سيدة تبلغ من العمر 60 ربيعا، تفترش الأرض وأمامها أواني ممتلئة بالعجين، ويلتف حولها الصغار يهرولون ويلعبون والسعادة تسيطر على وجوههم، وبجانبها مجموعة من النساء يتفنن في نقش الكعك والبسكويت استعدادًا لعيد الفطر.. هكذا يكون المشهد في ريف مصر، ففي أواخر شهر رمضان يستعد الكثير من المواطنين لشراء لوازم الكعك والبسكويت التي يقدمونها في العيد كنوع من الضيافة لمن يأتي إليهم، وكعادة متوارثة منذ مئات السنين.
ومع الموجة الاقتصادية المتقلبة التي يشهدها العالم في هذه الأيام، والتي تسببت في ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، تجولت «البوابة نيوز» لرصد حركة المواطنين وإقبالهم على شراء «الفطرة» هذا العام في ظل الأسعار المرتفعة، كما شاركت أصحاب المخابز لحظات إنتاج الكعك والبسكويت لمعرفة الفن المتوارث في تلك المهنة القديمة التي لا تعمل غير 10 أيام تقريبا كل عام.
يقول محمد صلاح الرجل الثلاثيني، إن شراء الكعك والبسكويت في العيد أشياء أساسية لا بد من تواجدها والإفطار مع الأسرة في صباح العيد بالكعك والشاي باللبن: «أشترى ٥ كيلو كعك و٥ بسكويت ٢ بتى فور، لأن الأسرة كلها تأتى تفطر معانا، لكن مع غلاء الأسعار التي نشهدها هذا العام مش هشتري نفس الكمية بالتأكيد، أشترى على قد الفلوس». كما يقول «محمد ليمونة» الرجل الستيني، أن العيد لم يكن عيدًا إلا بتواجد الكعك والبسكويت في المنزل ومشاركة الإفطار مع الأسرة: «حتى لو الأسعار غليت وبقى الكيلو بـ١٠٠ جنيه لازم نشترى أيضا عادة أساسية لازم نشترى ونفرح الأطفال».
أما محمد صلاح الشاب الثلاثيني الذي يعمل منذ ٧ سنوات في مهنة المخبوزات يقول إنهم يعملون على تجهيز بضاعة العيد منذ ١٥ رمضان، من خلال تجهيز الدقيق والسمن والأشياء التي يحتاجها البسكويت والكعك وغيرها من الأشياء التي تباع في العيد: «من يوم ١٥ نبدأ نشتغل للعيد وننزل الصنايعية، في إقبال من يوم ٢٠ في الشهر كله يبدأ يسأل ويشترى، ولكن السنة لأن الأسعار غالية شوية الحركة خفيفة والناس مش تشترى الكميات اللي كانت تشتريها كل سنة».
و«أدهم» الذي يعمل في نفس المخبز يؤكد أن الكثير من السكان في المنطقة يشترون المتطلبات ويأتون بها إلى المخبز لنعملها فقط، وهذا لأن البعض يرى أنه موفر بعض الشيء ونحاسبهم على المصنعية فقط.
وعن الأسعار هذا العام يقول أدهم: «الكعك العادي بـ٦٠ جنيها، وبالسمنة البلدي بـ٨٠ جنيها وكذلك أسعار البسكويت، سواء العادي أو المصنوع بالسمن البلدي، وأيضا الغريبة بـ٨٠ جنيها، الأسعار هذا العام مختلفة بعض الشيء ولكن الأمور تمشى واحدة تلو الأخرى».