الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المرأة سر النجاح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كَرًمَ الله سبحانه وتعالي المرأة ورفع من قدرها حيث قال في كتابه العزيز؛ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. (الحجرات الاية ١٣).
كما وصي الله برعاية الإنسان لأبيه وأمه، وخص الأمهات بالرعاية حيث قال؛  وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. ( الاحقاف، الاية ١٥).
وفي هذا السياق فقد سعدت بالتكريم الذي حظيت به المرأة المصرية خلال احتفالات عيد الام لهذا العام. تكريم المرأة من رأس الدولة هو اعتراف بفضل المرأة علي المجتمع، فهي العمود الفقري الذي تعتمد علية الاسرة المصرية، وهي الملكة التي تدير بيتها، وتنظم حياة اولادها، وتوفر لزوجها البيئة المناسبة لكي يرتقي في عمله. والمرأة المصرية شريك في العمل والانتاج، وهي سر تماسك الاسرة  واستقرار المجتمع وهي مفتاح السعادة اينما وجدت.
وفي علم البيولوجي، وعلم الوراثة، اختار الله سبحانه وتعالى ان تكون الحياة في الاصل انثي، فعند تواجد كروموسوم واحد من الكرموزومين المحددان للجنس (X and Y)، اذا كان هناك كروموسوم X وحيد،  (XO) تكون المولودة أنثي، أما عند وجود كروموسوم واحد ذكري (YO) يموت المولود ولاتستمر الحياة. 

كذلك فإن مصدر الطاقة عند الإنسان (الرجل والمرأة) هي الميتوكوندريا، التي تورثها الأم للجنين، حيث لايحمل الحيوان المنوي أي ميتوكوندريا وإنما تحملها البويضة التي ينتجها مبيض الأم. 

لذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوصينا بالنساء خيرا، وأوصي بالام ثلاث مرات، مقابل مرة واحدة للاب، فهن اصل الحياة ومنبع الخير.
ولقد كان للمرأة الفضل الأكبر في حياتي منذ أن أدركت الحياة وحتي اليوم، أمي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته كانت معلمتي الأولي، وزوجتي هي صديقتي وشريكة حياتي، وأخواتي الثلاث هن السعادة والدفء في حياتي، وبناتي هن الوردات الجميلة التي منحني الله إياها، وزميلاتي في العمل هن سر نجاح المسيرة، والمرأة بصفة عامة هي محور حياتي، وهي مجال اهتمامي الأول الذي تخصصت فيه، والذي أشعر إنني مدين لكل أنثي بكل شئ جميل قابلته في حياتي.
أمي، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته كانت البهجة والسعادة التي غمرت حياتي وحياة كل أفراد الأسرة. كانت هي سر الاستقرار والهدوء لنا جميعا، حتي في احلك الظروف، كانت هي كلمة السر للخروج من الأزمات، كان عندها ثقة في الله ووقفت مع الصغير قبل الكبير، حتي فارقت الحياة وهي راضية مرضية، جزاها الله عنا كل خير.
أما زوجتي، فهي زميلتي في الدراسة، وصديقتي منذ أيام الجامعة، وشريكتي في البيت، ومساعدتي في العمل، وأم اولادي، وسر سعادتي، أدام الله عليها الصحة والسعادة.
وأخواتي البنات هن وأولادهن الاستمرار الطبيعي لأمي وأبي رحمهما الله، وهن سر السعادة في الدنيا، والسند وقت الشدائد، والفرح والسرور في كل الاوقات، بارك الله فيهن، ورحم أختي الكبري التي رحلت عن دنيانا منذ قرابة العشرين عاما.
أما بناتي فهن هدية الله التي اختصني بها، فهن المتعة التي لاتعادلها متعة أخرى في الحياة، وجود بناتي في حياتي مثل الهواء النقي والنسمه العليلة  التي تعطيني الأمل في الحياة.
وفي العمل، كانت معلمتي الأولي الأستاذة الدكتورة فرحة الشناوي رحمها الله، وكانت دائمًا ماتقول إنني ابنها، وكانت كلمتها هذه تزيدني شرفا وفخرا. 

وحتي عندما سافرت الي انجلترا، كانت المرأة هي الصديقة والمعلمة والسند، ساعدتني سيدات عظام علي استكمال ابحاثي، وعلمتني الجراحة الدقيقة وأخذت بيدي لكي أكمل مهامي بنجاح. 
وعندما بدأنا في طب المنصورة برنامجًا متميزًا للتعليم الطبي، كانت الزميلات هن الأكثر عطاءًا ودعمًا وتواجدًا في البرنامج. وعندما توليت ادارة الكلية، اخترت اثنتين من الزميلات المحترمات لتولي وكالة شؤون البيئة وشؤون الدراسات العليا والبحوث، وكانتا خير عون في ادارة الكلية والمستشفيات الجامعية.
وحتي عندما انتقلت إلي العمل بجامعة جديدة، كانت المرأة هي الداعم الأساسي لأداء الرسالة، وهي المحفز للإنجاز، وهي المتفانية في أداء عملها علي خير وجه.
وحتي في العمل المهني العام والخاص، كانت المرأة هي محور حياتي وكل اهتمامي وهي سر سعادتي وإحساسي بتحقيق ذاتي وأداء رسالتي التي اختصني الله بها. 

لكل هذه الأسباب، أشعر أنني مدين للمرأة بكل لحظة جميلة عشتها في حياتي، ومدين لها بالامتنان والتقدير. 

وأعترف بأنني أسعد لكل مايسعد المرأة، واحترم كل من يحترمها، وأساند كل من يمنحها حقها، وأغضب من كل رجل يظلم امرأة او يقلل من شأنها. 

بارك الله في المرأة بصفة عامة، والمرأة المصرية بصفة خاصة، ودعواتي لكل أنثي قابلتها في حياتي بالسعادة والسرور، والرضا والرضوان من الله سبحانه وتعالي، وكل عام والمرأة المصرية بخير.