الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"أسعار التسالي نار".. الغلاء يضرب سوق "اللب" و"السوداني".. تجار: الأسعار قفزت بين 20 و40% والمبيعات تراجعت.. نقيب الفلاحين: المناخ وغلاء التقاوي أبرز الأسباب

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستمر وتيرة ارتفاع الأسعار الناتجة عن الأزمات الاقتصادية العالمية لتطال السلع غير الأساسية محليًا مثل المكسرات واللب، والتي قفزت أسعارها بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، وتسببت الارتفاعات المتزايدة في أسعار هذه السلع وأغلبها لـ"التسالي" في تراجع كبير في المبيعات مقارنة بالسنوات الماضية بحسب تجار هذه المواد، مؤكدين أن أسعار المكسرات تفوقت على أسعار سلع أساسية كاللحمة والسكر والزيت.

وتراوحت الارتفاعات في الأسعار ما بين 20-40% في سوق التسالي عموما، حيث شملت هذه الزيادات غالبية الأنواع المحببة لدى الجمهور.

جدير بالذكر أن الغلاء تسبب في اختفاء أنواع من التسالي في أوقات سابقة مثل "لب الخشب" الذي تجاوز سعره الـ 250 جنيه فقل الطلب عليه وفي فترة قصيرة لدرجة أن معظم محال التسالي الغت الركن الخاص به واصبح مقتصرا على كميات بسيطة لا تتجاوز الـ10 كيلو يمكن أن تباع خلال أسبوع علي الأقل بواقع ربح 15 جنيه للكيلو الواحد.

 

كانت "البوابة نيوز" قد رصدت أسعار "اللب" في جولة لدى عدد من التجار وأصحاب  المحامص بالقاهرة، وتراوحت أسعار اللب السوبر بين 100 إلى 120 جنيها للكيلو حيث سجل زيادة تصل إلى حوالي 40 جنيهًا في الكيلو الواحد منذ بداية العام الجاري، فيما سجلت أسعار اللب الأبيض " اللب الكوسة" 170 جنيها للكيلو بالنسبة للجودة المتوسطة وتزيد كلما زادت الجودة أو أسعار التكلفة، مرتفعًا من 120 جنيهًا في نهاية 2021.

 

يقول محمود علام، تاجر وصاحب مقلي بمنطقة المرج: "جميع أنواع التسالي شهدت ارتفاعات كبيرة شأنها شأن باقي السلع التي ارتفعت نتيجة لموجة الغلاء التي يشهدها العالم حاليًا، مشيرًا إلى أن أسعار "اللب الأسمر" على سبيل المثال سواء البلدي أو السوري شهدت ارتفاعات متزايدة من 56 جنيها للب السوري في بداية العام إلى حوالي 78 جنيها في الوقت الحالي فيما يصل سعر الكيلو من اللب البلدي إلى 64 جنيها من 48 في بداية العام.

وأوضح علام لـ"البوابة نيوز" أن أسعار "الفول السوداني" قفزت لتسجل 64 جنيها للكيلو بدون قشر مرتفعًا من  56 جنيها للكيلو فيما سجل سعر الكيلو بدون قشر 52 جنيها بعد أخر زيادة والتي بلغت 48 جنيها للكيلو. 

فيما قال أحمد سامي، صاحب محمصة بالمرج، إن الارتفاع المفاجئ في الأسعار سبب ركودا شديدا في حركة البيع والشراء، حيث اضطر الكثير من المستهلكين أمام موجة الغلاء الحالية في الأسعار للتخلي عن الكثير من السلع غير الأساسية وفي مقدمتها التسالي.

وأضاف سامي لـ"البوابة نيوز": "فكرت مرارا في التوقف عن بيع التسالي وإغلاق المحمصة لتلافي الخسائر الكبيرة التي تكبدها حاليًا هو ومعظم التجار، خاصة إذا استمرت وتيرة الأسعار في الزيادة، لافتًا إلى أن حال التسالي "واقف " علي حد قوله" 

بينما يوضح محمد بركات، صاحب محمصة في منطقة فيصل، إن "اللب السوبر" كان في المقدمة بالنسبة لمستهلكى التسالي، وكان يتم إنتاجه وتجهيزه محليًا، ويتم تصديره للعديد من الدول العربية ويعرف في الخليج العربي بالـ"الحب المصري"، لكن الفترة الأخيرة شهدت تراجعًا في إنتاجه محليًا وتصديره لهذه الدول.

على الجانب الآخر، قالت ايمان علاء، طالبة جامعية، إن "اللب الأسمر" البلدي لم يعد محببا إليها خصوصا بعد دخول اللب السوري كبير الحجم والأفضل مذاقا على الرغم من الارتفاع الشديد في أسعاره، مشيرة إلى ضرورة أن تكون هناك رقابة على أسعار جميع السلع ومنها التسالي وغيرها كبح جماع الارتفاعات المتوالية والتي ترهق الجميع.

 

من ناحيته أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن أسباب كثيرة ساهمت في ارتفاع أسعار "التسالي" في مقدمتها تراجع الإنتاج المحلي بسبب ظروف المناخ وغلاء التقاوي المستوردة مرورا بارتفاع الدولار أمام الجنيه والذي أثر مباشرة على أسعار  الأنواع التي يتم استيرادها من الخارج وصولا إلي ازمتي كورونا التي أغلقت السوق الصيني في وجه المستوردين وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية التي خلقت نوعا من عدم الاستقرار في الأسعار عموما. 

وأضاف أبو صدام لـ"البوابة نيوز": هذه الأسباب تعد ثانوية بالنسبة لعزوف الفلاحين عن زراعة التسالي بسبب صعوبة زراعتها واحتمالية إصابته بأمراض يمكن ان تتسبب في هلاك المحصول مما اضطرها للتوقف عن استيراد التقاوي خشية التلف خاصة مع تراجع الإقبال عليها بسبب ارتفاع أسعارها..

وأشار الى أن  الاتجاه إلى الاستيراد عوضًا عن الإنتاج المحلي يضاعف الأسعار خاصة مع أي ارتفاع للدولار أمام الجنية، موضحًا أنه  بالرغم من توافر تقاوي لب عباد الشمس والاقبال على الزراعة إلا أن أسعاره شهدت ارتفاعات بسبب الاعتماد عليه في صناعة الزيوت بشكل كثيف خصوصا بعد مرض "الندوة" الذي أصاب محاصيل الذرة في مصر فقلص انتاجيتها للنصف مما وجه الأنظار للاعتماد عليه كبديل.