الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

استعادة الهوية المصرية.. خبراء لـ"البوابة نيوز": الاحتفال بالعام المصري الجديد 6264 مناسبة جاذبة للسياح من جميع دول العالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مر أمس أول أيام شهر توت من العام المصري الجديد 6264، وطبقا للتوجه الحالي لقيادتنا السياسية الرشيدة نحو استعادة روح الهوية المصرية من جديد، بات الالتفات الى الاحتفال برأس السنة المصرية الجديدة 6264  يمثل عيدًا قوميًّا لأنه أقدم تقويم في التاريخ يؤرخ للحضارة المصرية القديمة، واعتماد التقويم المصري رسميا، دون الغاء التقويمات الاخرى، كما يعد مناسبة جاذبة للسياحة والسياح من جميع دول العالم في الاول من توت كل عام والذى يوافق الحادي عشر من سبتمبر سنويا ؛ كونه التقويم الوحيد المرتبط تاريخيا بتاريخ الامة المصرية وحضارتها، والذي يؤرخ لنشأتها، فمن غير المعقول أن تعتز كل أمة في العالم بتقويمها وتقيم المهرجانات التي تحتفل برأس السنة الخاصة بها مثل الصين والهند واليابان وغيرهم من الدول ذات الحضارات  الخاصة بها وتقويماتها، بينما تهمل مصر الاحتفال برأس السنة المصرية، بداية أقدم تقويم في العالم، ويقابل بداية شهر توت وهو الشهر الأول في التقويم القبطي وبعد عدة تصحيحات في التقويم الميلادي في منتصف القرن ال16 بات 11 سبتمبر هو اول العام المصري العتيق واقدم التقويمات على الاطلاق.

السنة المصرية أساس كل التقويمات 

في البداية أكد الدكتور جاد القاضي  الاستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية لـ"البوابة نيوز "، أن جميع الدراسات  البحثية العلمية  توافقت على أن المصريون القدماء هم الاوائل والرواد والذين قاموا بحساب السنة الشمسية عن طريق رصد ما يسمى بظاهرة "الشروق الاحتراقي" لنجم الشعرى اليمانية وعرفوا أن طول السنة 365،25 يوم وسمى بالتقويم المصري القديم الذي بدأ منذ 6262 عاما وينسب إلى " توت" رب الحكمة والكتابة في العقيدة المصرية القديمة التي توصلت إلى  حساب الأيام والأسابيع والشهور والمواسم والسنين الذى عرفه الإنسان وصنع تقويماته بناء عليه بعد ذلك بآلاف السنين .

وأكد "القاضي"، أن المصريين القدماء قسموا اليوم إلى ساعات ودقائق وثواني لضبط مواعيد الزراعة والحصاد  واستخدموا رسومات مختلفة من الأدوات الفلكية مثل "المزولة"  الشمسية  وذلك قبل البدو والعرب والساعة المائية  قبل اوروبا والرومان والبطالمة وقاموا بتقسيم السنة إلى فصول أربعة واعتمدوا ظهور " نجم الشعرى اليمانية " بداية للتقويم قبل العرب والذى ذكر في القرآن الكريم والتوراة والانجيل، وعرفوا الاتجاهات الأصلية وأسسوا وبنوا ووجهوا إليها الأهرامات بناء على هندسة وعلم وحسابات يجهلها العالم حتى الان  واحتفلوا بمناسباتهم بتوجيه معابدهم إلى اتجاهات محددة لتتعامد أشعة الشمس في توقيتات محددة سنويا، مثل تعامد الشمس بحسابات دقيقة فى يوم ميلاد رمسيس التانئ ويوم توليه الحكم، مما يشهد على ما وصل إليه المصري القديم من اتقان لعلوم الفلك والهندسة تستحق الاحتفاء به وبالسنة المصرية.

مطلب تشريعي بالسنة المصرية

وطالب البرلماني  التجمعي أحمد بلال البرلسي، في مقترح رسمي مقدم إلى رئيس البرلمان، ومخاطبا رئيس مجلس الوزراء، بالعودة الى الاحتفال برأس السنة المصرية واعتبارها عيد مصري قومي، والموافقة على اعتماد التقويم المصري رسميًّا، ترسيخًا لمفهوم الهوية الوطنية.

وأوضح البرلسي لـ"البوابة نيوز": توجهت باقتراحي إلى رئيس مجلس الوزراء فالتقويم المصري هو أول تقويم عرفته البشرية، وعليه اعتمدت حضارات العالم في صنع التقويم الخاص بها، ورغم اعتزاز العالم قديما وحديثا فى كل هذه الحضارات بالتقويم المصري المبنى عليه التقويم الخاص بها، والاحتفال به سنويًّا، نجد الأمر مختلفًا تمامًا في الدولة التي صنعت التقويم نفسه وقسمت العام إلى فصول وشهور، ونظمت بذلك حياة شعبها وحياة العالم. ومعه بدأت مصر في كتابة تاريخ العالم بدءًا من 1 توت قبل 6264 عامًا".

وأشار "البرلسى" شارحا ومدققا، إلى أن البشرية كانت على موعد مع فجر بداية التاريخ، حين وصل المصري القديم، العظيم بعلومه المتقدمة جدًّا في ذلك الوقت، إلى صنع التقويم والتاريخ، وتقسيم الزمن إلى ساعات ودقائق وثواني وايام واسابيع وشهور ومواسم وبذلك رتب بها حياته وحياة العالم، فربطها كمواسم  بالفيضان والزراعة والحصاد والطقس، وما زال المصريين حتى اليوم، خصوصًا الفلاحين، ينظمون حياتهم بهذه الشهور ويضرب بها الأمثال المتعلقة بحالة الطقس أو الزراعة وهو تقويم شمسي وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهرًا، ويعتمد التقويم المصرى القديم على دورة الشمس ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية،وساهم التقويم المصري في وضع التقويمات المختلفة للحضارات القديمة برغم اختلافها سواء كانت شمسية أم قمرية، وبرغم مرور آلاف السنين على بداية التقويم المصري القديم الذي اعتمد على فيضان النيل في تحديد بداية السنة هو أيضا الذي ينظم الزراعة في مصر حتى الآن.

الفصول الأربعة المصرية

أما عن الفصول الأربعة التي وضعها المصري القديم فهي  فصل "آخت" وفيه تتم تهيئة الأرض للزراعة والبذر، ويشمل 4 شهور هم، شهر “توت" نسبة إلى توت رب العلوم والفنون والكتابة، ثم شهر "بابه" المنتسب إلى حابى إله النيل، وشهر "هاتور" وينشق من "حتحور" البقرة المقدسة، وهى إله الجمال والخصب، وشهر "كيهك"، ثم فصل آخر يضم اربعة شهور آخري هي  "برت" وهو فصل الإنبات، ويضم شهر “طوبة"، و"أمشير"، و“برمهات “والذى يرفقه الفلاحين المصريين دائما بكلمة " روح الغيط وهات " نسبة ووصف له بشهر حصاد الثمرات  المكتملة، و"برمودة"، ثم فصل "شمو" وهو فصل الجفاف اللاحق على الحصاد من الغيط اى الارض المزروعة، ويشمل "بشنس"، و"بؤونة" و"أبيب"، و"مسرى"، وهكذا تصبح السنة المصرية مكونة من 12 شهرا وأربعة فصول وكل فصل يمثل وشهرا صغيرا يسمى "أبد كوجي" ويتكون من 5 أيام في السنة العادية، أو 6 أيام في السنة الكبيسة.