الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مخاطر المسكنات الطبية.. سريعة المفعول ومدمرة للصحة.. «البوابة نيوز» تستعرض أنواع المسكنات وتأثيراتها السلبية وبدائلها الطبيعية.. و«استشاري حساسية ومناعة»: لها مضاعفات خطيرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«الدواء المسكن المؤقت للآلام، والقاتل على المدى البعيد».. هذا ما يمكن أن نطلقه على الأدوية المسكنة للآلام «المسكنات»، لما تسببه من أضرار صحية بالغة، على المدى البعيد، واستخدامها بدون استشارة الطبيب المختص، وذلك على الرغم من فعاليتها في التخلص من الآلام بسرعة.

أنواع المسكِّنات

هناك أنواع مختلفة من المسكنات المنتشرة، ومنها: المسكنات التي تحتوي على مادة الأفيون، وأدوية تحتوى على مادة التيلينول، وأدوية تحتوي على التيلونيل والمواد الأفيوينة والأسبرين، ومسكنات مضادة للالتهاب، خالية من الستريود، والباراسيتامول أو الأستيامينوفين، وينتشر استخدام هذه الأدوية في الغالب لعلاج الآلام، مثل: آلام التهاب المفاصل، والجراحة، والإصابة، ووجع الأسنان، والصداع، وتشنجات الحيض، والتهاب العضلات.

الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين

يصنف دواء البارسيتامول كدواء مسكن للآلام وغير مخدر، وهو دواء واسع الانتشار في الاستخدام في المنازل حيث يعتبر آمنا للبالغين والأطفال، ويستخدم في تسكين الآلام الخفيفة والمتوسطة وخفض الحمى، ويعتبر خيارا آمنا للمصابين بقرحة المعدة بدلًا من استخدام الأسبرين، فهو لا يسبب نزيفا في المعدة، لكن يجب عدم تناول جرعات كبيرة منه فقد يكون لها تأثير على الكبد، كما يعتبر أيضًا ذا تأثير سام على الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية.

كيف تعمل المسكنات؟

تختلف أنواع المسكنات، وبالتالي تختلف الطريقة التي تسكن بها الآلام، كالتالي: «الأفيونيات» تقوم بتقليل إشارات الألم التي يرسلها الجهاز العصبي، وبالتالي تقليل رد فعل الدماغ تجاه هذه الإشارات، أما أدوية «التيلينول» فتعمل على تغيير الطريقة التي يشعر بها الجسم بالألم، أما الأدوية المضادة للالتهاب فتقوم بمنع آثار البروستاجلاندين، وهو إنزيم ينظم الكثير من الوظائف الحيوية في الجسم.

تحدث أضرار المسكنات حسب المسكن الذي تتناوله، وطول المدة الزمنية، لذلك تكون الآثار الجانبية كالتالي: «حدوث الإمساك- الشعور بالنعاس- الإحساس بالدوخة- معدة مضطربة- رنين في الأذن- جفاف الفم- الشعور بالحكة في الجلد وانتشار الطفح».

الوقاية من الآثار الجانبية للمسكنات

للوقاية من الآثار الجانبية للمسكنات، يجب استشارة الطبيب قبل أخذ المسكنات بشكل عام، وعدم إعطاء الأطفال المسكنات، لأن ذلك يمكن أن يسبب لهم متلازمة راي، لا ينبغي تناول أكثر من ٣ جرامات من مسكن التيلينول، أي ما يعادل (٦ حبوب إضافية، أو ٩ من الحبوب المعتادة من الجرعة)، حتى لا تؤذي الكبد.

ولابد من استشارة الطبيب قبل أخذ المسكنات المضادة للالتهاب الخالية من الستريود، حتى لا تزيد من مخاطر حدوث نزيف المعدة، أو توقف القلب، واستشارته قبل أخذ الأدوية التي تحتوي على مادة الأفيون، فأحيانا تكرار تناول هذا المسكن يؤدي لإدمانه بشكل خطير، ولا يتم أخذ مسكنات أكثر مما وصفه الطبيب.

ويمكن أن يزيد تناول الكحول مع الأدوية، من أضرار المسكنات، لذلك تجنب تناول الكحول عند أخذ المسكنات، خاصةً التي تحتوي على أسيتامينوفين، ويجب استشارة الطبيب قبل تناول المسكنات للمرأة الحامل، أو التي تسعى للحمل أو المرأة المرضعة، حتى لا يؤثر بشكل سلبي على حالتها، في النهاية حتى وإن كانت المسكنات تعطي شعورًا سريعًا بالراحة، لا تجعل من هذه الراحة المؤقتة سببا لبداية أمراض أخرى!

مضاعفات خطيرة

ويوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الإفراط في تناول المسكنات يتسبب في مضاعفات خطيرة على المريض، وذلك في حالة استخدامها دون الرجوع إلى الطبيب المختص، وخاصةً لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فلابد من عدم الإفراط في تناول المسكنات، حيث إنها تسبب مضاعفات خطيرة لمرضى القلب والكلى والكبد، تؤثر على حياتهم سلبًا.

ويقول «بدران»، لـ«البوابة»، إن تناول المسكنات بشكل عشوائي ومتكرر يؤثر سلبًا على المناعة وضعف الجهاز المناعي، ومخاطر على الكبد والكلى والشعب الهوائية، وقد تؤدي إلى اضطراب أو قرحة في المعدة، ويمكن أن تسبب فشل الكلى خاصةً بالنسبة لمرضى الكلى، مشددًا على ضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل استخدام المسكنات أو المضادات الحيوية، لما يمكن أن تسببه من أضرار صحية جسيمة على المدى البعيد.

مسكنات طبيعية للألم

ويفضل استخدام مسكنات طبيعية للألم بديلة عن الأدوية، حيث إنها فعّالة في تقليل الشعور بالألم دون أن تسبب أضرارا بالجسم، وجاءت كالتالي:

١. أوراق الصفصاف: تحتوي أوراق الصفصاف على الساليسين (Salicin) الكيميائي، والذي يشبه المكون الرئيسي في الأسبرين، وبالتالي فإنه فعّال في تخفيف آلام الرأس وأسفل الظهر والعظام بشكل عام، ويمكن شراؤها على هيئة أعشاب مجففة يتم غليها وشرب الماء الخاص بها، ولكن يجب عدم الإفراط في استخدامها حتى لا تضر بالجسم، ولا ينصح باستخدامها سوى للأشخاص البالغين.

وفي حالة المعاناة من حساسية للأسبرين، أو تناول أي أدوية أخرى مضادة للالتهابات، فينبغي عدم استخدام أوراق الصفصاف حتى لا تسبب تأثيرات ضارة على الجسم.

٢. الكركم: يحتوي الكركم على مركب الكركمين (Curcumin)، والذي يعد من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من جزيئات الجذور الحرة التي تلحق الضرر بالخلايا والأنسجة، ويستخدم أيضًا في علاج كثير من المشكلات الصحية، مثل: عسر الهضم، وقرحة المعدة، واضطرابات المعدة، وبالتالي يعد مجموعة مسكنات طبيعية للألم، وينصح بإضافته إلى الأطعمة المختلفة للحصول على نكهة مميزة وللمساعدة في تخفيف الآلام المختلفة.

٣. القرنفل: يمكن استخدام القرنفل لعلاج كثير من المشاكل الصحية، حيث يخفف الغثيان ويساعد في علاج نزلات البرد، كما أنه فعّال في تخفيف ألم الرأس والتهاب المفاصل وآلام الأسنان، وترجع خصائصه المسكنة للآلام إلى عنصر نشط يتوفر فيه وهو الأوجينول (Eugenol) الذي يعد مسكنا طبيعيا للألم. فعلى سبيل المثال، يمكن وضع كمية صغيرة من زيت القرنفل على اللثة لتخفيف آلام الأسنان بشكل مؤقت لحين الذهاب للطبيب.

٤. الكمادات الدافئة والباردة: تعد الكمادات الدافئة والباردة من أكثر العلاجات الفعّالة التي يمكن استخدامها في المنزل لتسكين الألم، وذلك من خلال وضع الكمادات الساخنة أولًا ثم وضع الكمادات الباردة عقب ذلك، بحيث يتم التبديل بينهما، ويساعد هذا في تقليل الألم وتخفيف التورم والالتهاب الناتج عن مشاكل العظام والمفاصل، وذلك لأنه يعمل كمهدئ للأوتار والأربطة، وأيضًا يمكن وضع الكمادات الباردة على الرأس للتخلص من الصداع، وذلك من خلال لف قطعة ثلج بمنشفة قطنية ووضعها على مكان الألم.

٥. بعض أنواع الزيوت: تحتوي بعض أنواع الزيوت على خصائص مضادة للالتهابات وتقلل من الآلام، مثل: زيت اللافندر، وزيت إكليل الجبل، وزيت النعناع، ويمكن استخدام هذه الزيوت كعلاج موضعي على المنطقة المصابة، والبدء في تدليكها بلطف لبضع دقائق حتى يتلاشى الألم تدريجيًا.

٦. الزنجبيل: يمكن اعتبار الزنجبيل من المسكنات الطبيعية للألم، حيث إن تناول ٢ جرام يوميًا يقلل من آلام والتهابات العضلات الناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية والشد العضلي، كما أنه يعجل بالشفاء، وينصح باستخدام الزنجبيل الطازج ضمن النظام الغذائي من خلال إضافته إلى الأطعمة أو الشاي.

٧. اليوجا: لا يتصور كثير من الأشخاص كيف يمكن لليوجا أن تلعب دورًا كبيرًا في تخفيف الألم، حيث إن اليوجا تساعد في تقليل الشعور بالتوتر والقلق، وهو سبب رئيسي لكثير من آلام الجسم، كما أن ممارستها بانتظام تعد وسيلة جيدة لتعلم كيفية السيطرة على الألم بشكل طبيعي لذا ينصح بممارسة تمارين اليوجا والتنفس العميق للحفاظ على الطاقة الإيجابية في الجسم والحصول على الاسترخاء اللازم لتقليل الألم.