الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

هواها شعبى|| «حابس حابس.. أشتاتًا أشتوت».. اللي يخاف من العفريت يطلع له

ملوك الجان
ملوك الجان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى سلسلة «هواها شعبى» التى تقدمها جريدة «البوابة نيوز» خلال شهر رمضان المبارك نحاول الإجابة عن سؤال الهوية المصرية، أو بالبلدى كدا «إحنا مين؟»، وهل نحن حقًا نحمل سمات الحضارة المصرية القديمة، بكل ما تحمله من موروث ثقافى امتد عبر الأزمنة المتعاقبة، ومازال ينبض حيًّا جسده المصرى القديم عبر جدران المعابد والمقابر الأثرية. فمازال المصرى يحتفل بأعياد دورة الحياة من ميلاد وزواج ووفاة، حتى احتفالات الحصاد وغيرها من الاحتفالات التى تعبر عن الهوية المصرية، وفى هذه السلسلة سنعبر خلال الأزمنة والأمكنة لنلقى الضوء على هويتنا المصرية والمجسدة فى تراثنا الشعبى «الفولكلور»..
 

«حابس حابس أشتاتا أشتوت، عزمت عليك من الدار مفقود، ابعد عننا من غير مطرود، جوا القمقم ما تعدى سدود عزمت عليك» 
تشكل الغيبيات والخرافات جزءًا مهمًّا فى موروث ومعتقدات المصريين، خاصة وأن الدين الإسلامى قد ذكر الجن فى آيات القرآن الكريم، ما أدى إلى ترسيخ المعتقد الشعبى بوجود الجن والعفاريت، ويقول البعض إن الجن يشكل طبقة وسطية بين الملائكة والإنس، ولكنهم أدنى مرتبة من كليهما، والجن فى المعتقد هى مخلوقات من نار وقادرون على اتخاذ أشكال الإنس والحيوانات والوحوش ولديهم قدرة على الاختفاء. 
ويعتقد أنهم يأكلون ويشربون ويتكاثرون مع بعضهم البعض أو بالاتحاد مع الإنس، كما يزعم البعض، وكان قديمًا يعتقد المصريون أن الجن يسكنون الجبال وبالتحديد فى منطقة «سلسلة الكف» ولهذا لجأ المصريون إلى رش الماء على الأرض وهم يقولون «دستور يا سيادنا»، كما يعتقد البعض أن الجن يسكن الأنهار والمنازل والآبار والحمامات والأفران ودورات المياه، ولهذا يلجأون إلى قول العديد من المقولات قبل دخول الحمام أو قبل إلقاء المياه الساخنة فى المراحيض ومنها «السماح، السماح يا مبارك!» حتى يقيهم من الأرواح الشريرة. 
وتمتلئ ألف ليلة وليلة بالعديد من الحكايات والقصص التى تحكى عن الجن والعفاريت، ويترسخ الاعتقاد فى وجود الجن عندما يشعر الإنسان بأنه مريض أو متعب دون سبب واضح، فيلقون اللوم على الجن والعفاريت، ويصفون وضعه الصحى بأنه ملبوس من الجن أى أن بداخله جنى، وهذا هو سبب الأعراض التى تظهر عليه مثل عدم قدرته الجنسية، أو رفض العروس لعريسها ليلة الزواج، أو تغير شكل الوجه وغيرها من التغيرات التى تظهر على جسد الإنسان. 
ولا يتوقف الاعتقاد فى الجن عند هذا الحد، فيعتقد المصريون أن الجن يظهر للإنسان على أشكال الحيوانات مثل القطط والكلاب، وأن الجن والشياطين يتم حبسهم خلال شهر رمضان ولهذا يأمن المصريون طوال الشهر الكريم، ولذلك، ففى أول أيام عيد الفطر ترش بعض السيدات الملح على أرض الحجرات بالمنزل، أو تمسح الأرض بالماء والملح حتى تحول دون دخول الجن والعفاريت إلى البيت. 
كما تستخدم كلمة عفريت للدلالة على الجنى الشرير، كما كانت تطلق أيضًا على أرواح الأشخاص الميتين، وكان يعتقد أن الأرواح تسكن المنازل المهجورة والقصور والمبانى التى لا يدخلها أحد، ولا يقتصر هذا الاعتقاد على الفترات الزمنية السابقة وإنما امتدت الخرافات إلى زمننا الحالى، والجميع يذكر الحكايات والأساطير التى كانت تروى عن قصر البارون قبيل إعادة ترميمه وافتتاحه وعودة الحياة له من جديد، فقد انتشرت العديد من الشائعات حول القصر المهجور والشخص الذى كانت يظهر فى النافذة فى كل مساء. 
فكيف كان المصريون يطردون الجن والعفاريت، هذا ما سنعرفه فى الحلقة المقبلة من «هواها شعبي». 
يتبع،،،