السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«أسوشيتد برس»: بايدن يفى بوعده ويلغى ديون قروض الطلاب.. ومعارضون: «صدقة للأثرياء.. وغير عادلة»

خطوة تاريخية مثيرة للانقسام قبل انتخابات التجديد..

بايدن
بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت خطة التسامح التى طال انتظارها وأعلنها الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم الأربعاء ٢٤ أغسطس الجارى، بشأن تخفيض ديون قروض الطلاب التى قد تساعد أكثر من ٤٠ مليون أمريكى، جدلًا كبيرًا، فعلى الرغم من أنها خطوة تاريخية إلا أنها مثيرة للانقسام سياسيًا فى الفترة التى تسبق انتخابات التجديد النصفى، حيث ندد الجمهوريون وبعض الديمقراطيين بالخطة باعتبارها إهانة للأمريكيين الذين سددوا ديونهم ولمن لم يلتحقوا بالجامعة، ومكلفة للغاية ولا تفعل الكثير لحل أزمة الديون، كما رآها بعض النقاد «صدقة للأثرياء». وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن خطة بايدن جاءت وفاءً لوعد الحملة الشعبية خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية، مشيرة إلى أن قراره بأن يمحو ١٠٠٠٠ دولار من ديون قروض الطلاب الذين حصلوا على منحة بيل الفيدرالية للالتحاق بالكلية، ممن يقل دخلهم عن ١٢٥٠٠٠ دولار فى السنة، أو الأسر التى تكسب أقل من ٢٥٠ ألف دولار، يُنظر إليها على أنها محاولة غير مسبوقة لوقف موجة ديون الطلاب الأمريكية المتزايدة بسرعة، لكنها لا تعالج القضية الأوسع - التكلفة العالية للجامعة.

وقد مدد بايدن وقفة بشأن مدفوعات قروض الطلاب الفيدرالية لما أسماه «المرة الأخيرة»، ومن المقرر الآن أن يستمر الإيقاف المؤقت حتى نهاية العام، مع إعادة السداد فى يناير، وقال: «كلا الإجراءين المستهدفين مخصصان للعائلات التى هى فى أمس الحاجة إليها: فقد تضرر العاملون والطبقة الوسطى بشدة أثناء الوباء».

 

وينطبق الإلغاء على قروض الطلاب الفيدرالية المستخدمة للالتحاق بالمدارس الجامعية والدراسات العليا، إلى جانب قروض الوالدين، ويتأهل طلاب الجامعات الحاليون إذا تم إصدار قروضهم قبل ١ يوليو، وسيحتاج معظم الطلاب إلى التقدم بطلب وإثبات دخلهم للحصول على الإغاثة، وقال مسئولون: «إن الطلبات ستكون متاحة قبل نهاية العام».

 

وأشارت الوكالة إلى أن قرار بايدن يتعارض بفرض حد أقصى على الدخل مع اعتراضات البعض ممن يقولون إن إضافة عملية التطبيق التفصيلية للتحقق من الدخل قد تردع بعض المقترضين الذين هم فى أمس الحاجة إلى المساعدة، ولكن دافعت إدارة بايدن عن السقف باعتباره بوابة ضد المقترضين الأكثر ثراءً. ومن الناحية السياسية، تم تصميمه لمواجهة حجج النقاد الذين يصفون إلغاء الديون بأنه صدقة للأثرياء، وتعرض الجمهوريون لهذه الحجة بشدة يوم الأربعاء على الرغم من الحد الأقصى.

 

وتجعل خطة بايدن ٤٣ مليون مقترض مؤهلين لبعض الإعفاء من الديون، مع ٢٠ مليونًا يمكن شطب ديونهم بالكامل، وفقًا للإدارة، وحوالى ٦٠ ٪ من المقترضين هم من المستفيدين من منح بيل الفيدرالية، والتى تم تخصيصها للطلاب الجامعيين ذوى الاحتياجات المالية الأكثر أهمية، مما يعنى أن أكثر من نصفهم يمكنهم الحصول على ٢٠٠٠٠ دولار كإغاثة.

 

تنديد بالخطة

 

وذكرت «أسوشيتد برس» أن خطة بايدن تأتى بعد أكثر من عام من المداولات، حيث يواجه ضغطًا قويًا من الليبراليين الذين أرادوا إعفاءً شاملاً من الديون، ومن المعتدلين والمحافظين الذين شككوا فى مدى عدالتها الأساسية، وبمجرد وعد الحملة الشعبية، خلقت القضية وضعا يكاد لا يمكن الفوز به، حيث انتقد بعض الديمقراطيين الخطة، قائلين إنها مكلفة للغاية ولا تفعل الكثير لحل أزمة الديون.

 

وقال السناتور مايكل بينيت، د-كولو: «من وجهة نظرى، كان ينبغى للإدارة أن تستهدف المزيد من الإغاثة، ففى حين أن الإعفاء الفورى للعائلات أمر مهم، إلا أن إلغاء الديون لمرة واحدة لا يحل المشكلة الأساسية».

 

وأضافت الوكالة أن الجمهوريين سرعان ما نددوا بالخطة باعتبارها إهانة للأمريكيين الذين سددوا ديونهم ولمن لم يلتحقوا بالجامعة، كما تساءل النقاد من مختلف الأطياف السياسية عما إذا كان بايدن يتمتع بالسلطة اللازمة لهذه الخطوة، والتحديات القانونية شبه مؤكدة.

 

وقال ميتش مكونيل زعيم الحزب الجمهورى فى مجلس الشيوخ: «تضخم الرئيس بايدن يسحق الأسر العاملة، وإجابته هى إعطاء المزيد من الأموال الحكومية للنخب ذات الرواتب الأعلى»، مضيفًا أن الديموقراطيين يستخدمون حرفياً أموال الأمريكيين العاملين لمحاولة شراء بعض الحماس لأنفسهم من قاعدتهم السياسية». وكانت التكلفة إحدى النقاط الشائكة السياسية الرئيسية فى خطة بايدن الجديدة، حيث ستتكلف الخطة بما فى ذلك إلغاء الديون وخطة السداد الجديدة وتجميد الدفع، ما بين ٤٠٠ مليار دولار إلى ٦٠٠ مليار دولار، وفقًا للجنة الميزانية الفيدرالية المسئولة، وهى منظمة غير ربحية.

 

وذكرت الوكالة أن هناك أسئلة عالقة حول سلطة الإدارة فى إلغاء ديون قروض الطلاب.

 

المؤيديون يهللون

 

وعلى الرغم من ذلك، احتشد العديد من الديمقراطيين حول بايدن، بما فى ذلك الدعم من أولئك الذين أرادوا أن يتجاوز بايدن ١٠٠٠٠ دولار، وقالت السيناتور اليزابيث وارين، ديمقراطية من ماساشوستس، التى حثت بايدن على مسامحة ما تصل إلى ٥٠٠٠٠ دولار للشخص: «سأستمر فى الضغط من أجل المزيد لأننى أعتقد أنه الشيء الصحيح الذى يجب القيام به»، «لكننا بحاجة إلى أن نأخذ نفسًا عميقًا هنا وأن ندرك ما يعنيه أن يلمس رئيس الولايات المتحدة العديد من عائلات الطبقة المتوسطة التى تعمل بجد بشكل مباشر».

 

ويرى المؤيدون الإلغاء على أنه مسألة عدالة عرقية، ومن المرجح أن يحصل الطلاب السود على قروض طلابية فيدرالية وبمبالغ أعلى من أقرانهم البيض.

 

وقالت منظمة NAACP، التى ضغطت على بايدن لإلغاء ما لا يقل عن ٥٠٠٠٠ دولار لكل شخص، إن الخطة «تقترب خطوة واحدة» من رفع عبء ديون الطلاب، فيما حث ديريك جونسون رئيس المجموعة، بايدن على إلغاء الديون بسرعة ودون عقبات بيروقراطية للمقترضين.

 

الرأى القانوني

 

وأصدرت وزارة العدل رأيًا قانونيًا يخلص إلى أن قانون فرص إعانة التعليم العالى للطلاب يمنح وزير التعليم «سلطة تخفيض أو إلغاء الالتزام بسداد الرصيد الأساسى لديون قروض الطلاب الفيدرالية»، وخلص الرأى القانونى أيضًا إلى أنه يمكن تطبيق التسامح على أساس «شامل» استجابةً لوباء فيروس كورونا، وهو حالة طوارئ وطنية. ومن المحتمل مع ذلك رفع الدعاوى القضائية، حيث قالت شبكة Job Creators Network، التى تروج للسياسات الاقتصادية المحافظة، إنها تدرس الخيارات القانونية، حيث وصف الرئيس والمدير التنفيذى ألفريدو أورتيز جهود الرئيس بأنها «غير عادلة أساسًا» لأولئك الذين لم يحصلوا على قروض من الكلية.