الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بعد العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا.. دول البلطيق تطالب بوجود دائم لقوات "الناتو" على أراضيها

قوات الناتو
قوات الناتو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طالبت دول البلطيق بوجود أكبر ودائم لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" على أراضيها بعد العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا" اليوم الأربعاء.

لطالما كان يُنظر إلى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا - التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة حوالي ستة ملايين شخص - على أنها من أكثر دول الناتو ضعفًا. 

وانضمت تلك الدول إلى التحالف العسكري الغربي في عام 2004، لكنهم متصلين ببقية دول الناتو الأوروبية عبر ممر ضيق يقع بين معقل كالينينجراد الروسي وبيلاروسيا المتحالفة مع روسيا.

وراقبت دول البلطيق بقلق محاولة موسكو إعادة تأكيد نفوذها عبر أوروبا الشرقية، وهو الأمر الذي دفع الدول الغربية لتحصين حلف الناتو ردًا على الهجوم الروسي علي أوكرانيا.

لم يكن لدى الناتو أي قوات في الجزء الشرقي من الحلف حتى عام 2014، عندما قرر نشر أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات على أساس التناوب في دول البلطيق وبولندا ردًا على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا. تعزز وجود الناتو بشكل أكبر هذا العام بعد أن هاجمت روسيا أوكرانيا. في المجموع، تستضيف دول البلطيق الآن حوالي 7700 جندي أجنبي من الناتو - ما يقرب من ضعف هذا العدد مقارنة بوقت سابق من هذا العام.

وحذر قادة دول البلطيق من أنه بالرغم من هذه التعزيزات، من المحتمل ألا تتمكن قوات الناتو من هزيمة غزو روسي واسع النطاق.

وقال وزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس في مقابلة مع "صوت أمريكا": "إذا أردنا أن نكون مستعدين منذ اللحظة الأولى لأي نوع من الهجوم للدفاع عن مواطنينا، وإذا كنت تريد أن تمنح مواطني لاتفيا نفس الشعور بالأمان مثل مواطني فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا، فيجب أن يكون هناك هذا الوجود الدائم لقوات الناتو والمزيد من القوة النارية والقدرات."

لطالما ضغط قادة دول البلطيق من أجل إقامة قاعدة دائمة للقوات الأمريكية، معتبرين ذلك بمثابة الرادع النهائي ضد أي هجوم روسي.

و تُعد القوات الأمريكية حاليًا جزءًا من مجموعات القتال المتناوبة في منطقة البلطيق التابعة لحلف شمال الأطلسي، والتي تقودها ألمانيا وبريطانيا وكندا. 

وخلال جولة في دول البلطيق في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن "المزيد من عمليات الانتشار الدائمة لقوات الناتو" يتم النظر فيها كجزء من مراجعة أكبر للوضع الدفاعي لحلف الناتو، ولم يقدم مزيد من التفاصيل. لكن لطالما كانت الولايات المتحدة مترددة في تمركز قوات بشكل دائم على أعتاب روسيا، خشية أن يؤدي ذلك إلى زيادة اضطراب العلاقات مع موسكو.

يأمل العديد من قادة دول البلطيق أن تتم مناقشة وجود دائم للناتو هذا الأسبوع عندما يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن عاصمة بلجيكا، بروكسل، لعقد اجتماعات مع الناتو وقادة أوروبيين آخرين. رداً على سؤال حول زيارة بايدن، قال وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكوفيس لـ"صوت أمريكا" إنه يعتقد أن "الوقت قد حان ليعلن الناتو قوات دائمة في دول البلطيق وبولندا ورومانيا."

كما قالت وزيرة الخارجية الإستونية إيفا ماريا ليميتس لـ"صوت أمريكا" أنها تأمل في ان اجتماع قادة الناتو في شهر يونيو في إسبانيا يشهد "اتخاذ قرارات دائمة حول كيفية تعزيز موقف الدفاع والردع في منطقتنا". على الرغم من اعترافها بأن إستونيا لا تواجه حاليًا "تهديدًا عسكريًا مباشرًا"، إلا أنها قالت إن الوضع الأمني ​​في أوروبا "قد تغير ككل، وبالتالي يجب علينا مواصلة تعزيز موقف الدفاع والردع لحلف الناتو حتى نكون محميين ".

وقال دان بليش أستاذ الدبلوماسية بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، في مقابلة مع "صوت أمريكا" إن دول البلطيق محمية بالفعل بموجب التزام الناتو بالدفاع عن أعضائه في حالة وقوع هجوم.

 وأشار بليش إلى أن حلف شمال الأطلسي يتمتع أيضًا بتفوق ساحق في القوة الجوية من شأنه أن يكون عاملاً مهما في أي معركة مع روسيا في دول البلطيق. 

وأضاف: "في الوقت الحالي، يبدو الجيش الروسي أضعف من المعتاد بعد تكبده خسائر كبيرة في أوكرانيا."

ولفتت "صوت أمريكا" إلي أن التحدي يكمن في كيفية معالجة المخاوف الأمنية لدول البلطيق مع تجنب الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى وضع غير مستقر أكثر مع روسيا في المستقبل. 

وأشارت الإذاعة إلي أن أي توسع للناتو يعد أمر حساس بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استشهد بهذه القضية كمبرر، من بين أمور أخرى، للهجوم علي أوكرانيا. لا يزال بوتين غاضبًا من قرار دول البلطيق الانضمام إلى حلف الناتو، معتبراً ذلك بمثابة خيانة للوعود الغربية.

 ويقول محللون إنه سيرى على الأرجح وجود دائم للناتو في أوروبا الشرقية على أنه انتهاك للاتفاقيات السابقة، بما في ذلك القانون التأسيسي لحلف الناتو وروسيا لعام 1997. وقال بليش إن هذه الاتفاقات "يمكن اعتبارها في جزء كبير منها لاغية وباطلة بالنظر إلى الإجراءات الروسية."

ونوهت "صوت أمريكا" إلي أن الخبراء مختلفون فيما يتعلق بالتنبؤ بما إذا كان الناتو سيكون له وجودًا دائمًا في دول البلطيق قريبا. ووفقًا لبليش، فإن الكثير يعتمد على كيفية تطور الوضع في أوكرانيا. 

من وجهة نظر بابريكس، يجب أن يعني النهج الجديد لحلف الناتو تجاه دول البلطيق "المزيد من القدرات، ووجودًا قويًا في المنطقة وأيضًا دعم جيوشنا الوطنية". 

وقال إنه إذا كانت روسيا لا تحب احتمالية وجود حلف شمال الأطلسي أكثر قوة، فيمكنها دائمًا اختيار "عدم تهديد جيرانها".