السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شعراء العرب ومدح هلال شوال .. طرائف وحكايات تاريخية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يمتلئ التراث العربي بالكثير من الأشعار والأقوال التي تدل على الترحيب بهلال شهر شوال الذي تحمل بشرته ورؤيته قدوم عيد الفطر المبارك، وكما قال الكاتب الدكتور أحمد الصاوي في كتابه «رمضان زمان» أن بشرى رؤية هلال شول كانت من أحب الأهاليل إلى الناس عامة، وإلى الشعراء بصفة خاصة، لأنه يرفع عنهم قيود الصيام فيضرب بهلال شوال المثل للشيء المبهج الذي يسر به الناس ويحتفلون بثبوت رؤيته والنظر إليه. 
مدح الشعراء العرب هلال شوال في كثير من أشعارهم، فقال الشاعر أبومحمد البطليوسي كأن هلال الفطر لاح بوجهه .. فأعيننا شوقا إليه تميل .. كبنانه من مخلص لما بدا .. وجه الوزير دعا بطول بقائه .
يقول السري الرفاء في مدح عيد الفطر: قد جاء شهر السرور شوال .. وغال شهر الصيام مغتال .. أما رأيت الهلال يرمقه . قوم لهم _ إن رأوه _ أهلال .. كأنه قيد فضة جرح .. فض عن الصائمين فاختالوا .
وقال أيضا في مدح هلال عيد شوال: وكأن الهلال نون لجين غرقت في صحيفة زرقاء 
وقال أحد الشعراء: أسقني الكأس يا نديمي فقد عاد بعيد الصيام عهد الوصال .. ما رأينا هلال العيد قد جاءنا ..  كل شخص من شبيه الهلال 
واجتمع عدد من الشعراء بمصر فأنشدهم ابن النبيه قول مؤيد الطغرائي في هلال عيد الفطر قائلا : قوموا إلى لذاتكم يا نيام .. واترعوا الكأس بصفو المدام .. هذا هلال العيد قد جاءنا ..  بمنجل يحصد شهر الصيام .
وتبارى ابن النبيه والشاعر الأندلسي «علي بن ظافر» في إنشاء بيتين يقول الأول الشطرين الأول منهما على أن يكمل الأندلسي، وهما : انظر إلى هلال بدا .. يذهب من أنواره الحندسا .. كمنجل قد صيغ من فضة .. يحصد من زهر الدجى نرجسا 
وأضاف علي بن ظافر: أما ترى الهلال يخفي أنجم الأفق .. بنور وجهه الوسيم .. كمنجل من فضة يحصد من روض الظلام ونرجس النجوم .
من الطرائف أيضا التي حدثت وتتصل برؤية هلال شهر شوال التي حكاها الكاتب أحمد الصاوي في كتابه «رمضان زمان» أن الملك الشاعر الأديب عيسى الأيوبي كان قد صعد إلى مئذنة الجامع الأموي لاستطلاع شهر شوال ومعه القاضي والشهود ، فلم ير الهلال أحد منهم ولكن رأته جارية من محظياته فقال الملك لابن القصار الشاعر قل في ذلك شيئا فأنشد قائلا : توارى هلال الأفق عن أعين الورى .. وغطى بستر الغيم زهوا محياه .. فلما أتاه لإجتلاء شقيقه .. تبدى له دون الأنام فحياه.
وذكر «الصاوي» أيضا أن تهاني عيد الفطر كثيرة في الأدب العربي، ومنها ما التزم بالتهنئة الخالصة كرائية البحتري التي يهنئ فيها المتوكل العباسي بصومه رمضان وبعيد الفطر، ويصف فيها خروجه للصلاة ويشير غلى خطبته البليغة فيها فيقول: بالبر صمت وأنت أفضل صائم .. وبسنة الله الرضية تفطر .. فأنعم بعيد الفطر عيدا إنه .. يوم أغر من الزمان مشهر .