مع اقتراب حلول شهر ذي الحجة من كل عام تهب علينا النفحات الربانية العطرة.
شهر الخير كله، شهر الحج الأعظم، شهر عرفات الله، شهر يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر.
شهر ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها.
شهر الغفران، شهر يقول فيه الله تعالي لملائكته انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا لا يرجون إلا رحمتي وغفراني، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم.
شهر الرحمة والشفقة والتكافل الإجتماعي والعطف على الأيتام والأرامل والثكالى، شهر ذي الحجة، شهر الليالي العشر اللواتي أقسم بهن الله (وليال عشر)، والتي كانت محببة إلى قلب النبي والذي كان يصوم تسعتهم وهذا استحباب.
أما المؤكد صيام يوم عرفة.
شهر الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما)، شهر الكعبة المشرفة رفع الله قدرها، شهر الحجر الأسعد.
شهر رجم إبليس بالجمرات -وما أكثر أبالسة العصر الذين يستحقون رجما بالبلغ القديمة والمراكيب العفنة.
شهر زيارة قبر النبي صل الله عليه وسلم والصلاة في روضته الشريفة وزيارة الأماكن المعظمة.
يقول تعالى (ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم (حجوا قبل ألا تحجوا).
ويقول أيضا. (من حج ولم يرفث أو يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
فالحج فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ راشد مستطيع فالإستطاعة شرط الحج الإستطاعة المادية والمعنوية.
المادية أن يكون ميسورا ماليا لديه نفقات الحج ليس هذا وحسب بل وترك ما يقتات به أهله حين سفره وإن كان هناك من يشرعن لحج التقسيط أو الأستدانة، ولكن نقول الدين يسر فإن كنت في يسر مالي فافعل.
وهناك من يذهب خدمة حجاج ليس علي نفقته نقول لابد أن يكون حجك من حر مالك ولا يكون عليك دين لأحد.
وكذلك لابد أن تكون لديك القدرة الجسدية وإن لم تجد مفر تكلف من يحج نيابة عنك مثلما يحدث في رمي الجمرات بالوكالة. هذا بالنسبة للجانب المادي.
أما الجانب المعنوي، فأن تكون مهيأ نفسيا لهذه الرحلة الروحانية وأن تصفي نفسك وتنقي روحك من كل كادورات وشواغل الحس والدنيا وتترك الدنيا بكل ما فيها على ما فيها وأن تستشعر عظمة الله في قلبك وتتذكر يوم الحج الأكبر فالحج والوقوف بعرفة صورة مصغرة ليوم الحشر الأكبر.
وكما ذكرنا أن يكون مالك حلال وراحلتك من حلال عندها وساعتها وبعد التطهر والإقبال علي الله بالتلبية والتهليل والثناء والحمد.
يقول لك الله لبيك وسعديك مالك حلال وراحلتك حلال حجك مبرور وسعيك مشكور وذنبك مغفور.
أما الذي ماله حرام فينادي مناد من قبل الله لا لبيك ولا سعديك مالك حرام وراحلتك حرام حجك مردود عليك.
فالله يا أخي طيب لا يقبل إلا كل طيب فكيف تجمع مالك من الربا، من الرقص والمجون والفسوق والرشاوى والهشك بشك -وتقول ذاهب لأداء الفريضة.
اتضحك على من، علي الله -لا والله -تضحك على نفسك -التي ترقص طيلة العام ويأتي موسم الحج وتذهب لتتوب وليغفر الله وتقول رأيت رسول الله -نقول لها رأيتي رسول الشيطان ونقول لها غطي نفسك جيدا قبل أن تنامي -فرسول الله لا يأتي إلا للأخيار الأطهار. أما الذين يبيتون ورائحة الخمر تفوح من أفواههم لا يأتي لهم رسول الله.
إذا المال الحلال والجانب المادي والجانب الروحي والنفسي شرط لقبول الحج.
ولكن رب سائل يسأل هل لو احتجنا المال في أمر جلل كعلاج مرض خطير هل نؤجل الحج أو احتاجه محتاج لديه من الديون الكثير نسدد أم نحج.
نقول،لنا في قصة عبدالله بن المبارك المثل القويم وهو ذاهب إلى الحج،وإذ بإمرأة تأخذ الدجاج النافق فيتعجب من صنيعها ويقول لها يا أمة الله ألا تعلمين أن الله حرم علينا آكل الميتة، وترد عليه إلا من اضطر، لي أبناء يموتون من الجوع ولا أجد لهم طعاما فأخذت هذا الدجاج لاطعمهم، فاعطاها كل ما له ولم يحج فوكل الله ملكا في شكله وهيئته وحج بدلا منه.
وبعد أداء هذه الفريضة ونعود هل نعود سيرتنا الأولى،كيف وأنت قد عدت بذنب مغفور وسعي مشكور وعمل متقبل مبرور، هل نعود إلى الذنوب والمعاصي مرة أخرى. صدق الله (وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق)، يا إبراهيم عليك الآذان والنداء وعلينا البلاغ.
آراء حرة
الحج أشهر معلومات
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق