف دعم مادي لأسرة الطالبة المتوفاة في واقعة انهيار سياج خرساني بمدرسة المعتمدية الإعدادية بنات بإدارة كرداسة التعليمية، وقدره 100 ألف جنيه.. وسبقه قرار إحالة مدير الإدارة التعليمية ومدير المدرسة والمشرفين على المبنى إلى التحقيق تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بشكل عاجل وحازم حيال كافة من تثبت مسئوليتهم عن الواقعة بجانب ما تباشره النيابة العامة من تحقيقات فيما يتعلق بالمسئولية الجنائية، وتوجيه هيئة الأبنية التعليمية بعمل مراجعة مرة أخرى لجميع المباني المدرسية للتأكد من السلامة والأمان للمباني بالمدارس على مستوى الجمهورية.

 التبرير للأفعال الخاطئة أمر كارثي، وإلقاء اللوم الإجراء المذكور من قبل الوزارة، في هذه الجريمة مُخزٍ للغاية، وهو في الأول والآخر لن يعيد "ملك" لأسرتها.. لا أستثني أحدًا، كلكم مذنبون. رَحِم الله الطفلة "ملك".. وأسأل الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته،ويسكنها فسيح جناته، ويرزق أهلها الصبر على فراقها، ويلهمهم الصبر والسلوان.