رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الفنان أحمد كمال في حواره لـ«البوابة نيوز»: ورشة «التمثيل» نواة لخلق فرص تدريبية للمواهب الشابة.. «المشوار» حالة اجتماعية مختلفة في رمضان.. المنصات الإلكترونية تلعب دورًا كبيرًا في الصناعة المصرية

الفنان أحمد كمال
الفنان أحمد كمال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أولى الفنان أحمد كمال، اهتمامه بالمواهب الشابة ودعمها وتدريبها على فن التمثيل، من خلال مشروعه الفنى فى المحافظات والذى ينمو ويرعى أمام عينيه يوما بعض يوم، لتحقيق هدفه فى خلق جيل جديد من المواهب الفنية الشابة حتى يضع أقدامهم على بداية مشوار الفن.

"المشوار" واحد من أهم المسلسلات التى يشارك بها فى السباق الرمضانى ٢٠٢٢، فهو عمل اجتماعى بوليسى مشوق، برؤية فنية جديدة ستنال إعجاب المشاهدين.

التقت «البوابة نيوز» بالفنان للتعرف على الورشة ومدى أهميتها لأبناء الإسماعيلية، ورأيه فى المهرجان، والعمل الحالى الذى يعمل عليه. وإلى الحوار.

* لأول مرة تنظم ورشة "التمثيل" ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة.. حدِّثنا عن هذه التجربة!

فى البداية كانت مشاركتى خلال الدورة الـ 22 لمهرجان الإسماعيلية وتكريمى على هامش فعالياته ووعدت بتنظيم ورشة "تمثيل" لأبناء المحافظة، وبالفعل وقعت بروتوكول تعاون مع جامعة قناة السويس برئاسة الدكتور ناصر مندور، ومهرجان الإسماعيلية برئاسة المخرج سعد هنداوي، والسيناريست زينب عزيز، رئيس المركز القومى للسينما، تقدم لهذه الورشة 300 شاب وفتاة من داخل وخارج الإسماعيلية، ووقع الاختيار على أبناء المحافظة فقط معظمهم من طلاب جامعة قناة السويس، بلغ عددهم 30 موهبة، تدرب بمسرح الجامعة، مع توفير أجهزة إضاءة، وصوت تلائم آلية التدريب.
التدريب مجاناً خاصة المبتدئين فى عالم التمثيل، ومدته 5 أيام بإجمالي 25 ساعة، فهو بمثابة تدريب مكثف إذا نفذ خارج المهرجان تكون مدته لا تقل عن شهر ونصف، لمست فى هذه المواهب حماسا غير عادي، فهم يمتلكون مواهب حقيقية، يتضمن التدريب خلال الورشة على أساسيات فن التمثيل، من حيث التركيز، والاستغراق، والإحساس بالجسد، وتنمية الخيال، والقدرة على الارتجال.

*ماذا بعد ورشة "التمثيل".. هل هناك فرص للمواهب لتقديم منتج فنى من خلال مهرجان الإسماعيلية؟ 
- فى الحقيقة لا نستطيع فعل كل شيء، لكن ورشة "التمثيل" تعد بمثابة نواة لخلق فرص تدريبية للمواهب الشابة، وتعد هذه الورشة أولى خطوات المحاولة، أتمنى تكرار ورش التمثيل على مدار العام ليرتبط أهاليها بشكل أكبر بالمهرجان، وسيحصل المشارك فى نهاية الدورة على شهادة تضاف إلى سيرته الذاتية، لتأهيله فى المشاركة بورش أو مهرجانات أخرى، إضافة للاحتفال بهم فى ختام المهرجان، أما فرص العمل وتشغيل هذه المواهب، فله دور آخر غير معنى به مهرجان الإسماعيلية.

* لأول مرة يمنح مهرجان الإسماعيلية جوائز مادية لمسابقات الطلبة.. ما رأيك فى ذلك؟ 
- كل صناع السينما بدأوا مشوارهم بالأفلام القصيرة، ومهرجان الإسماعيلية مخصص للأفلام القصيرة والتسجيلية، وقد شهد عبر تاريخه ولادة مواهب ونجوم عديدة الآن أصبحوا من صناع الأعمال الفنية الضخمة، كما يساهم المهرجان فى خلق حلقة تواصل بين صناع الأفلام والنقاد وفتح آفاق تعاون جديدة داخل مصر وخارجها، خاصة أنه يستضيف جنسيات متعددة مهتمة بصناعة الأفلام القصيرة والتسجيلية.

*مهرجان الإسماعيلية من أعرق المهرجانات المتخصصة فى السينما التسجيلية والقصيرة.. كيف ترى مدى الاهتمام والاحتفاء به داخل مصر؟ 
- بالفعل يعد من أهم المهرجانات المتخصصة عالميا وكل صناع السينما يحرصون على متابعة فاعلياته ومشاهدة أفلامه حتى لو لم تتح الفرصة لحضور المهرجان، فالإسماعيلية من المحافظات المتذوقة للفنون، ولديها أيضا مهرجان للفنون الشعبية، ويتميز أهالى المحافظة بتعلقهم بالفن، ويركز المهرجان على الفن فقط بعيدا عن الاهتمام بالسجادة الحمراء واستعراض أزياء الفنانين، عكس ما يحدث فى مهرجانات أخرى تلقى اهتماما إعلاميا بعيدا عن الأفلام التى يستعرضها مهرجان الإسماعيلية، لقد شاهدت خلال حفل افتتاحه عدة أفلام عظيمة، تؤكد أن هناك أفلاما أخرى صنعت باحترافية تليق باسم المهرجان.

* رغم الأهمية الكبرى التى تتمتع بها الأفلام القصيرة غير أنها لا تحظى بالاهتمام الجماهيرى مثل الطويلة.. فما السبب وراء ذلك؟ 
- يقدم مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، ما عليه من حيث التنظيم، واستضافة الأفلام من جميع أنحاء العالم، وانتقاء أفضل الأعمال للمشاركة، وما زلنا ننتظر دور التليفزيون المصرى لإذاعة الأفلام داخل مصر وفى السينما ونقلها إلى الجامعات والمدارس وعرضها فى دور الثقافة أو مراكز الشباب لانتشارها بين الجماهير، ورغم ذلك الفيلم القصير قادم وبقوة ليس فى مصر فقط بل وعالميا.

هناك توجه واضح لصناعة الأفلام القصيرة، لقدرته على عرض قضايا مهمة لا يستطيع الفيلم الطويل تناولها، وبأقل تكلفة انتاجية أيضا، ويعرض أمام الجمهور مجانا، ويتميز الفيلم القصير بالإبداع والقدرة على التجريد والحرية أكثر من الفيلم الطويل، لأنه مرتبط بالإنتاج والتوزيع وشباك التذاكر ولديه قيود كبيرة لعرضه، وأعتقد أن رئيس المهرجان المخرج سعد هنداوى يمتلك خطة لعرض الفيلم القصير حتى يصل به إلى داخل القرى.

* ما هو ترتيب مصر عالميا فى الأفلام التسجيلية والقصيرة؟ 
- لدينا تاريخ عظيم فى الأفلام التسجيلية والقصيرة مثل أعمال المخرج داود عبدالسيد، وخيرى بشارة.. وغيرهما، وللأسف هذه الأعمال لم يتعرف عليها الجمهور، فالمركز القومى للسينما لديه أفلام كثيرة يكفى لعرضها 50 عاما، ومخزون عظيم وإبداعات مختلفة لقضايا تمس المجتمع، لكن عالميا يتم التعامل مع هذه النوعية من الأفلام بشكل مختلف تماما، تحظى باهتمام بالغ على كافة الأصعدة، مشيرا إلى أحد الأفلام القصيرة الذى شارك فيها "ربيع شتوي" للمخرج محمد كامل، وعرض الفيلم فى مهرجان كلير مون فى فرنسا، والذى يناقش علاقة أب بابنته التى تقف فى مرحلة تحول بين المراهقة إلى الأنوثة، هذا الفيلم لم يحظ بالانتشار الجماهيرى شأنه شأن الأفلام القصيرة، لكن استعانت فرنسا بهذا الفيلم لعرضه فى مدارس البنات ومناقشة قضيته، والاستفادة من رسالته.

* كثير من صناع السينما ينظرون للأفلام القصيرة كبوابة عبور للروائية الطويلة.. هل هناك مفاضلة بينهما؟ 
- الفيلم القصير فرصة ممتازة للتدريب بتكلفة مادية بسيطة عكس الروائى الطويل الذى يحتاج إلى وقت وجهد أكبر فى التنفيذ، إلى جانب التكلفة الإنتاجية الضخمة، كما يستطيع صناع الأفلام القصيرة إنتاج فيلم بالكامل من خلال التليفون فقط، والمشاركة به فى المهرجانات المحلية والعالمية، وهذا ما يشجع المنتجين على طلبه لصناعة أفلام طويلة، لكن ما يؤخذ على البعض رفضهم للعودة إلى الأفلام القصيرة بعد أن يلمع اسمه.

فإذا عرضت فكرة جيدة لفيلم قصير لن أتردد لحظة فى تقديمها متطوعا دون أجر، لأنه يحمل قدرا من المتعة للممثل وإمكانية إبراز موهبته فى استعراض قضية مهمة ربما بشكل صامت وبدون حوار وهذا يعد قمة الإبداع الفني.

* دائما الأعمال الفنية تواجه أزمة ورق وعدم اكتمال الحلقات حتى آخر لحظة.. هل تم حل هذه المشكلة؟ 
- للأسف لم تحل، ما يضع الجميع تحت ضغط شديد بسبب ذلك، ويتسلم صناع العمل ما يقرب من 5 حلقات قبل بدء التصوير، وتتوالى كتابتها تباعا أثناء عرض المسلسل، بسبب تسابق الجميع على المنافسة فى السباق الرمضاني، ولم يتح الوقت الكافى لكتابة الأعمال، لكن هناك خطوطا عريضة تسير عليها كل شخصية حتى نهاية العمل، وكل ممثل قبل توقيع عقده يكون على علم بكافة تفاصيل دوره، لكن الحوار لم يتوفر قبل التصوير.

ومن وجهة نظرى فى حل هذه الأزمة هو الاستعانة بأكثر من مؤلف ومخرج يتولى كل منهما العمل على 10 حلقات فقط، وذلك ضمن خطة ورؤية موحدة للعمل بشكل كامل، وتكتب وتوزع الأدوار بالتوازى بين فريق العمل، وهذا ما يحدث خارج مصر.

* هل أسهمت المنصات الإلكترونية بشكل إيجابى فى تقديم أعمال متميزة؟ 
- بالتأكيد أصبحت تلعب دورا بارزا فى الصناعة، كانت التجربة فى البداية تحمل مخاوف عديدة، لكن ما شاهدناه من عروض الإنتاج المصرى وما يحمله من تقدم فى الصورة البصرية، والإخراج، وجودة العمل ترفع من مستوى الفن، فعندما يتولى المخرج تنفيذ 7 حلقات فقط يستطيع التركيز مع العمل الفنى ويتيح له الفرصة على الإبداع عكس ما ذكر فى الأعمال، التى تتسابق على العرض خلال الموسم الرمضاني، خاصة أن هذه المنصات تشترط صناعة الأعمال الفنية بتقنية وجودة عالية مما يساهم فى التطور السريع فى صناعة الدراما، كما يتحمس النجوم على المشاركة فى مثل هذه التجارب، لأنها لا تستنفذ وقتا طويلا ويستطيع إنهاء العمل فى شهرين فقط، فهى تجربة وتستحق بذل المزيد من الجهد والإبداع.
* لديك علامات مميزة فى السينما.. ما السبب وراء عدم تواجدك غير الدائم؟ 
- ليس هناك غياب بمفهومه الصحيح، لكن جائحة كورونا أثرت على الجميع بشكل كبير على السينما، والتجمعات سواء أثناء التصوير أو فى دور العرض، ومن بين مشاركتى فى السينما: "تراب الماس"، "خان تيولا"، وغيرهما، وأخيرا فيلم "كيرا والجن"، الذى واجهته بعض الصعوبات وكثرة التوقف بسبب جائحة كورونا، فهو إنتاج ضخم، ومن المتوقع له النجاح، وسيكون من الأفلام الهمة فى تاريخ السينما المصرية، من حيث السيناريو، والإخراج، وتقديم الأدوار، تدور أحداثه حول ثورة 1919، ويحمل حبكة درامية مختلفة يستمتع بها الجمهور.

* ما هى الشخصية التى تبحث عنها فى أعمالك؟ 
- أبحث دائما عن الشخصية التى تحمل صراعات داخلية، المملوءة بالألم والحزن، بمعنى أن تكون شخصية محسوسة بها عمق شديد، ذات الجهد المبذول فى كتابتها وتحديد ملامحها، أما الشخصيات السطحية أرفضها تماما، فالكثير يعلم أننى مشهور بالرفض المتكرر.

* ماذا يمثل المسرح فى حياتك؟ 
- المسرح عشقى الأول والأخير، وأنا فنان مسرحى منذ البداية، ولكنه يمر بمرحلة صعبة، لأسباب عدة تحتاج إلى تدخل من الدولة لدعمه، ما زالت هناك بعض المحاولات التى أعتبرها اجتهادا من مسرح الدولة مثل القومي، والطليعة، والسلام، وغيرها، ترى من خلالها تجارب جيدة، وكذلك الثقافة الجماهيرية، والهواة، والمستقل، لكن لدينا أزمة فى الكتابة، والإنتاج، والديكور، وأجور الفنانين، مما يؤثر على تراجع إنتاج المسرح.
هناك تجارب تستحق الإشادة مثل تجربة الفنان يحيى الفخرانى فى المسرح القومي، إذا وجدنا نجوما بحجم "الفخراني" تتطوع لإنتاج المسرح فهذا يعد أحد الحلول، التى تساهم فى عودته مرة أخرى، إضافة لتشجيع باقى الفنانين على التوجه له أيضا، فالدولة لن تستطيع دفع ملايين للفنانين أو تحملها للتكاليف الباهظة لإنتاج المسرح.

* كيف ترى تجربة مسرح مصر الشبابية؟

فى الحقيقة لا أعتبرها تجارب مسرحية، لأنها ليس لها علاقة بالمسرح، بل يمكن وصفها بـ"الاسكيتش" السريع، فلا توجد مسرحية تنفذ فى 10 أيام، والاتفاق على حوار كوميدى فى قصة بسيطة لا تصف بالمسرحية.

* ماهو مشروعك الفنى الحالى الذى تعمل عليه فى الوقت الراهن؟ 
- أجرى حاليا تصوير مسلسل "المشوار" استعدادا لعرضه خلال الموسم الرمضاني، وبمشاركة كل من: محمد رمضان، ودينا الشربيني، وبيومى فؤاد، وحنان يوسف، وعمرو عبدالجليل، وآخرين، من تأليف محمد فريد، وإخراج محمد ياسين، فهو عمل اجتماعى بوليسى شيق، وافقت على أوراقه فور عرضها بمجرد عودة محمد ياسين بعد غياب 7 سنوات جعلتنى متحمسا لقبول الدور، لقدرته على تغيير الممثلين وتوزيعهم فى أدوار مختلفة وتوجيههم باحترافية شديدة، سيجعل الجمهور يشاهد كل أبطال العمل بشكل جديد، حيث كتبت كل الشخصيات بعناية واهتمام شديد بأدق التفاصيل.