الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

الجلسة الأخيرة.. رجائى عطية.. يرحل فى محراب العدالة.. حزن واسع بين جموع المحامين.. ورئيس نادى القضاة يشيد بتعاونه للصالح العام

جنازة رجائى عطية
جنازة رجائى عطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

غيب الموت رجائى عطية نقيب المحامين، اليوم السبت، عن عمر ناهز 83 عاما، بعد رحلة طويلة في بهو وساحات المحاكم المختلفة.

وسيطرت حالة من الحزن على جموع المحامين بعد سماع خبر وفاة رجائى عطية، الرجل الذى أفنى عمره في خدمة العدالة، وذلك خلال حضوره جلسة محاكمة المحامين أمام جنايات إمبابة، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.

لم يكن الراحل رجائى عطية مجرد نقيب للمحامين فهو محامٍ ومفكر لديه العديد من الإسهامات الثقافية والإسلامية والقانونية، وتولى منصب نقيب المحامين فى مارس 2020، وكان له اهتمامات أدبية وثقافية، منها البرامج الدورية التي كتبها للإذاعة منذ أوائل الستينيات، وعين قبل سنوات عضوا فى مجلس الشورى، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو اتحاد الكتاب، وخبيرا بالمجالس القومية المتخصصة، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فهو بلا شك صاحب تاريخ مشرف ومثال يحتذي به.

توفى رجائى خلال مرافعته فى إحدى القضايا بمحكمة جنوب الجيزة، والمتهم فيها عدد من المحامين، إثر تعرضه لأزمة صحية فى أثناء المرافعة في القضية المنظورة أمام المحكمة، وذلك بقضية محاكمة ٩ محامين.

وكانت القضية التى يترافع بها رجائى عطية، اتهمت فيها النيابة ٩ متهمين، باستعمال القوة ضد موظفين عموميين «قضاة دائرة جنح مستأنف مركز إمبابة وأوسيم وأمين سرها وحاجب الدائرة وأفراد الشرطة المعينين لتأمينها» بأن اصطفوا بقاعة المحكمة وعلى منصتها وأمام غرفة المداولة ومنعوا المتقاضين والمحامين من المثول أمام الدائرة، مرددين عبارات مسيئة للقضاء ولهيئة المحكمة بقصد منع الدائرة من الانعقاد وبلغوا مقصدهم بقيام الدائرة بتأجيل الفصل بالقضايا المنظورة أمامها وقت الواقعة، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات وفق ما ورد بأمر إحالتهم إلى المحاكمة الجنائية.

وأقيمت صلاة الجنازة على رجائى بعد صلاة العصر فى مسجد عمر مكرم، وتوجه بعدها الجثمان إلى مقر النقابة العامة برمسيس، وشيع إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بأكتوبر.

آخر كلمات رجائى

وكانت آخر كلمات كتبها نقيب المحامين الراحل رجائى عطية، على صفحته الشخصية بموقع فيس بوك، قبل وفاته بدقائق، منشور مناجاة، تحت عنوان «اصطباحة الأحباب».

وقال: «بسم الله نستقبل هذا الصباح الندى.. نفتح القلوب مع العيون، ونتطهر من الأدران، ونتسامى بأرواحنا إلى آفاق الهدى والإيمان.. نناجى الحى القيوم، ونلوذ إلى رحابه بضراعتنا وآمالنا. اللهم أنت أعلم بإيماننا وبدخائل نفوسنا.. بنورك الهادى الذى يشع فى حنايانا ويشرح صدورنا.. بأننا يا ألله ما ابتغينا إلاّ وجهك ومرضاتك. اللهم فأعنا على أن نطرق الدروب التى ترسمها الأخيار الصالحين من قبلنا، واجعل قلوبنا للخير، تنشده فى تحية صادقة تزجيها لحبيب، ومعونة حقة تبذلها لخليل، وقولة صدق وإخلاص تقيم بها شريعة العدل والإنصاف.. يا رب العالمين».

وزير العدل ينعى نقيب المحامين

ونعى المستشار عمر مروان، وزير العدل، رجائى عطية، الذى وافته المنية فى أثناء أدائه رسالته بمحراب العدالة.

وأكد أن الفقيد كان فقيهًا رفيعًا وأديبًا متميزًا ومحاميًا مالكًا ناصية الكلمة، متعمقًا فى فهم النصوص القانونية، متفانيًا فى أداء رسالته السامية.

وتقدم المستشار عمر مروان بالعزاء إلى نقابة المحامين وأسرة الفقيد، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وقال المستشار محمد عبدالمحسن، رئيس نادى قضاة مصر ونائب رئيس محكمة النقض، إن مجلس إدارة النادى تنعى نقيب المحامين والذى وافته المنية أمس السبت، وأكد «عبدالمحسن» فى تصريح خاص لـ«البوابة» بأن نادى القضاة يشهد بأن الراحل كان من المتعاونين بصدق لما فيه الصالح العام للعدالة بكياسة وتوازن وحكمه، وكان قد شرُفنا بزيارته الودية الكريمة لنادى القضاة قبل وفاته بشهر تقريبًا داعيًا من الله أن يرحمه ويغفر له ويجعل الجنة مثواه.

ويعد رجائى عطية، هو محامٍ ومفكر له العديد من الإسهامات الثقافية والإسلامية والقانونية، وتولى منصب نقيب المحامين فى مارس ٢٠٢٠، من مواليد ١٩٣٨ بشبين الكوم، محافظة المنوفية، وحصل على إجازة الحقوق والاقتصاد من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام ١٩٥٩، بدأ المحاماة فى ١٩/٨/١٩٥٩، وقيد بالنقض، في ٢٨/٦/١٩٧٨.

كما حصل على دبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام ١٩٦١، عمل بالمحاماة «١٩٥٩- ١٩٦١» ثم بالقضاء العسكرى فى وظائفه المختلفة وبالمحاكم العسكرية من «١٩٦١-١٩٧٦»، عمل بالمحاماة مرة أخرى من ١٩٧٦ وحتى تاريخه.

وعين رجائى عطية عضوًا فى مجلس الشورى، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو اتحاد الكتاب، وخبير بالمجالس القومية المتخصصة، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، كما خاض انتخابات نقابة المحامين لثلاث دورات سابقة، ولم يصبه الحظ وخاض انتخابات ٢٠٢٠ وفاز أمام منافسه سامح عاشور بفارق ٩٦٦٠ صوتًا.

واشترك فى لجان الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين والمنظمات الدولية والإقليمية وفى العديد من المؤتمرات القانونية في مصر والخارج.

وكتب العديد من المقالات المختلفة والتي نشرت فى العديد من المجلات والجرائد اليومية المصرية، واشترك قاضيًا أو باحثًا بالقضاء العسكري في أشهر القضايا.

له مقالات منشورة فى العديد من المواقع والصحف، حيث يكتب في كل من مجلة منبر الإسلام منذ عام ١٩٦٩ وصوت الأزهر وجريدة الأهرام الصباحى والأهرام المسائي والأخبار والمصور وأخبار اليوم وروز اليوسف والجمهورية والأهالي واللواء الإسلامي والجيل والأحرار والمال.

أبرز كتبه

كتب عددًا من السيناريوهات للأعمال الدرامية التي قدمت فى التليفزيون، مثل قصة «رجل المال» لتوفيق الحكيم، وقصة «امرأة مسكينة» ليحيى حقي، كما كتب العديد من المقالات المختلفة، والتى نشرت فى العديد من المجلات والجرائد اليومية المصرية.

أشهر قضاياه

اشترك قاضيًا أو باحثًا بالقضاء العسكرى فى أشهر القضايا، اضطلع في المحاماة بالدفاع في أشهر قضايا العصر، مثل قضية «التكفير والهجرة» عام ١٩٧٧، «خالد الإسلامبولى» بين ١٩٨١ و١٩٨٢، قضية الجهاد بين ١٩٨٢ و١٩٨٣، وزارة الصناعة بين عامى ١٩٨٦ و١٩٨٧ وغيرها، كما بلغت عدد مؤلفاته وكتبه ١٠٢ إصدار، رشحه مجمع البحوث الإسلامية لجائزة النيل للعلوم الاجتماعية لعام ٢٠١٧ و٢٠١٠ و٢٠١٦.

أبرز مناصبه

عضو مجلس الشورى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عضو اتحاد الكتاب، وخبير بالمجالس القومية المتخصصة، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، رئيس مجلس إدارة جريدة المال، وأخير فاز محمد رجائى عطية، بمنصب نقيب المحامين لعام ٢٠٢٠ بعدد ٣٥٦٦٥ صوتًا.