الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

موكب العيد في العصر الفاطمي.. كيف يستعد الفاطميون في تجهيز الكعك والحلوى؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إن أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر على مر الزمان الاهتمام الكبير بأداء صلاة العيد التي يتقدمها دوما الخلفاء والسلاطين وعمال النواحي وأرباب الوظائف كالقضاة والعلماء في الدول المختلفة. 
الكاتب أحمد الصاوي في كتابه «رمضان زمان» ذكر أن الدولة الفاطمية كانت في طليعة الدول الإسلامية التي اهتمت بعيد الفطر وكانت لهم طقوس خاصة نجد أثرها اليوم في مصر والشام، ففي يوم العيد يجلس الخليفة في قاعة الذهب ليظهر الفطر، ويجلس على يمينه الوزير ثم يجلس بعده الأمراء كل في المكان المخصص له، ويتبعهم الرسل الواصلون من جميع الولايات وهم وقوف في آخر الإيوان. 
يستعرض الخليفة الدواب بفرسانها ويتلو القرآن بمجلسه بعدها يُحمل إليه فطوره الخاص المعطر بالمسك والعود والكافور والزعفران من أنواع  البلح الملونة التي يستخرج ما فيها، وتحشى بالطيب وغيره، فيأخذ ثمرة يفطر عليها ويناول مثلها للوزير ويفعل ذلك مع بقية المدعوين ثم يأذن الوزير بناء على أمر الخليفة بافتتاح السماط والسماح للحاضرين بالأكل منه وأخذ ما يشتهون .
بعد الإفطار يخرج الخليفة مع حاشيته إلى مصلى العيد خارج باب النصر، وهو مصلى كبيرة قائمة على ربوة وجميعها مبنى بالحجر ولها سور وفي صدرها قبة كبيرة بها محراب والمنبر إلى جانب القبة وسط المصلى مكشوفا تحت السماء.
موكب العيد في العصر الفاطمي كان حافلا بأنواع من المرح ليشاهدها الخليفة عند ذهابه وإيابه من المصلى ويتولى القيام بها طائفة من أرباب الرواتب تعرف بالبرقية أو صبيان الخف، فيركب جماعة منهم على خيول فيركضون وهم يتقلبون عليها ويخرج الواحد منهم من تحت إبط الفرس وهو يركض ويعود ويركب من الجانب الآخر ويعود وهو على حاله لا يتوقف ولا يسقط منه شيء على الأرض ومنهم من يقف على ظهر الحصان فيركض به وهو واقف .
وإذا عاد الخليفة من صلاة العيد مارا بباب النصر، وجد هؤلاء البرقية قد مدوا حبلين مسطوحين من أعلى باب النصر إلى الأرض حبلا عن يمين الباب، وآخر عن شماله وينزل على الحبلين طائفة من هؤلاء على أشكال خيل من خشب مدهون وفي أيديهم الرايات وخلف كل واحد منهم رديف تحت رجليه آخر معلق بيديه ورجليه .
توسع الفاطميون في كعك العيد حتى أنهم جعلوا إدارة حكومية خاصة عرفت بـ «بدار الفطرة» كانت تهتم بتجهيز الكميات اللازمة من الكعك والحلوى لتوزيعها وإعداد سماط العيد الذي يحضره الخليفة، وكان العمل في تجهيز هذه الكميات الهائلة يبدأ من شهر رجب وحتى منتصف رمضان، وقد بلغت ميزانية إعداد هذه الأصناف في بعض السنوات ما يقرب من 16 ألف دينار ذهبي لشراء الدقيق وقناطير السكر واللوز والجوز والفستق والسمسم والعسل وماء الورد والمسك والكافور.
بلغ اهتمام المماليك أيضا بكعك العيد مبلغا كبيرا حتى أنهم اعتبروه من أوجه خلال موكب العيد فى العصر الفاطمى.