الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

ضربات أمنية ضد «داعش».. اكتشاف ثاني أكبر مخزن أسلحة للتنظيم في سوريا.. وتطهير أوكار اختباء عناصره فى العراق.. ونيجيريا تتعقب اجتماعا لقيادات خطرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خلافًا لما يتوقعه تنظيم «داعش» الإرهابي، فإن القوات الأمنية في عدد من المناطق التي يتمدد فيها التنظيم الإرهابي نفذت العديد من الضربات الناجحة ضد تحركات التنظيم، في العراق وسوريا ونيجيريا.
بالتزامن مع ضبط أسلحة وإلقاء القبض على عناصر إرهابية ومقتل أخرى في مناطق متفرقة من قبل القوات العراقية المشتركة، نجحت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الأربعاء الماضي، في ضبط أحد أكبر مخازن الأسلحة لتنظيم داعش الإرهابي بإحدى القرى التابعة لتل حميس بالقامشلي، وبحسب "قسد" فإن مخزن الأسلحة الذي اكتشفته يُعد ثاني أكبر مخزن أسلحة بعد مخبأ الباغوز المكتشف عام 2019، كما تمكنت "قسد" من إحباط هجومين لخلايا داعش الإرهابي على حقل نفطي بدير الزور، آخرهما هجوم الأسبوع الماضي، كما أحبطت هجومًا  على إدارة مخيم الهول السورى الذي يضم عوائل وأطفال التنظيم الإرهابي.
وفي نيجيريا، أطلق الجيش النيجيري النار على اجتماع لعدد من قيادات داعش الإرهابي ما أسفر عن سقوط عدد غير محدد من القتلى.

تطهير مخيم الهول السورى
في الوقت الذي تواصل فيه قوات سوريا الديمقراطية تضييق الخناق على نشاط داعش داخل مخيم الهول من خلال حملة أمنية بعنوان "الإنسانية والأمن"، فإن تتبعها لخلايا التنظيم الهاربة أسفر عن اكتشاف مخزن الأسلحة الكبير في قرية القيروان بالريف الجنوبي لناحية تل حميس التابعة للقامشلي. 
وأكدت "قسد" في بيان إعلامي، أنها نجحت في إفشال مخطط كبير للتنظيم الإرهابي لاستهداف مخيم الهول.
وركزت حملة «الإنسانية والأمن» على فحص وتفتيش الأقسام عالية الخطورة داخل مخيم الهول، حيث تمكنت من ضبط خيام لتعليم أفكار تنظيم داعش الإرهابي، وخيمة مخصصة لتنفيذ العقوبات داخلهم، واحتجاز سيدات سوريات وعرقيات هددهن التنظيم بعدم الكشف عن وضعهم لإدارة المخيم، حيث جرى تحريرهن من قبضة التنظيم، الأمر الذي استفذ خلاياه خارج المخيم فخططت للهجوم عليه الثلاثاء الماضي، حيث تمكنت «قسد» من إحباط الهجوم.

وأكد الدكتور صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني، أن تفكيك مخيم الهول السوري واجب دولي، لما يمثله من خطورة عالية، فهو محفز لعمليات جديدة لخلايا تنظيم داعش الإرهابي لتهريب عوائله إلى المناطق التي يتحرك فيها بسهولة وأمان.

وأضاف «القاسمى» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، من الضروري استلام كل دولة رعاياها ومحاكمة المدانين منهم وإعادة تأهيل النساء والأطفال الواقعين تحت تأثير أفكار التنظيم المتطرفة، ولكن هذه الخطوة تواجهها عدة عقبات أولها تكاسل وتراخي الدول في استقدام مواطنيها بالإضافة لصعوبة معرفة الجنسية الحقيقية للمحتجزين، إذ أن هذه العناصر دخلت أراضي التنظيم بصورة غير شرعية، وليس معهم ما يثبت الانتماء الحقيقي لهم، وهي مشكلة كبيرة يصعب حلها.

وتابع أن مخيم الهول قنبلة موقوته ما لم ينتبه العالم لها، وتقوم المؤسسات الدولية بدورها المنوط بها، فإن هذه القنبلة ستهدد أمن العالم أجمع وليس المنطقة العربية فحسب فضلًا عن سوريا والعراق.

وحول اكتشاف خيام لتعليم الفكر المتطرف داخل المخيم؛ أوضح «القاسمى»، أنها ليست مفاجئة من استمرار أنصار داعش في تعليم فكر وعقيدة التنظيم، كما أنه سيظل يعمل على تحرير نساء وأطفال التنظيم من المخيم والسجون التي تقع تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية أو غيرها.

واستطرد يقول: «ما يقوم به التنظيم من سجن أو تنفيذ عقوبات داخل المخيم يتفق وعقيدته، وما يدعيه من أنه دولة لها سلطان على أتابعها ومن بايعوه من أفراد، متغافلًا أو متناسيًا ما أصابه من هزائم وخسارة جغرافية، وأن المخيم بالكامل عبارة عن سجن تحت ولاية ما يطلق عليه التنظيم وصف (الكفار)، ومعه لا يجوز تعزير أو إقامة حدود أو جزاءات ويعد هذا التصرف منه مخالف للشريعة والعقيدة الصحيحة الإسلامية».

وأوضح «القاسمى» أنه من الطبيعي لهذا التنظيم وأتباعه وأنصاره أن يتحصنوا بعقيدتهم، ويسعي رؤساؤهم إلى تحصين عناصر التنظيم بالعلوم الشرعية والعقدية التي تتفق وما يسعى له التنظيم المتطرف، وهنا يتوجب على العالم أجمع وضع استراتيجية وآليات للتعامل مع هذا الوضع الحرج، لأنه فى حال لا قدر الله خرج الأمر عن السيطرة، فإن التهديد قائم للبشرية جمعاء، ولن يفرق بين منطقة عربية أو غربية.

ولفت المنسق العام للجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني، إلى أن مكمن الخطر على المنطقة والعالم في تهريب داعش لعناصره المسجونة، فهو تصرف دأب عليه التنظيم، أي محاولات إخراج عناصره من السجون والمخيمات وله فى ذلك سوابق كثيرة، بل إن عقيدته تحث على التضحية من أجل ذلك، لذا يجب التنبيه والتحذير.

تطهير أوكار الإرهاب فى العراق

قبل أيام، أوقف الأمن العراقي بناء على معلومات استخباراتية متهم يعمل على جمع المعلومات لصالح عصابات تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الأنبار العراقية.
ووفقًا لبيان صادر عن خلية الإعلام الأمني، ضبطت استخبارات الفرقة العاشرة وبالتعاون مع استخبارات وقوة الفوج الأول لواء المشاة 39 كدس تابع لداعش في جزيرة الثرثار بداخله 3 صاروخ جهنم و2 قذيفة مدفع و20 قنبرة هاون مختلفة العيار، تم التعامل مع الكدس حسب الضوابط من قبل مفرزة الجهد الهندسي للفرقة.
ولاحقت السلطات الأمنية العراقية، الأسبوع الماضي، عناصر تتبع تنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق متفرقة بعد وصول معلومات استخباراتية دقيقة حول أماكن وتحركات هذه العناصر الإرهابية.

ووفق بيان، فإن قوة مشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي، قامت بتنفيذ واجب تفتيش داخل جزيرة الحضر، وتمكنت القوة من محاصرة إحدى أوكار الإرهابيين في منطقة وادي الثرثار، وأثناء محاولة اقتحام الوكر قام أحد الإرهابيين بتفجير نفسه.
إلا أن القوة المشتركة واصلت عمليتها واشتبكت مع عناصر عصابات داعش الإرهابية الذين كانوا داخل الوكر، وتمكنت القوات الأمنية من  قتل 8 إرهابيين، كما أسفرت عن استشهاد مقاتلين اثنين من اللواء 44 بالحشد الشعبي وإصابة آخرين.

أفريقيا ساحة عالية الخطورة

وقال الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب في لندن، إن التخلص من ابتزازات حركة الشباب الصومالية مهمة كبيرة تقوم بها القوات الحكومية في ظل أوضاع غير مستقرة، وتهديدات إرهابية عالية الخطورة تستهدف القارة الأفريقية بوصفها ساحة مناسبة.

وأضاف "رئيس المركز" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن حركة الشباب المتطرفة تفرض سيطرتها على بعض المناطق، ومن الصعب التخلص من خطورتها، وكذلك بقية الجماعات المتطرفة في الشمال، مالم تتكاتف الجهود.
وتابع رئيس المركز، أن مؤشر الإرهاب يتصاعد رغم مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، بالإضافة لسقوط زعامات من تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وأيضا مقتل المهدي دنقو قائد جيش الصحراء في ليبيا.
ويعتقد "جاسم" أن الجماعات المتطرفة اعتادت التأقلم مع خسارة القيادات وأنها تستطيع تفادي تأثير مقتل القيادات  على التمويلات والولاءات والبيعات.
وأوضح رئيس المركز، أن سوريا خلال الأسابيع الماضية شهدت نشاطا للجماعات المتطرفة خاصة في شمال شرق سوريا، ورغم ارتفاع مؤشر الإرهاب فإن خريطة الإرهاب تظل كما هي وتبقى أفريقيا هي الساحة الساخنة، أما الساحة التقليدية فهي سوريا والعراق، فلا تغيير في خريطة الإرهاب دون تغيير لكن تبقى أفريقيا هي التهديد الأكبر.
وشرح "جاسم" أن الجماعات الإرهابية لم تعد مجرد جماعات بسيطة وحملة بنادق وسلاح، لكنها تقرأ المتغيرات السياسية، ولديها إطلاع على موازين القوة والسياسة، بل وصل الأمر لحالة من التنافس العسكري مثلما هو موجود في الساحل الأفريقي.
وأشار إلى أن خريطة التحالفات تتبدل، فبدلا من ميل كفة دول أوروبا والغرب نجد الكفة تميل لصالح روسيا وتركيا، واتضح أن تغير موازين القوة في أفريقيا لم يعد في صالح الغرب بقدر ما هو في صالح روسيا.