رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ذاكرة 18 رمضان| وفاة إمام التقريب.. الشيخ محمود «شلتوت»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم، 18 رمضان 1382 هجرية (1963 ميلادية)، رحل عن عالمنا أحد أئمة الأزهر الشريف، الشيخ محمود شلتوت، شيخ الجامع الأزهر الأسبق.

«شلتوت» من مواليد سنة 1893، في منية بني منصور، بإيتاي البارود، البحيرة. حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة بقريته، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني، سنة 1906، وكان أول الناجحين في الشهادة العالمية، سنة 1918، فتم تعيينه مدرسًا بالمعهد.

أيّد ثورة 1919، وزعيمها سعد زغلول، بقلمه ولسانه وجرأته. ولموهبته الفذة، وثقافته الواسعة، عينه شيخ الأزهر، الإمام المراغي، مدرسًا بالقسم العالي في القاهرة. لكن بسبب دعوته ودعمه لتجديد وإصلاح الأزهر، فصله الإمام الظواهري شيخ الأزهر من منصبه، واضطر «شلتوت» للعمل بالمحاماة أمام المحاكم الشرعية.

وفي سنة 1935، عاد «شلتوت» مجددًا إلى الأزهر، مدرسًا، ثم وكيلًا لكلية الشريعة. واختاره المجلس الأعلى للأزهر، عضوًا في الوفد المشارك في مؤتمر القانون الدولي المقارن، بمدينة لاهاي في هولندا سنة 1937، حيث قدم رسالة، أصدر على إثرها أعضاء المؤتمر قرارًا بصلاحية الشريعة الإسلامية كمصدر من مصادر التشريع الحديث، وأن تكون اللغة العربية إحدى لغات المؤتمر في دوراته المقبلة.

عُين «شلتوت» مفتشًا بالمعاهد الدينية سنة 1939، وعضوًا بجماعة كبار العلماء سنة 1941، وعضوًا بمجمع اللغة العربية سنة 1946، ومراقبًا عامًا للبحوث والثقافة الإسلامية بالأزهر سنة 1950، ومستشارًا للمؤتمر الإسلامي سنة 1957، ووكيلًا للأزهر سنة 1958.

وفي أكتوبر 1958، صدر القرار الجمهوري بتعيين محمود شلتوت شيخًا للأزهر. وفي عهده، أُنشئ مجمع البحوث الإسلامية، وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، وهو القانون الذي منح شيخ الأزهر في مصر لقب «الإمام الأكبر»، وكان الشيخ "محمود شلتوت" أول من يحمله.

كما حمل لقب «إمام التقريب» بعد مسيرة طويلة من محاولات لم شمل المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وسعيه للتقريب بين السنة والشيعة. صدر له عدد من الأبحاث والدراسات والمؤلفات، منها: فقه القرآن والسنة، ومقارنة المذاهب، ومنهج القرآن في بناء المجتمع، والقرآن والمرأة. وإجاباته عن أسئلة تلقاها من الإذاعة في كتاب «يسألونك».

وتقديرًا لدوره، مُنح الدكتوراه الفخرية من جامعة «ميدان» بإندونيسيا، وجامعة شيلي، والجامعة الإسلامية بجاكرتا، ودرجة الأستاذية الفخرية من حكومة الكاميرون. وكرمه ملوك ورؤساء المغرب، والسودان، وأفغانستان بالأوسمة.