الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مقبرة "رخمى-رع" مثالا لتنظيم الطاقات البشرية عند المصري القديم

مقبرة
مقبرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد مقبرة "رخمى-رع" المثل الأعلى فى تنظيم الطاقات البشرية عند المصريين القدماء، حيث كان "رخمى-رع" وزيرا خدم فى عهد الملك تحتمس الثالث ثم فى عهد الملك أمنحتب الثانى من الأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة، وكان عمدة لمدينة طيبة ومشرفا على الممتلكات التى تخص معبد آمين بالكرنك، وتعد مقبرته واحدة من أجمل المقابر التى تصور الكثير من تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة. 
المقبرة رمز لكل من النجارين وصناعة الأثاث، وتقع بجبانة طيبة الغربية، حيث سجل قدماء المصريين كل تفاصيل حياتهم اليومية على جدران المقابر، وتركوا آلاف المشاهد الغنية بالتفاصيل التى تعد وثائق تاريخية، ومن بين آلاف المشاهد التى تركها قدماء المصريين لا يوجد مشهد واحد لمتسول يمد يده ويسأل الناس أن يتصدقوا عليه بلقمة عيش، ولم تعرف الحضارة المصرية القديمة التسول.
ولم تعرف شخصية "رجل البر والاحسان" الذى يتصدق على المتسولين ولكنها عرفت شخصية "منظم الطاقات البشرية" الذى يوظف طاقات البشر و يخلق فرص العمل لكل الناس . لكى يكسب الكل طعامه بكرامه، وكان توظيف الطاقات البشرية هو الأساس الذى قامت عليه الحضارة المصرية وكان دور الوزير والحاكم الاقليمى خلق فرص العمل وفى المقابل يحصل كل انسان على طعامه ويكسب قوته بكرامة. 
وحتى المعاقين والمكفوفين كانوا يجدون وظائف فى مصر القديمة، فقد حفظت لنا نقوش المقابر أكثر من عازف هارب كفيف، حيث كان يتم تدريب المكفوفين على عزف الموسيقى، كما كان الأقزام أيضا يعملون فى مختلف الوظائف و كانوا محل احترام المجتمع، وقد صور لنا الفنان المصرى القديم على جدران مقبرة "رخمى-رع" كل أنشطة الصناعات والحرف اليدوية التى كانت موجودة فى مصر القديمة من تعدين ونجارة وبناء ونحت وصناعة الأوانى، ومشاهد توثيقية تقدم لنا المثل الأعلى فى تنظيم الطاقات البشرية وخلق مجتمع العمل، والانتاج الذى يوظف طاقات الانسان ومواهبه ويحافظ على كرامته ويمنع ظاهرة التسول التى تعتبر سبة ووصمة عار فى جبين الانسانية.