السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

بعد متابعة السيسي أعمال تطويرها.. تعرف على القيمة الاستثنائية للقاهرة التاريخية

خبير آثار يلقى الضوء
خبير آثار يلقى الضوء على قيمة القاهرة التاريخية الاستثنائية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

 وتابع الرئيس السيسى أعمال تطوير منطقة القاهرة التاريخية التي تهدف لاستعادة الوجه الحضاري للقاهرة بما فيها عملية التطوير الجارية في سور مجرى العيون وكذا تطوير مسجدي عمرو بن العاص والسيدة رقية، فضلًا عن جهود تطوير القاهرة الخديوية لجعلها منطقة جذب سياحي وترفيهي وثقافي لا سيما رفع كفاءة الميادين الرئيسية والمباني وتطوير حديقة الأزبكية التراثية. 

خبير آثار يلقى الضوء على قيمة القاهرة التاريخية الاستثنائية فى ضوء توجيهات السيد الرئيس أمس


وفى ضوء هذا  يلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان الضوء على أهمية تطوير القاهرة الإسلامية وقيمتها الاستثنائية كتراث عالمى مسجل باليونسكو منذ عام 1979 والتى تشمل الآثار الإسلامية والقبطية فى ثلاث نطاقات وهى منطقة القلعة وإبن طولون، الجمالية والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، منطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودى واعتمدت حدود واشتراطات منطقة القاهرة الإسلامية من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية طبقًا للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية 2011.
ويوضح “ريحان” أن تسجيل القاهرة الإسلامية كقيمة عالمية استثنائية تم  بناءً على أربعة معايير، واعتبرت القاهرة التاريخية بتكوينها وأسوارها من روائع العمارة الإسلامية حيث تتكامل فيها وظائف متعددة بتفرد شديد كما أنها نموذج لمدينة سكنية متكاملة بكافة وظائفها مثلت تفاعل الإنسان مع بيئته فأنتجت تراث متميز يعبر عن طبقات زمنية متلاحقة فى تناغم شديد واقترنت القاهرة بأحداث عدة وفترات حكم مختلفة كونت تراثها المعمارى وما زالت حتى الآن. 

خبير آثار يلقى الضوء على قيمة القاهرة التاريخية الاستثنائية فى ضوء توجيهات السيد الرئيس أمس
خبير آثار يلقى الضوء على قيمة القاهرة التاريخية الاستثنائية فى ضوء توجيهات السيد الرئيس أمس


وينوه ريحان لأصول القاهرة منذ إنشاء الفسطاط عام 641 م على يد عمرو بن العاص ثم تأسست العسكر عام 751م على يد العباسيين ثم القطائع عام 780م والذى أسسها أحمد بن طولون ثم القاهرة التى اتخذت اسمها من النجم القاهر وقيل القاهرة التى تقهر الأعداء والتى تحولت فى العام الرابع من إنشاؤها إلى عاصمة الخلافة الإسلامية عندما انتقل إليها الخليفة المعز لدين الله وأسرته من المغرب واتخذ مصر موطنًا له وأطلق عليها قاهرة المعز وتم تغيير معالم القاهرة منذ عام 1116م حيث خرجت عن أسوارها القديمة ليصل تخطيطها إلى القلعة، وبعدها أصبحت قاهرة محمد على 1805م لتصل إلى عصر النهضة الذى شهد تطور للعمارة وتاريخ المدن حتى أصبحت القاهرة باريس الشرق فى عام 1862م فى عهد الخديوى إسماعيل.
ويشير  إلى ارتباط  القاهرة بأدب نجيب محفوظ والذى كان ضمن معايير ترشيح القاهرة التاريخية تراث عالمى عام 1979 خاصة ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق- بين القصرين- السكرية) وقد سجل نجيب محفوظ معالم القاهرة التاريخية الأثرية فى معظم رواياته، ففى روايات الفتوة جسّد معالم حى الحسينية الأثرى ذى التاريخ العريق فى السير الشعبية والمعروف بفتواته " فتوات الحسينية"، والذين كان لهم دورًا كبيرًا فى مقاومة الحملة الفرنسية فى ثورة القاهرة الثانية، وكان بالحى أسواق للغلال والخشب والطيور وكان يقام بالحى الكثير من الموالد، مثل مولد سيدى على البيومى ومولد محمد الطوابى وحدود الحى الآن من الشمال السكاكينى وغمرة ومن الجنوب الجمالية وخان الخليلى  ومن الشمال الشرقى العباسية ومن الغرب حى الظاهر وباب الشعرية وباب البحر وكلها تضم مواقع أثرية هامة.
ولفت ريحان إلى استخدام نجيب محفوظ خان الخليلى كإسم لأحد أعماله الهامة ،وهو إسم حى أثرى هام أطلق على مجموعة من الأبنية القديمة والمتعاقبة عليها فى أزمنة مختلفة،وكونت طرقًا وأزقة بها تجار ويرجع تاريخ إنشاء هذا الحى إلى القرن الثامن الهجرى، عندما قام الأمير جهاركس الخليلى ببناء خان فى هذا الموقع عام 879هـ / 1474م، وبعد ذلك تحول الموقع إلى سوق للرقيق حتى جاء السلطان الغورى عام 917هـ / 1511م،حيث آلت إليه ملكية الخان فأمر بهدمه وإعادة بنائه لينشئ به حواصل وحوانيت.
وما زال الحى حتى الآن يضم الباب العظيم الذى يحوى نقوشًا وكتابات بإنشاء هذا المكان فى عصر الغورى وعلى جانبيه بقايا الواجهات القديمة بكل تفاصيلها،وكان يتردد على مقاهى هذا الخان كبار الشخصيات مثل طلعت حرب الذى كان يجلس على مقهى أحمد افندى وموقعها اليوم الحرم الحسينى وكذلك كان يتردد عليه رجال الفن. 
ولفت إلى إنجازات الدولة فى تطوير القاهرة التاريخية المتجسّدة فى مشروع تطوير ورفع كفاءة إضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، وذلك فى إطار خطة وزارة السياحة والآثار لتطوير ورفع كفاءة عددًا من المناطق الأثرية في مختلف أنحاء الجمهورية كما قامت الإدارة العامة للقاهرة التاريخية بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع منطقة آثار الإمام الشافعي، بإضاءة قباب مقابر الأسرة العلوية الأثرية الموجودة بالمنطقة، وذلك في إطار مشروع تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط والذي تقوم به وزارتي السياحة والآثار والإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة ومحافظة القاهرة وجاري إعداد عددًا من الدراسات تمهيدًا لطرح مشروع متكامل لترميم مقابر الاسرة العلوية، وتعرف هذه المقابر باسم حوش الباشا بمنطقة الامام الشافعي وقام ببناءها محمد علي كمدفن له ولعائلته في عام 1816م، ولكنه لم يدفن بها ودفن بمسجده بالقلعة.
وتابع: لأول مرة وبخطوة جريئة من الدولة تم اختراق منطقة المدابغ وإعادة صياغتها لتكون منطقة تراثية ومنفذًا للنزهة لكل المصريين للسياحة الداخلية ومقصدًا للأجانب لزيارة موقعًا فريدًا يعد أجمل من "بارك جويل" ببارشلونة الحدائق المسجلة تراث عالمى وكان بمنطقة  سور مجرى العيون مدابغ على مساحة 95 فدان مقسمة إلى ورش المدابغ والوحدات السكنية العشوائية وتم نقل ورش الجلود إلى منطقة الروبيكي ونقل الأهالي إلى وحدات سكنية بديلة وتم النقل بالتراضي وإزالة الورش والوحدات السكنية العشوائية حيث تم إزالة  1.5 مليون متر مكعب من المخلفات تمهيدًا لتطوير المنطقة. 
وأوضح ريحان  أن تطوير منطقة سور مجرى العيون يقوم على إنشاء وحدات سكنية تراثية بـ 70 عمارة بـ 1600 وحدة وإنشاء مول تجاري ترفيهى على مساحة 51 الف متر، ومدة تنفيذ المشروع 18 شهرًا وتطوير بحيرة  عين الصيرة بمساحة  23 فدان  والموقع بأكمله  مساحته 63 فدان وتقوم شركة متخصصة بإزالة المخلفات من بحيرة عين الصيرة ويتم إنشاء محطة معالجة لمياه بحيرة عين الصيرة ومع افتتاح المشروع ستعود المياه الكبريتية في بحيرة عين الصيرة كما كانت قديمًا وهناك تفكير في إنشاء مزرعة سمكية في بحيرة عين الصيرة بعد إجراء عملية معالجة مياه البحيرة كما جاء فى تصاريح المسئولين الكبار فى الإدارة المحلية بمصر القديمة. 
ويضم المشروع تطوير طريق الفسطاط أمام متحف الحضارات وفتح امتداد له ليصل إلى طريق الأوتوستراد، كما يتم تطوير طريق عين الحياة وربطه بطريق الخيالة والطريق الدائري علاوة على فتح طريق جديد داخل حديقة الفسطاط يصل بين صلاح سالم وطريق الفسطاط ، فضلًا عن إنشاء 6 كبارى فى منطقة الفسطاط لربط المنطقة بالطريق الدائري وطريقي صلاح سالم والاوتوستراد، والعاشر من رمضان. 
والمشروع تصل مساحته الإجمالية لنحو 265 ألف متر2 أي63 فدانًا، ويضم مطاعم وكافيتريات، وقسم شرطة وشرطة السياحة والآثار ومسرحًا مفتوحًا والمتحف القومي للحضارة وأماكن انتظار سيارات إلى جانب إقامة عددًا من الفنادق.

خبير آثار يلقى الضوء على قيمة القاهرة التاريخية الاستثنائية فى ضوء توجيهات السيد الرئيس أمس
خبير آثار يلقى الضوء على قيمة القاهرة التاريخية الاستثنائية فى ضوء توجيهات السيد الرئيس أمس
خبير آثار يلقى الضوء على قيمة القاهرة التاريخية الاستثنائية فى ضوء توجيهات السيد الرئيس أمس