الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في زيارته لمصر.. بطريرك الموارنة: الرئيس السيسي يعتز بعمق العلاقات الوطيدة مع لبنان.. الراعي: "وثيقة الأخوة الإنسانية" من الإنجازات الملموسة بالحوار بين الأزهر والفاتيكان

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شغلت الزيارة الأخيرة للكاردينال مار بشارة الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاثوليك، اهتمام المصريين واللبنانيين، لأنها تأتي في وقت فارق ومهم لدى لبنان، ولأن بيروت لديه حيز كبير في عقل وقلب القيادة السياسية المصرية، استقبل  الرئيس عبدالفتاح السيسي الكاردينال الراعي، لكي يطمئن على وضع لبنان، كما تحدث عن عمق العلاقة  بين البلدين الشقيقين وعلى مدى تعاونهما المشترك، كما شملت الزيارة أيضا عددا من اللقاءات الأخريى من بينها لقاء بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والجامعة العربية، والخارجية المصرية، كما كان علي عاتقه الالتقاء برعيته في مصر والتعرف على آخر تطورارتهم، وتلقي "البوابة" الضوء على  أبرز وأهم المحطات التي شملتها الزيارة: 

  • الاتحادية – رئاسة الجمهورية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اعتزازه بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان وشعبه.

وثمن الرئيس السيسي خلال كلمته الترحيبية علي الدور البناء والأساسي الذي يقوم به الكاردينال في سبيل دعم لبنان واستعادة استقراره.

وفي السياق نفسه، أعرب الكاردينال عن تشرفه بلقاء الرئيس السيسي، مؤكدا حرص لبنان على تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، معرباً عن تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في كل المجالات، ركيزة محورية وضامن أساسي لحفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل، مضيفا أن اللقاء تناول الأوضاع في لبنان لا سيما السياسية والاقتصادية وضرورة السعي لدعم بلاده عربيا ودوليا، وتأكيد إعلان حياد لبنان، وضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

  • الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

وقال البابا تواضروس: “نحن لدينا علاقة بالكاردينال مار بشارة الراعي تسودها المحبة ونحب كنيسته كما نحب بلده لبنان، البلد الذي تحدث عنه الكتاب المقدس، وأرز لبنان، البلد الذي له تاريخ وحضارة عظيمة، ما أجمل أن يجتمع الأخوة معا، وما أجمل أن تتواد المحبة علي الدوام بين جميع كنائسنا في العالم”.

وأضاف البابا تواضروس: "نحن في منطقة الشرق الأوسط وفي هذه البلاد التي شهدت مهد الأديان والحضارات والثقافات والتاريخ الممتد والجذور الموجودة في التاريخ، نحن في هذه البلاد الغنية روحيا والممتلئة بالخبرات والاختبارات الروحية، نسعد كثيرا بأن نتقارب جميعا في كنائسنا وفي بلادنا، وعلي المستويين السياسي والاقتصادي لبنان ومصر يتعاونان كثيرا، وكثيرا ما نجد القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية في تلاقي مستمر حتي علي المستويين الثقافي والفني لنا تاريخ كبير بين مصر ولبنان، والحقيقة أحد العوامل الجميلة التي نراها في هذه المشاركة أيضا المشاركة في الأديرة والرهبنة، فكما نشأت الرهبنة في الكنيسة القبطية علي أرض مصر في القرن الثالث الميلادي وكان أول راهب هو القديس أنطونيوس الكبير وهو مصري من جنوب الوادي من مدينة قلب العروس في بني سويف وامتدت الرهبنة هكذا أيضا نجد رهبنة عاملة وخادمة وفاعلة متواجدة في لبنان في أديرة كثيرة، وأنا أعلم كثيرا محبة البطريرك للرهبنة والأديرة، وعندما زرت لبنان أكثر من مرة والتقيت بغبطته حدثني كثيرا عن تاريخ بعض الرهبان وتاريخ بعض الأديرة الموجودة في لبنان، أنا شخصيا سعيد جدا بهذه الزيارة.

وكشف البابا تواضروس الثاني عن استضافته للقاء أعضاء الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط والمرتقب عقده في شهر مايو المقبل، وأخذنا وعد غبطتك بالحضور، وأعلن قداسته عن حضور قيادات الكنائس في منطقة الشرق الأوسط في مصر عندما تستضيف هذه الجمعية للمرة الأولي في تاريخ مجلس كنائس الشرق الأوسط.

كما تحدث البابا تواضروس مع غبطته عما يحدث في مصر ويتلامس مع ما توصل إليه المجتمع المصري تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكيف يتقدم المجتمع ويتطور، كما توجد نهضة كبيرة جدا في كل الجوانب والمستويات علي أرض مصر سواء نهضة تعليمية، أو نهضة صناعية أو تكنولوجية أو زراعية أو اقتصادية، نشكر الله بأن بلادنا في السنوات الأخيرة تتقدم بخطوات طيبة للغاية، وأنا أعلم تماما أن مصر تقدم كل مساعدتها للمجتمع اللبناني لكي يقوم ويمضدد ضعفاته الموجودة في المجتمع ويتقدم ويعود إلي مكانته العظيمة.

  • مشيخة الأزهر الشريف

 زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بمقر المشيخة بالدراسة.

 وتناول اللقاء العلاقات الأخوية والتعايش المسيحي الإسلامي ودور الكنيسة المارونية والكاثوليكية والأزهر في تكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك.

 كما تطرق اللقاء إلي العلاقات المصرية واللبنانية ودعم الرئيس السيسي للبنان، ووثيقة الأخوة الإنسانية، وتاريخ العلاقات المميزة بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف.

وقال الدكتور أحمد الطيب، إن العالم اليوم في أشد الحاجة إلى تفعيل حقيقي لقيم الأخوة الإنسانية لتخفيف حدة ما نشهده من توترات وصراعات وحروب، وأعرب شيخ الأزهر عن كامل تضامنه مع الشعب اللبناني الشقيق فيما يمر به من أزمات متلاحقة، مؤكدا استعداد الأزهر لتقديم كل  أوجه الدعم للبنان، مشيرا  إلى أن لبنان قدم على مدار تاريخه نموذجا يحتذى به في اللحمة والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، موضحا أن تاريخنا يزخر بالعديد من النماذج الناجحة لتحقيق اللحمة والأخوة الحقيقية والبناءة بين أبناء الوطن الواحد، من بينها وقوف الشيوخ مع القساوسة في ثورة 19، وما فعله النبي "صلى الله عليه وسلم" مع نصارى نجران حين استقبلهم بالإكرام والترحيب، وأيضا استضافة النجاشي لضعفاء المسلمين.

من جانبه أعرب نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر والإنجازات الملموسة التي تحققت على مستوى الحوار بين الأزهر والفاتيكان، والذي كان من ثماره توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، موضحا أنها تجربة فريدة يجب تدريسها في الجامعات والمدارس، حتى تتحول مبادئها وقيمها إلى واقع ملموس.

وشدد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة على أن العالم الآن في أشد الحاجة للأخوة الإنسانية في ظل ما يشهده من حروب وصدامات، مشيدا بالجهود التي بذلها فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرانسيس لإرساء قيم السلام العالمي، وصولا إلى توقيع هذه الوثيقة العظيمة التي تعد أساسية وضرورية لتربية أجيال قادرة على حمل راية السلام والمحبة حول العالم.

  • الجامعة العربية

 وتوجه الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي إلى مقر جامعة الدول العربية يرافقه السفير اللبناني علي الحلبي والمطران جورج شيحان والمحامي وليد غياض، حيث كان لقاء مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بحضور الأمين العام المساعد السفير حسام زكي وقد دار البحث حول أوضاع لبنان ودور الجامعة العربية تجاهه وهو عضو مؤسس وفاعل فيها.

وقال "الراعي" نحن اليوم نزور الأمين العام الذي لديه حب كبير للبنان، ولقد لمسنا كيف يتحدث عن لبنان بعاطفة، تشاركنا معه في قضايا كثيرة هو يعيشها بكل مضامينها ولكون لبنان عضو ملتزم ومؤسس في جامعة الدول العربية فله محبة خاصة، ولقد عبر الأمين العام عن قدرة لبنان بتاريخه وحضارته وشعبه وثقافته وفكره النير استعادة قواه وأن يكون هذا العضو الفاعل.

وعلى إثر اللقاء أصدرت الجامعة العربية بيانا صحفيا جاء فيه في زيارة هي الأولي من نوعها، استقبل السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ظهر يوم 21 مارس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي- بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الذي يزور مصر حالياً. وأعرب الأمين العام لغبطة البطريرك عن تقديره للدور الوطني المحترم الذي يقوم به في سبيل الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان وترسيخ الوحدة الوطنية وإيجاد حالة من التواصل الإيجابي بين مختلف المكونات اللبنانية.

كما تناول اللقاء مجمل الأوضاع في لبنان، بما في ذلك الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو القادم، وعلى أهمية الإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة للقيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية لإخراج لبنان من الأزمة الحالية وتخفيف المعاناة التي يمر بها الشعب اللبناني، كما أعرب غبطة البطريرك الراعي للأمين العام عن سعادته بزيارة الجامعة للمرة الأولي وعن تقديره لحرص الجامعة العربية على دعم لبنان ومواكبته في مواجهة التحديات الراهنة، ووقوفها مع الشعب اللبناني في محنته، وحرصها علي مساندة لبنان في التمسك بهويته العربية.

  • مقرإيبارشية الموارنة في مصر الجديدة

استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقر إقامته في المطرانية المارونية في مصر الجديدة، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية السفير علاء موسى موفدا من وزير الخارجية المصري سامح شكري الموجود خارج البلاد وقد رافقه نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المشرق العربي السيد كامل جلال، بحضور المطران جورج شيحان والمحامي وليد غياض.

تمحور اللقاء حول الأوضاع المتردية في لبنان ودور مصر في المساعدة على تخطيه والنهوض من جديد. وبعد اللقاء قال السفير موسى: “نحن دائما نتواصل مع إخوتنا في لبنان ليس فقط اليوم إنما على مدار الفترة الماضية، ونسعى لأن يكون هناك موقف لبناني ولأن تتوافق الأطراف اللبنانية على أن الهدف هو إعلاء لبنان، ونحن في مصر، ككل الدول العربية جاهزون للمساعدة وقت الحاجة، وهو ما نسعى إليه الآن، واليوم لقائي مع صاحب الغبطة كان في هذا الإطار، فاطلعت منه على آخر الأوضاع في لبنان والتطورات استعدادا للانتخابات القادمة، وأطلعني غبطته على التطورات حيث يبدو أن هناك بارقة أمل سنتمسك بها ونسعى لأن ينهض من هذه الكبوة في أسرع وقت ممكن”.

وختم: “في الحقيقة الأزمة اللبنانية واضحة والجميع يعلم أين هي المشكلة، وبالتالي الوحدة اللبنانية والتوافق بين الأطراف هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح، ويأتي معها دعم مصر والدول العربية الأخرى وأنا أرى أنه طالما الإرادة متوفرة، ما من شيء مستحيل”.