ارتفع عدد المهاجرين في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية ليصل لنحو تسعة ملايين مهاجر يقيمون في مصر حاليا، هربا من الصراعات في أوطانهم، وفق تقرير منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة
يعني هذا أن المهاجرين يشكلون نحو 8.7% من سكان مصر، مما يشير إلى أن عدد المهاجرين الذين يعيشون في مصر ارتفع بنسبة 43% مقارنة بآخر تقرير للمنظمة في عام 2019 حين كان عددهم وقتها 6.3 مليون مهاجر
ويري الخبراء أن الأرقام غير الرسمية تشير لزيادة عدد المهاجرين إلى أكثر من 10 مليون ما يمثل 10% من سكان الجمهورية،
وأضافوا أن مصر احتضنتهم ودمجتهم خلال المجتمع وطالبوا المجتمع الدولي بزيادة الدعم والمساعدات لتخطي الأزمات الاقتصادية التى تضرب العالم كله.
جدير بالذكر، ان عدد المهاجرين المسجلين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كلاجئين أو طالبي لجوء يبلغ 3% فقط من إجمالي الـ 9 ملايين، في حين أن أغلب المهاجرين من دول مجاورة: يشكل القادمون من السودان غالبية المهاجرين بنحو 4 ملايين شخص من أصول سودانية. أما السوريون في مصر فيصل عددهم إلى 1.5 مليون شخص، في حين يبلغ عدد اليمنيين والليبيين نحو مليون شخص. ويمثل القادمون من هذه الدول 80% من المهاجرين في مصر.
يعلق الخبير الاقتصادي، الدكتور على الإدريسي، فى تصريحات لـ “البوابة نيوز”: إذا كانت الأرقام الرسمية تذكر 9 مليون مهاجر إلا أن الأرقام غير الرسمية بسبب الهجرة غير الشرعية إلى أكثر من 10 مليون مهاجر بنسبة 10% من سكان مصر وهم عدد ليس بالقليل حيث يمثلوا عامل مؤثر بشكل أو بأخر على موارد الدولة عن طريق الاستفادة من الدعم الموجه للمحروقات والبنية التحتية سواء شركات المياه والصرف الصحي وخلافة.
ويضيف "الإدريسي": الدولة تتعامل مع المهاجرين باختلاف جنسياتهم كأنهم لاجئين ولكن التعامل بمبدأ الضيافة على أرض مصر وتوفير مناخ الاستثمار لهم والمشاركة في العمليات الانتاجية والمشاركة في النشاط الاقتصادي بشكل عام ما يتطلب من المؤسسات الدولية تقديم مزيد من الدعم والمساعدات للحكومة المصرية مقابل احتوائها للاجئين لأنه إذا تم اتخاذ قرار بعدم قدرة مصر على استعيابهم سيهاجرون إلى بوابات الدول الأوروبية.
ويواصل: بسب التحديات الاقتصادية والظروف الدولية الراهنة التى تتطلب توفير مزيد من الدعم حتى تستطيع الدولة تحمل الضغوط الاقتصادية التى تتحملها الدولة لنسبة تجاوز الـ10% من حجم سكانها
بحسب تقرير منظمة الهجرة الدولية فإن الأغلبية من المهاجرين من الشباب ويقيمون في المدن حيث يبلغ متوسط أعمارهم 35 عاما، وأكثر من ثلثهم يقيمون في المحافظات الحضرية. يعيش نحو 56% من إجمالي المهاجرين في القاهرة والجيزة والإسكندرية ودمياط والدقهلية، فيما تتوزع نسبة 44% المتبقية بين 15 محافظة، تشمل أسيوط وأسوان ومرسى مطروح وبورسعيد وقنا والبحر الأحمر.
ويكمل التقرير، أن الصراعات السياسية هي أهم العوامل بل والمحرك الرئيسي خلال العقد الماضي لتصاعد أعداد المهاجرين المقيمين في مصر منذ عام 2019، إضافة إلى "الخطاب الإيجابي تجاه المهاجرين" وتوفر بعض الخدمات الاجتماعية، وفق التقرير.
بدوره يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي لـ “البوابة نيوز”: مصر فتحت ذراعيها لكل المهاجرين من مختلف الجنسيات وقامت بدورها العربي والإفريقي من الاحتضان وإدماجهم في المجتمع المصري وأكد علي ذلك خطابات القيادة السياسية نفسها.
ويضيف "عبده": خلال الفترة الماضية تغيرت أولويات الاهتمام العالمي بل وتحولت الأنظار والدعم والتمويلات للحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها وتراجعت مؤشرات الاهتمام باللاجئين من مختلف دول العالم ولكن على المؤسسات الدولية توفير الدعم للدولة المصرية للقدرة على احتضان ما لايقل عن 10 مليون مهاجر.
جدير بالذكر ان 36% من المهاجرين ينجذبون إلى مصر بحثا عن العمل والتعليم وهو ما يمثل نحو ثلثي إجمالي المهاجرين، بحسب التقرير. بينما يطلب 16% اللجوء في سبيل الحصول على الرعاية الطبية أو الزواج، ويشكلون 10% من المجموع الكلي، ومعظم المهاجرين يجدون منازل مؤقتة في مصر لأكثر من 10 سنوات: يقيم نحو 60% من المهاجرين في مصر منذ أكثر من 10 سنوات، و6% يعيشون هنا منذ 15 عاما على الأقل، وهو ما تعتبره منظمة الهجرة الدولية مؤشرا على كونهم "مندمجين بشكل جيد" في المجتمع المصري. وبشكل عام، يقضي 94% من المهاجرين القادمين عبر مصر أقل من 15 عاما في البلاد.