العلاج النفسى والاجتماعى أول طرق الشفاء
آفة مجتمعنا المخدرات، فهي سرطان ينهش عقول الشباب، مرض يستشري ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع، وتعاني منه كل الشعوب.. إذا أردت أن تحطم بلدًا وتدمر مجتمعًا فعليك بشبابه، انشر بينهم المخدرات، وظهرت في الفترة الأخيرة أنواع من المخدرات المستحدثة، والتي تشكل خطورة كبيرة على المتعاطين تفوق المخدرات التقليدية.
وفى التحقيق التالى «البوابة نيوز» ترصد عن قرب قصص وحكايات متعاطي المخدرات، الذي وقع أسيرًا لتلك السموم التي تجري في عروقه مجرى الدم.
تقول «سلمى إبراهيم»: «تزوجت من رجل متشدد دينيًا في سن صغيرة، هربًا من قيود أسرتي المبالغ فيها، وكنت أظن أنني بالزواج أبدأ حياة جديدة مليئة بالحرية لكن التزام زوجي وضع على كاهلي ضغوطًا إضافية، حيث منعني من الخروج من المنزل لأي سبب، وأجبرنى على ارتداء النقاب، وبعد إنجابي لثلاثة أطفال تعرفت على أحد الجيران المتعاطين للمواد المخدرة، حيث كنت أراه من شرفة المنزل يتعاطى سجائر بشكل كان غريبا وقتها، فلم أتعرف على المخدرات ولم أرها من قبل ويستمع إلى المزيكا بشكل عال مما لفت انتباهي وأثار فضولي للتقرب منه، أرسلت إليه رقم هاتفي في ورقة واقتربت منه خلال فترة قصيرة للخروج من الحالة المزاجية السيئة التي سببها لي زوجي نتيجة قسوته الدائمة وتعلمت منه التعاطي، وتعرفت على أنواع المخدرات المختلفة، وكان سببًا في تغير سلوكي بالشكل الذي كنت أتمناه أصبحت أكثر انفتاحا وسعادة بسبب المخدرات وفي أقل من عام فقط تغيرت حياتي».
وتابعت: «قررت الهروب من المنزل وتركت كل ما كان يقيد حريتى ولم ألتفت إلى زوجى ولا أبنائى، كان كل تفكيري ينحصر في الحصول على الحرية، وتجربة أشياء جديدة لم أتعرف عليها من قبل، وكان أول شىء قمت به خلع النقاب والحجاب أيضًا والسفر إلى مدينة 6 أكتوبر، وتعرفت هناك على آخرين الذين ساعدوني في استئجار منزل ودفع مصاريف مادية لي وكانوا يترددون على البيت لتعاطي المخدرات وممارسة العلاقات الجنسية مقابل توفير المال والمخدرات، واستمر الحال من رجل إلى آخر حتى بدأت تعاطي الخمور وارتفاع حجم الجرعة المخدرة يوميًا وتعاطي الحشيش والبانجو، ومع احتياجي الأكثر للمال اتجهت للسفر إلى احدى الدول العربية ولعدم استطاعتي البعد عن المخدرات عدت إلى القاهرة مرة أخرى، وبدأت تعاطي الهيروين وتعرفت على أحد تجار المخدرات في السويس، والذي أعطانى كمية من المخدرات لتوزيعها في منطقة الشيخ زايد و6 أكتوبر، مقابل ربح ونسبة من المخدرات لتعاطيها لكن تم القبض علىّ من الأجهزة الأمنية بحيازة مواد مخدرة والاتجار فيها، وتم الحكم بحبس سنة ونصف في السجن».
وأضافت: «عقب خروجى تعافيت لمدة 3 سنوات نتيجة الصدمة التي تعرضت لها من تغير حياتي للأسوأ بسبب المخدرات وخسارتي لأطفالي واستقراري وعائلتي بالكامل ابتعدت عني، وكان ذلك يسمى تعافي القاع النفسي والاجتماعي، كما تم تشخيص حالتى من قبل أحد المتخصصين، لكن تجربة التعافي لم تكن كافية لحمايتي من العودة مرة أخرى للتعاطي، وكما كان متوقعا عدت مرة أخرى لتعاطي المخدرات بشراهة، وتعرفت على المخدرات المستحدثة وكنت أدمج بين التقليدي والمستحدث بجرعات يومية، وبسبب ذلك تعرضت إلى الاستغلال الجنسي مقابل توفير قيمة المخدرات، كنت أتعرف على أحد الشباب ويتردد على منزلى للتعاطى مقابل إعطائي المال حتى وصل الحال أن عرض على أحد تجار المخدرات ممارسة الجنس الجماعي، في البداية رفضت لكن قبلت بعد ذلك من أجل المخدرات والمال، وتعرضت إلى الإجهاض مرتين كان أحدهما جنينا مكتملا وكادت عملية الإجهاض أن تفقدني حياتى».
وتؤكد: «اليوم أعيش على حلم التعافي الذي لم أستطع الوصول إليه ماديًا أو معنويًا، فقد تشوهت كل معالم الإنسانية بداخلي، وفقدت كل شىء في طريق المخدرات، وأحاول من وقت لآخر التواصل مع أحد المعالجين لتقديم النصيحة لي لكن دون جدوى»، لافتة إلى أنها سبق أن التحقت بإحدى مؤسسات علاج الإدمان واستطاعت البعد عن المخدرات 5 سنوات لكن في نهاية المطاف أعود لها مرة أخرى فالمخدرات بأنواعها تسكن جسدى منذ 19 عامًا ولا أستطيع التخلص منها.
ندم وحسرة
«أهلي بيخافوا مني.. ربيت لهم الرعب بسبب المخدرات وأصبحت خطرا يهدد استقرار أسرتي بدلًا من أن أكون عونًا لوالدي وأخواتي»، بهذه الكلمات بدأ «على توفيق»، مدمن متعاف من المخدرات، حديثه الذي لم يخل من نبرة الندم والحسرة التي وصل إليها بسبب تعاطي المواد المخدرة، ويقول: «رغم كل محاولات العلاج التي خضتها برغبتهم أولًا ثم رغبتي في النهاية لكن انعدمت الثقة بيننا في التغيير»، واستطرد: «بدأت رحلتى في تعاطي المخدرات مع تناول العقاقير والخمور ثم الهيروين في سن السادسة عشرة واستمرت قرابة 10 سنوات، خسرت بسببها كل شىء ماديًا واجتماعيًا وعلاقتي بأسرتي وأصدقائي الذين تقدموا في مراحل تعليمهم وأصبحوا في مناصب مرموقة، بينما أنا لم أستكمل تعليمي بعد هذا بالإضافة إلى تأثيرها الجسمانى والإدراكي، وتركت بسببها الرياضة التي كنت أعشقها».
وأوضح: «تربيت في أسرة محافظة جدًا، وبيت هادئ، والدي مهندس، وأمي ربة منزل، ولدي شقيق أكبر مني وشقيقة أصغر مني، كنت في مرحلة المراهقة وأعاني من الشدة والحزم في التربية، كان بداخلي طاقة ترغب في الانطلاق وتكسير قواعد التربية في المنزل، وأثناء زيارة أحد أصدقاء شقيقي إلى المنزل علمت أنه يتناول الحبوب المخدرة وسمعت عن تأثيرها الساحر كما كانوا يصفونها، وعندما ذهب للنوم سرقت منه بعض الحبوب كحب فى التجربة، ومن هنا فتحت بيدى باب الشيطان، ولأني من أسرة ميسورة الحال كنت أستطيع توفير المقابل المادي للمواد المخدرة بسهولة».
وتابع: «ظل التعاطي سرًا لفترة طويلة حتى لاحظ أهلي تغير أصدقائي واختفاء الكثير من أصدقاء الدراسة ليحل مكانهم أشخاص لا تشبهني في التربية أو التعليم، كنت أقف أسفل المنزل مع أشخاص أكبر منى سنًا أو مسجلين خطر أو معروفين بتداول المواد المخدرة حتى بدأ الجيران تنبيه والدى أننى أقف فى الشارع وأتناول المخدرات، وعندما تأكدت الأسرة من الخبر انقلبت الحياة رأسًا على عقب وحاولوا بكل الطرق منعي عن المخدرات مرة بالتعنيف ومرة بالحبس الاجباري بالمنزل ومرة بإيداعى فى مؤسسات علاج الإدمان، ولكن في كل مرة كانت محاولاتهم تأتي بالفشل، وأتذكر أنه حتى أثناء حبسي بالمنزل كنت أستطيع شراء المخدرات عن طريق تدلي سلة تستخدم في نقل الأشياء من البلكونة إلى الشارع، وكنت أسرق مصوغات ذهبية من المنزل أو مرتب والدي لتوفير المواد المخدرة».
وأضاف أن أول محاولة لعلاجه كانت عندما استعانت الأسرة بأحد أصدقائه المتعافين لإقناعه بالإقلاع عن المخدرات لكنى فشلت لأننى غير مقتنع بالعلاج، وكنت كل مرة أخرج من مركز علاج الإدمان أعود للمخدرات مرة أخرى، لافتًا إلى أن أطول فترة علاج كانت في أحد المراكز بالقاهرة استمرت نحو 14 شهرًا، كان يتعرض فيها للعنف والإيذاء النفسى والجسدى، وأثناء عودته إلى المنزل عقب انتهاء فترة العلاج بصحبة والده طلب منه الوقوف بالسيارة لشراء طعام وفر هاربًا إلى أحد البؤر المشهورة ببيع الهيروين رافضًا عودته للمنزل مرة أخرى.
وأشار إلى واقعة لم ينسها وهي عندما تناول مخدر الهيروين بجرعة زائدة وغاب عن الوعي في الشارع واستيقظ من خلال أحد المارة ليكتشف أنه فقد كل متعلقاته وباتت أسرته تبحث عنه فى المستشفيات والأقسام وتخلى عنه أصدقاؤه ولم يقدموا له المساعدة للعودة إلى منزله مرة أخرى، وظل هذا الموقف محفورًا بداخله ليشعره بالندم عن ما وصل إليه بسبب المخدرات.
وواصل حديثه عن رحلته مع المخدرات قائلًا، إن متعاطى المخدرات على استعداد فعل أى شىء مقابل الحصول على المخدر، وخلال رحلتي شاهدت فتيات يبعن أجسادهن لتجار المخدرات مقابل توفير الجرعة، وشباب يلجأون إلى الشذوذ الجنسي، وآخرين يعرضون أعضاءهم للبيع مقابل مبلغ زهيد للحصول على المخدرات وغيرها الكثير من التنازلات في سبيل الوصول إلى السموم المخدرة.
وأكد أنه بعد فترة من التعاطى وحذر لأسرته من إعطائه أي أموال لجأ إلى بيع وتوزيع المواد المخدرة على أصدقائه وجيرانه المتعاطين بالمنطقة ليوفر جرعته اليومية للتعاطى، حيث كان يستطيع شراء المخدرات من منطقة السحر والجمال بطريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي وعزبة المنشار، ومنطقة الكيلو 2 ووادي الملاك بالإسماعيلية والطريق الدولي الساحلي وطريق السويس.
ولفت إلى أنه في نهاية المطاف وبعد سلسلة من محاولات أسرته في علاجه، تحدث إليه والده وواجهه بالمصير السيئ الذي ينتظره، ويقول: «كأن شريط حياتي يمر أمام عيني وأنا أرى الوجه الأكثر قبحًا للمخدرات وما وصلت اليه بسبب التعاطي وكيف أثر ذلك على أسرتي الهادئة، ووضع والدي أمام عيني حجم المسئولية التي تقع على عاتقي إذا تركوني في هذا الطريق فلن أجد ضالتي مرة أخرى، ولن يسعى أحد لإصلاحي، كانت هذه المرة الوحيدة التي اقتنعت فيها أنني مريض وأحتاج إلى علاج، حتى أصبح عونًا لنفسي ولأسرتي».
وأشار إلى أن فترة العلاج الأخيرة كانت 3 أشهر فقط استطاع خلالها التعافي نهائيًا من تناول المواد المخدرة عن طريق بروتوكول علاج وتأهيل نفسى واجتماعي، كانت تجربته مع التعافي الأخيرة كافية للبعد عن المخدرات لأنه بداخله وصل إلى مرحلة النضج والقناعة بالمرض الذى يعاني منه، وشعر وكأنه فيروس يتفشى فى المجتمع المحيط به إلى جانب التهميش وعدم الثقة التي كان يعاني منها من المحيطين به بسبب المخدرات على حد وصفه.
وأكد أنه بعد العلاج تحول من مريض مدمن إلى شخص إيجابى يمد يد العون لأصدقائه متعاطى المخدرات، ويستعين به أهالى المتعاطين لمساعدة أبنائهم فى الإقلاع عن المخدرات.
وأوضح أنه خلال الفترة الأخيرة ساهم في علاج 7 أشخاص تقريبًا من متعاطي المخدرات، وقال إن أفضل للطريقة للعلاج والتعافى من المخدرات تكون من خلال متخصصين وأطباء ذوى خبرة في علاج الإدمان، مطالبًا الأهالي بعدم الانسياق وراء العلاج المنزلي فقد كان له 5 تجارب للإقلاع من المنزل جميعها فشلت لأن التجربة تخلو من الدعم والتأهيل النفسى للمريض.
حسرة ودموع
وبالحسرة والدموع تكشف «سمر ياسين»، عن تورطها فى علاقة شاذة مع خالها المتعاطى للمخدرات، وتقول: «والدى سافر إلى إحدى الدول العربية للعمل، وتركني مع والدتي في سن صغيرة ويتردد علينا كثيرًا خالي لرعايتنا والسؤال علينا»، وأوضحت أنها تبلغ من العمر 18 عاما، ويبلغ خالها 32 عامًا ولثقة والدتى فيه كانت تتركه معى في المنزل أو يحرص على زيارتنا في غياب والدتي، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي في البداية وبدأ بعد ذلك إحضار المخدرات إلى المنزل لتعاطيها، ثم بدأ الاهتمام بى بشكل مبالغ فيه وتوجيه عبارات المدح وتدليلى كثيرًا الأمر الذي جعلني أنجذب إليه دون أن أشعر ونشأت بيننا علاقة عاطفية شديدة وتطور الأمر بعد ذلك إلى علاقة جنسية لم تكتمل ولم أفقد عذريتى فى غياب والدتي عن المنزل، واستمر الأمر لسنوات كان يسيطر علي بشكل كامل مستغلًا احتياجى للاهتمام والعاطفة حتى بدأ يظهر عليه سلوكيات شاذة خارج المنزل، حيث سبق له سرقة أحد محال بيع الموبايلات وفشل فى مشروعه الذي قامت العائلة بتمويله وإيداعه في السجن لأكثر من مرة بسبب تطور سلوكه الاجرامى».
وتضيف: «مع تقدمي في السن بدأت أستشعر الخطأ فيما حدث وحاولت الابتعاد عنه لكنه اتبع التهديد والسب رافضًا إنهاء العلاقة، وأخيرًا حرضني على إقامة علاقة كاملة معه وادعاء سيناريو تعرضى للاغتصاب وأنه سيساعدنى فى ذلك، وقال إن علاقتنا لا يمكن أن تنتهى بالزواج لذلك يجب أن يضمن وجودى وعدم ارتباطى بشخص آخر، أخبرت والدتى بتفاصيل ما حدث، وكانت فضيحة في العائلة وقررت والدتى إخفاء الأمر على والدى المسافر حتى لا يعاقبها بالطلاق فأصبح خالى يهددنى ويهدد أمى بفضح الأمر إذا لم ننساق وراء رغباته»، مؤكدةً: «أعلم أننى أخطأت لكنني كنت ما زلت في عمر الطفولة وأحاول الابتعاد عن هذه العلاقة لكن سيطرته العاطفية وتهديداته لي تغلق كل الأبواب أمامى وتجعلني أفكر كثيرًا في الانتحار للتخلص من هذه العلاقة».
وعلى صعيد متصل يقول «سمير عبدالله»، إنه بدأ طريق الإدمان في مرحلة الثانوية العامة مع مخدر البانجو، ثم بدأت تظهر مواد كيميائية تستخدم كعقاقير علاجية لكنها على جانب آخر تداولها متعاطو المخدرات إلى مخدر قوى مثل الكودافين التي تحتوي على مادة الكودايين، وهو مستحضر أفيونى يستخدم مسكنًا للألم ودواء للكحة وبعد إلغاء هذا الدواء من الصيدليات بعد أن ذاع صيته في التخدير ووصل سعره إلى 250 جنيهًا للزجاجة الواحدة بدلًا من 15 جنيها، في فترة الثمانينيات بدأت شركات الأدوية تصنيع الترامادول والتامول التي تصنع من المورفين وتحتوي على نسبة من الأفيون كمكون أساسى.
وأوضح أنه أثناء دراسته الجامعية أدمن تناول المخدرات الكيميائية، وكان يتناول نصف زجاجة من «الكودافين» يوميًا والتي تؤثر على الحالة المزاجية للمتعاطى والشعور بالبهجة والاسترخاء لكن بعد صدور قرار بمنع بيع «الكودافين» في الصيدليات لجأت إلى تناول «التامول» وكان متوفرا فى كل مكان مع تجار المخدرات، لكن «التامول» تسبب له في مشاكل صحية عديدة والإقلاع عنه كان بمثابة معاناة كبيرة له، وتسبب إدمان «التامول» فى سقوطه أكثر من مرة وفقدانه للوعي.
ويضيف: «أتذكر يوم ولادة ابنى كنت في توتر شديد وتناولت جرعة كبيرة وسقطت مغشيًا علي داخل مستشفى الولادة، وتعرضت لخلع كامل في الكتف كانت هذه المرة الأولى للتفكير في العلاج من المخدرات ولجأت إلى أطباء نفسية وعصبية واستمر العلاج لشهور ولم أتعاف وبعد ذلك بدأت رحلتي مع الهيروين لكن عائلتي قررت سفري للخارج لإبعادي عن مصادر المخدرات، وبالفعل سافرت إلى إحدى دول الخليج وابتعدت تمامًا عن المخدرات لمدة 7 سنوات ليست رغبة في العلاج لكن خوفًا من قوانين الدولة التي كنت أعيش فيها، حيث كان النظام المتبع في هذه الدولة هو القبض على أى شخص تدور حوله الشكوك عن تعاطي المخدرات، ويتم التحليل الفورى له وإيداعه بالسجن، لذلك لم أقترب من المواد المخدرة طوال فترة سفري لكن بسبب الضغط الشديد الذي كنت أعيش فيه قررت عودتي مرة أخرى إلى مصر».
ويتابع: «فى بداية 2019 تناولت مخدر الشابو عقب عودتى من العمل في منطقة الخليج بعد الابتعاد عن المخدرات ما يقرب من 7 أعوام»، مشيرًا إلى أن أبرز الأماكن التي كانت توفر المواد المخدرة، منطقة البلابسة بنطاق حي ثان الإسماعيلية، ومنطقة السحر والجمال بطريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي لبيع الهيروين لكن مع انتشار المواد المستحدثة يعتمد «الديلر» على التوصيل «دليفرى» إلى المتعاطي ليضمن عدم تمركزه في مكان معلوم ويتعرض لملاحقة الأجهزة الأمنية.
ويقول إنه بسبب المخدرات كان يضرب زوجته ضربًا مبرحًا، وفي إحدى المشادات بينهم كاد أن يذبحها تحت تأثير المخدر لولا أنها هربت منه داخل إحدى الغرف، ومن المواقف التي لن ينساها أثناء تناوله الهيروين بصحبة مجموعة من أصدقائه توفى أحدهم أثناء الجلسة بجرعة زائدة داخل منزل أحد الأصدقاء، وفي ذلك الوقت قررت المجموعة التخلص منه وإلقاء جثته في الشارع للهروب من المسئولية، ويتذكر أثناء صحبته لمجموعة من أصدقائه لشراء الهيروين من منطقة السحر والجمال بالإسماعيلية قام أحد التجار بإطلاق أعيرة نارية على صديقه وفرت كل المجموعة هاربة وتركوا صديقهم بمفرده فى الصحراء وأصيب بطلق نارى في الساق، لكن بعد ذلك شعرت بالندم الشديد على كل شىء مر في حياتي وخسارتي لسنين عمري بسبب المخدرات.
وأشار إلى أن هناك بعض الأزواج ساهموا في إدمان زوجاتهم، وهناك آخرون تعرفوا على بعضهم أثناء التعاطي وكونوا أسرة مهددة بالانهيار في كل لحظة ونصح متعاطي المخدرات عدم اتخاذ أى قرارات قبل التعافى نهائيًا وعدم الدخول فى أى علاقات خطوبة أو زواج أثناء ذلك.
وأوضح أن سبب اقتناعه باللجوء إلى العلاج كانت جملة أحد المارة في الشارع الذي وقف بجوار سيارته أثناء تعاطيه الهيروين، قائلًا: «حرام عليك هتموت نفسك أنا بشوفك كل يوم وانت بتتعاطى»، وكأنها رسالة وضعتنى أمام مرآة جعلتني أرى الوضع الذي وصلت له متسائلًا: «كيف لشخص لا يعرفني أشفق على حالي وأنا لم أهتم لنفسي وصحتي ومستقبلي».
طرق مستحدثة
وبالتواصل مع أحد تجار المخدرات المستحدثة عن طريق أحد الوسطاء، كشف لنا طرق تصنيع المخدرات المستحدثة، والتي تتكون من خلط مجموعة من المكونات التي تتمثل فى «الايفيدرين» و«السيفيدرين» لتصنيع «الشابو» بالإضافة إلى «الهيوسين» و«الهستاسين» وبعض المواد الأخرى التي تستخدم في تصنيع المبيدات الحشرية، وعن طريق ماكينه معينة يتم خلط المواد لتخرج في صورتها النهائية كقطع بلور، والذي يرى أنه يعادل في تأثيره مخدر الكوكايين لكن بصورة صناعية.
«مكافحة وعلاج الإدمان»: «الحشيش» و«الترامادول» و«البانجو» و«الاستروكس» الأكثر اتنشارًا
تؤكد إحصائية رسمية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي المصري، من خلال دراسة أُجريت على 30 ألف أسرة للشريحة العمرية 12 سنة حتى 60 سنة بكافة محافظات الجمهورية، بلغ نسبة المدخنين 27.9%، بينما بلغت نسبة التعاطي 5.9% و2.3% إدمان في حين أن نسبة التعاطي العالمي بلغت 5.3% وفقًا لتقرير الأمم المتحدة المعنى بالجريمة والمخدرات 2020.
وفقًا لبيانات المسح القومي الشامل للتعاطي والإدمان لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في 2021، بلغت نسبة المتعاطين الذكور من طالبي الخدمات العلاجية 91% و9% من الإناث، بينما وصلت نسبة المتعاطين أقل من 18 عاما إلى 15 عاما 94% و6% أقل من 15 عاما، وأكدت البيانات الرسمية أن نسبة 54% من متعاطي المخدرات يعملون ويبلغ عدد غير العاملين من متعاطي المخدرات 46% وفي دراسة بين طلاب المدارس الثانوية بلغت نسبة تناول البيرة 55% وكحول «ID» بنسبة 40% وكحوليات أخرى 5%، وبلغت نسبة تناول المواد المخدرة 7.7% منهم 6.4% من طلاب الثانوي العام و8.9% من طلاب الثانوي الفني، وبلغت نسبة تناول الإناث 3.7% والذكور 11.1% حيث يتناول 59% من إجمالي الحالات مخدر الحشيش و23% ترامادول و28% البانجو و16% الاستروكس.