الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكايات الولاد والأرض.. بطل الشرطة محمد أنور.. الشهيد الصائم

الشهيد محمد أنور
الشهيد محمد أنور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

السيدة عفاف والدة الشهيد محمد أنور رائد شرطة، سيدة مصرية تحمل كل صفات البطلات المصريات، مؤمنة، صابرة، مطمئنة، حنونة لاقصى مدى على وليدها، وقوية محبة لبلدها، سيدة عاملة تشارك زوجها الحياة فى كل شىء، ناجحة فى بيتها كما هى ناجحة فى عملها كمديرة لأحد البنوك الحكومية، تحكى عن ابنها الشهيد: «أعلم يقينا أن الله يختار أفضل من فينا ليكونوا فى صحبة الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا".

وتستكمل لتبدأ حكاية وليدها الشهيد البطل رائد شرطة محمد أنور جمعة عبد الكريم : هو الولد الوحيد على ثلاث بنات، وهو أصغرهم، كان طفلا هادئا، ودودا جدا، علمه والده إزاى يجيب حق الناس وهو مؤمن بعمله، والأجمل أن محمد تربى على أن السعى على حق الآخرين ليس عملا بل رسالة لابد أن يؤديها حقها، ولأن والده ليس محامى نقض حر وفقط بل من جذور صعيدية عن محافظة قنا مركز دشنا ويمكن هذا هو السبب وراء تمسك محمد بالنخوة المصرية والصعيدية فى السعى على حقوق الناس.

وتذهب الأم البطلة لمحطات البداية فتقول : ولد محمد يوم ١/١١/١٩٨٨ وبعد حصوله على الثانوية العامه من مدرسة الإبراهيميه الثانوية بجاردن سيتى، كانت رغبته الشخصية الالتحاق بكلية الشرطة وبتوفيق من ربنا التحق بكلية الشرطة عام ٢٠٠٥ وتخرج فيها عام ٢٠٠٩ وتم تعيينه بالأمن العام بقسم شرطة الوراق بمحافظة الجيزة، وبعد أن نشبت أحداث يناير ٢٠١١ فوجئت به يتقدم لوزارة الداخلية ليطلب نقله لمحافظة شمال سيناء حيث كان الإرهاب توغل فيها فى ذلك الوقت، وبدا للكل أن الآخرين يريدون سيناء من جديد، هكذا كان يقول لى ابنى :« مش حانسيبها يا أمى »، وفعلا تمت الموافقه على طلبه للنقل إلى قسم الحسنة بوسط سيناء، ومكث فيها ثلاث سنوات، ومن المفروض عودته إلى القاهرة بعد انقضاء السنوات الثلاثة، لكنه فاجأنى، وإذا به يتقدم لوزارة الداخليه بطلب لبقائه سنة أخرى.

تتخلى الأم عن ثباتها وتغادرها قوتها الخارجية وتطغى مشاعر الأمومة باكية : «كان عقلى معاه لأنى ربيته على حب بلده ومتأكدة من صحة رأيه، لكن قلبى عاند عقلى وكان يقول لى ثلاث سنوات فى سينا كفاية، والحمد لله إنه سليم ومعافى، يرجع بقى لحضنى أملى بيه عينى" وفعلا يوم ما أبلغنى بقرار تجديد وتمديد بقائه بسيناء قلت له : « مش كفايه شمال سيناء يامحمد» وأقسم بالله قال لى حرفيا :« مجتليش الشهاده فى الثلاث سنوات يمكن تجيلى فى السنة الرابعة ادعى لى يا أمى»، وفعلا استشهد بشمال سيناء فى السنة الرابعة إثر تفجير وهو ذاهب فى إحدى المأموريات لقسم العريش ولقب بالشهيد الصائم لأنه استشهد يوم ١٤ رمضان ٢٠١٦ الموافق ١٩/٦/٢٠١٦ وقامت وزارة الداخلية بعمل جنازة عسكرية للشهيد بحضور كل قيادات أكاديمية الشرطه وعلى رأسهم وزير الداخليه آنذاك مجدى عبد الغفار وتم تكريمى من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عيد الشرطة الـ ٦٥ عام ٢٠١٧ وأنا لا أذكيه على الله بل أتمنى أن يحتسبه شهيدا بإذن الله، وأنا ابنى الوحيد مش خسارة فى مصر، ومصر ستظل محروسة بفضل الله أولا، وبفضل دم شهدائنا الأبرار، وجيشها وشرطتها وشعبها العظيم.
 

قبل أن تنهى السيدة العظيمة عفاف والدة الشهيد محمد أنور قالت : « محمد أستشهد عنده ٢٧ سنة، كان يا حبيبى فى عز شبابه، وكان نفسى أشوفه عريس، وأحضر فرحه زى أى أم وأجوزه لعروسته بنفسى، كان أملى أطمن عليه، بس خلاص بقى الأمر لله، وأنا مطمنة إنه بين أيادى الرحمن الرحيم».