السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الاقتصاد الأصفر مستقبل مصر «2030»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الطاقة الشمسية واحدة من أعظم مصادر الطاقة على الإطلاق، وهي الفكرة التي نشأ منها الاقتصاد الأصفر، الذي تنشأ فكرته على استغلالها في توليد الكهرباء عن طريق ما يعرف بالخلايا والألواح الشمسية.

وبما أن التحديات البيئية المتمثلة في التلوث البيئي،  يمكن ان تحدد وتقنن من خلال تقويم السلوك البشري، ومن خلال حسن استغلال موارد البيئة ؛ لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية 2030 في جموع دول العالم، وتحقيق رؤية أفريقيا 2063،  والتي تقوم في الأساس على  استخدام واستغلال الطاقة النظيفة والاستثمار فيها لتحقيق الرفاهية في القارة السمراء.

لماذا الاقتصاد الأصفر؟

لأنه المثال الذي يحتذي به دون انواع الاقتصاد الأخري من حيث القابلية للاستغلال الامثل، وتحقيق الاستدامة بيئيا، فالشمس طاقتها توجد بوفرة، ومثال جيد للطاقة المتجددة، ويمكن إعادة تدويرها وحسن استغلالها من أجل صحة وبيئة أفضل، وقد سطرت مصر سطور من نور في تاريخ الاقتصاد الأصفر بمشروع "بنبان" في الذي أنشئ في محافظة أسوان عروس الصعيد، وهو مشروع موازي للسد العالي في موقعه ويسبقه في إجمالي النسبة المئوية التي سينتجها بحلول ٢٠٣٥ حيث ستصل إجمالي نسبة الاعتماد عليه في إنتاج الطاقة الكهربائية ٤٢%، وقد أشير إلى أنه سيحدث زيادة في الإنتاج ستصل ١٩٦٥ ميجاواط وسيتم الربط المباشر مع الشبكة القومية للكهرباء في مصر.
وحاز المشروع عام ٢٠٢٠ على جائزة التميز الحكومي حيث وجد انه من أفضل المشروعات التي قام بتمويلها البنك الدولي، كما يجب ان يندمج مع أنواع الاقتصادات الاخري مثل الاقتصاد الأخضر الذي يعتمد على الزراعة، والاقتصاد الازرق الذي بدوره يعتمد في الأساس على الاستزراع السمكي والاستثمار في البحار والمحيطات،  وغيرها مثلا كما يمكن تجسده في الاقتصاد البرتقالي الخاص بالاقتصاد المبتكر، وخلق روح جديدة في عالم الاقتصاد وخصوصا بعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية التي حثت العالم للجوء للبحث عن بدائل الوقود الأحفوري وكانت بمثابة شرارة للاستغلال الطاقة الشمسية.
وفي النهاية أود أن أؤكد ان الشمس مصدر ضوء  ودفء، والعمل علي إدخال تكنولوجيا النانو في صناعة الخلايا، والألواح الشمسية  مع دمجها مع شرائح السيليكون يمكن ان يضمن مستقبل أفضل لصناعة مبتكرة، والتي أصبحت مركز الإلهام العلمي للعلماء والباحثين في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة وصناعة  الصمامات الباعثة للضوء، التي ربما تحل محل المصابيح الضوئية المعتادة، وتدخل ايضا في صناعة مصابيح السيارات الكهربائية، والتي ستعد نبراس الأمل في حملة اتحضر للأخضر وتحقيق  رؤية ٢٠٣٠ في مصر.
ومن أجل الحفاظ على البيئة، ودمج تكنولوجيا الليزر في صناعة الالواح الشمسية من اجل الاستخدام في صناعة الصوب الزراعية التي تعمل علي الإضاءة النظيفة، من أجل زيادة معدل التمثيل الغذائي، وزيادة معدل عملية البناء الضوئي ولذلك سوف تزداد معدلات الإنتاج ونمو المحاصيل الزراعية   ؛ وربما يزيد من معدل النتح الذي يسمي بخار الماء، الذي يمكن ان يستخدم في المصانع لادارة المكينات، والعمل علي إدخال تلك التكنولوجيا في بخر مياه البحار والمحيطات  من خلال الألواح الشمسية  و استخلاص الأملاح المعدنية، والاستثمار فيها  من أجل الاستخدام في صناعة العقاقير الطبية، وفي الصناعات، وربما يزيد الحلم في التصدير للخارج.

الاقتصاد الأصفر والسياحة 
إن العمل على إيجاد تكنولوجيا جديدة واستخدام الاقتصاد الأصفر كأداة للاستثمار البيئي وعمل ربط بين السياحة البيئية واستخدام الدمج بين صناعة المراكب السياحية التي تعمل بالطاقة الشمسية لمراقبة الطيور المهاجرة ربما ينتج عنها إقبال سياحي كبير كنوع من انواع السياحة البيئية والدمج بين الاقتصاد الاصفر والسياحة، والعمل على إدخال الاقتصاد الأصفر في بتشييد فنادق تعمل بالطاقة الشمسية سوف يكون له أثر كبير بالترويج بزيادة معدل صحة البيئة ومعدل النظافة في الطاقة  فحقا الشمس مصدر ممتاز للطاقة، والاستثمار، ومصدر  لحسن الاستغلال، الذي طالما استغل سيصبح المصدر الاول للطاقة النظيفة، والمتجددة.

السالف ذكره ما هو إلا أمثلة للخلط، والدمج بين أنواع الاقتصاد المختلفة، يجعل رؤية 2030 هي رؤية للاكتفاء الذاتي، والحفاظ علي كوكب الارض، ويزيد من فرص الحفاظ على البيئة، وأمل في نهضة القارة السمراء، من اجل مستقبل افضل للأجيال القادمة.

الهوامش 
مجلة بحوث الشرق الأوسط العدد المجلد 2020 العدد 56
كتاب ألوان الاقتصاد العشرة للدكتور /د.إسلام جمال