الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كمال الدين عيد.. راهب المسرح

الراحل الدكتور كمال
الراحل الدكتور كمال الدين عيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تخرج المخرج المسرحي كمال الدين عيد، الذي رحل عن عالمنا اليوم الخميس، عن عمر يناهز 91، في المعهد العالي للفنون المسرحية وهو ممثل، لكنه تفرغ للبحث العلمي والتدريس لكثير من المسرحيين في مصر، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والمملكة العربية السعودية، وليبيا.. وغيرها.

ويعد أحد رواد النهضة المسرحية الحديثة؛ تخرج "عيد" في المعهد العالي للفنون المسرحية 1952، وأوفد ببعثة دراسية في الإخراج المسرحي بالمجر 1958، وحصل على الماجستير والدكتوراه وعين أستاذا للتمثيل والإخراج بأكاديمية الفنون، ومخرجا بهيئة المسرح والموسيقى، ومستشارا فنيا للهيئة العامة للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في ليبيا، وأستاذا للدراما والتذوق الجمالي بكلية التربية جامعة الفاتح في ليبيا، وأستاذا ورئيس قسم التمثيل والإخراج بأكاديمية الفنون، وأستاذ مناهج الإخراج والدراسات العليا بأكاديمية الفنون، ووكيل المعهد العالي للفنون المسرحية الفنون، كما أسس قسم الفنون المسرحية في جامعة بابل، وأشرف على العديد من الفرق المسرحية بالخارج، فشغلته قضية إعادة الوهج للمسرح المصري من جديد لما كان عليه مسبقا.

ويقول "عيد" في كتابه "علم الدراما شيء وعلم الدراماتورجيا شيء آخر" تعقيبا على عنوان هذا المجلد: "ساءني استعمال لفظة "دراماتورج" في كثير من مسرحيات تعرض على خشبة المسرح العربي والمصري خاصة، دون الإشارة أو حتى التعريف السليم لمعاني اللفظة، وهو ما سيلقي بظلال غير علمية على تاريخ المسرح العربي مستقبلا". لقد تقدمت علوم الفن، والمسرح، وجماليات الفنون تقدما زاهرا بدءا من الظهور العلني، والعلمي لكل من اكتشاف الدراماتورجيا اكتشافا علنيا، ونفس الحال بالنسبة إلى علوم الجمال، التي تتطور في العصر الحديث عالميا.

وفي "علم الجمال المسرحي" يوضح "عيد" أن الجماليات قديمة منذ أفلاطون، وأرسطو، ثم عند القديس أجستون في القرون الوسطى، ولا نغفل آراء ألبرتي، ورافنشي، وميكالانجوا، في عصر النهضة، فهل اعتنق الفكرة المثالية الناتجة عن التفوق والانسجام المحدد للطبيعة، في حين يتفق معهم  فولتير معتبرا أن الجمال أحسن الأذواق التي تقلد الطبيعة في الفن، ولكن يرى "دينيس ديديرو" أن الطبيعة شيء والجمال شيء آخر.

"رحلته مع الكتابة"
وصلت رحلته مع الكتابة إلى 35 مجلدا، والتي بدأت في 1966 بصدور أول كتاب بعنوان: "المسرح الإشتراكي"، و"دراسات في الأدب والمسرح" و"زوايا جديدة في الدراما" عام 1970، "فلسفة الأدب والفن" عام 1978، و"المسرح بين الفكرة والتجريب" عام ١٩٨٤، و"توفستونوجوف والمخرج المعاصر" عام 1988، و"المعمل المسرحي"، وسينوغرافيا المسرح عبر العصور، و"إتجاهات في الفنون المسرحية المعاصرة"، "المسرح حياتي" بأجزاءه الثلاثة، و"الثقافة.. الرهان الحضاري"، و"كمال يس نجم بلا ضوضاء".. وغيرها، منتهيا في 2017 بصدور كتاب "علم الدراما شيئا وعلم الدراماتورج شيئا آخر"، و"تحليل مناهج البحث العلمي" في 2018.
"ترجمات"
ترجم "عيد" العديد من النصوص والأبحاث العلمية والتجارب النوعية الأوروبية وهي: مسرحية "الناووس" أو "التابوت الحجري" عام 1992 بالكويت، و"قضية الأوبرا بين التقليدية والتجديدية" في 2004، و"نصوص تجريبية في المسرح المجري" في 2004، و"علم اجتماع المسرح" في جزئين عام 2005، و"أنطولوجيا المسرحية أحداث نظريات الدراما الأوروبية عام 2009، و"مسرح شكسبير" في 2010، و"تاريخ تطور الدراما الحديثة" في جزئين عام 2016 وغيرها.

"في الإخراج"
أخرج "عيد" العديد من المسرحيات التي قدمت على مسرح الدولة منها: "سهرة مع تشيكوف"، و"شفيقة ومتولي"، و"الضفادع"، و"طبول في الليل"، و"مشهد من الجسر"، و"أهلا فأر السبتية"، و"الأستاذ"، بالإضافة إلى عروض مسرحية أخرى قدمت بالثقافة الجماهيرية.

نال "عيد" العديد من الجوائز والتكريمات تتويجا لمسيرته الإبداعية والمسرحية، كان أخرها جائزة الدولة التقديرية لعام 2018، إلى جانب تكريمة من الهيئة العربية للمسرح في مهرجان المسرح العربي في دورته الحادية عشرة بالقاهرة.