الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مقابر المستقبل يا محافظ الإسماعيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الإسماعيلاوي ابن حي المحطة الجديدة حسني الغريب جف ريقه وهو ينادي بضرورة الانتباه لما يحدث في مقابر مدينة المستقبل بالإسماعيلية، ولأن الموضوع صار حديث الساعة في المدينة الهادئة وما يثار حوله من تفاصيل مبهمة، كان لابد من الكتابة عنه ربما ينقذنا وزير التنمية المحلية أو أي سلطة يمكنها الحوار مع معالي اللواء شريف بشارة محافظ الإسماعيلية الذي يعجز الكوادر الشعبية للمدينة عن لقائه.
الحكاية بدأت بالبناء العشوائي خارج أسوار المقابر وبوابتها في مشهد مقزز وصار كل راغب في بناء مقبرة يمرح بالطوب الأحمر والرخام الأبيض حسب هواه ومزاجه، وعندما فاحت الرائحة وصارت حديث المقاهي كان لابد من مبادرة حضارية تحفظ حق الدولة وتنقذ مدخل المدينة من تشوهات العشوائية، لذلك بادر النقابي العمالي الأسبق  محمد حلمي غريب والناشط السياسي مسعد حسن علي وكاتب السطور حيث عكفوا لكتابة مذكرة شافية وافية تحتوي المشكلة ومقترحات الحل، وبالفعل تم تسليمها إلى ديوان عام المحافظة من خلال المركز التكنولوجي، وهناك علموا بأن الفاضل محافظ الإسماعيلية قد أصدر قرارا يمنع البناء على الأرض موضوع الخلاف، وهذا بالطبع أمر ايجابي.
ولكن ما يلفت الانتباه هو استطالة الوقت حيث ندخل الآن نحو الشهر السادس والوضع على الطبيعة محلك سر باستثناء هدم مقبرة أو اثنتين وطمس لوحة هنا أو لافتة هناك، استطالة الوقت صفة لا تليق مع دولة 30 يونيو التي تقرر في المساء وتنفذ في الصباح وتصنع المفاجآت في المشروعات العملاقة، ما بالنا ونحن نتحدث عن تطوير مقابر، هل يعود الأمر لانعدام الكفاءة؟  أم  هي بوابة لكي ينسى الناس ؟ أم  هناك بالفعل معوقات تستدعي كتابتنا هذه لدعم المحافظ ومساندته.
لا أقول سرا إذا ذكرت أن ماكينة الفساد لم تتعطل تروسها بعد وأن إدارات مختلفة بمجلس المدينة ليست على تواصل مثمر، نقرأ على صفحات البعض أن الأرض موضوع الخلاف هي أملاك خاصة ثم يصدمنا رأي آخر ينفي ذلك ثم يلمح ثالث أن هناك تلفيق لصناعة ملاك جدد حتى يتمكنوا من صرف تعويضات من الدولة في حالة إقرار مشروعا للتطوير، كل هذا التخبط يمكن أن نرجعه للغياب التام للمشاركة الشعبية.
والمشاركة الشعبية ليست اختراعا جديدا للعمل التنفيذي ولكنها ركيزة داعمة وحائط صد يحتمى به صاحب القرار، وأعتقد أن هناك عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراة المهتمة بالمحليات قد كتبت عن المشاركة الشعبية كطريق للتغيير الإصلاحي.
عندما نكتب عن مقابر وعن أرض للمنفعة العامة وعن عوائد مالية قد تعود إلى خزينة الدولة، فهذا دليل على استغناء تام من المطالبين بالإصلاح عن أي مزاحمة لمتخذ القرار وأن المهتمين بملف مقابر مدينة المستقبل بالإسماعيلية لا يبحثون عن غنيمة شخصية، ولا يصنعون خصومة مع قيادة جاءت إلى المدينة بقرار من رئيس مصر الذي نكن له كل تقدير واحترام.
الإسماعيلية التي تأسست وعاشت ونضجت بالحوار العقلاني وبالوطنية الصادقة تتغير ملامحها هذه الأيام حتى صار الحديث عن تطوير المقابر قضية خلافية يزعق فيها الناشطون ولا يتلقون ردا من أي مسؤول رغم مرور ما يقرب من ستة أشهر على فتح الملف.