الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الحرب بين روسيا وأوكرانيا| إسرائيل تلعب على كل الحبال.. تعيش دوامة بين الحفاظ على علاقات مع روسيا ومراعاة المصالح الأمريكية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا زالت تل أبيب تعيش حالة من التخبط الكبير في مسألة الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم من مطالبة رئيس وزراء الاحتلال لكل القادة والمسئولين بالتزام الصمت إلا أن هناك من أفصح عن تصريحات موالية لأوكرانيا وأمريكا، فيما شن إعلام الاحتلال حملة شيطنة لبوتين وهو ما وضع الكيان المحتل في مأزق كبير.

ويعيش يهود البلدين في حالة ترقب كبرى ففي روسيا هناك تواجد قوي جدا لليهود في السياسة والاقتصاد الروسي ومن أبرزهم رجال أعمال أثرياء جداً من المقربين إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المقابل يسيطر المال اليهودي بشكل ملحوظ في أوكرانيا على تجارتها الخارجية من الفولاذ والحبوب كما وتوجد جالية يهودية كبيرة تقدر بـ 200 ألف يهودي وكانت أحد أكبر الدول التي هاجر منها اليهود الى فلسطين وقت بداية الاحتلال الصهيوني أبرزهم غولدا مائير وليفي أشكول.

ويتابع المسئولون الإسرائيليون عن كثب تقدم روسيا في اتجاه أوكرانيا، وكذلك رد فعل الغرب عليها، خوفًا من أن يكون لها تداعيات خطيرة على جهود إسرائيل لإبقاء إيران ووكلائها الإقليميين تحت السيطرة.

وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أن الاحتلال يتجنب تمامًا أي تصريحات أو أفعال قد تزعج روسيا، لدرجة أنه طُلب من كبار مسئولي الدفاع عدم التعليق علنًا على الوضع في أوكرانيا حيث أن مصدر القلق الرئيسي لمؤسسة دفاع الاحتلال هو عرقلة العلاقات الإسرائيلية الروسية الحساسة بشأن سوريا، حيث ورد أن الجيش الإسرائيلي يعمل بانتظام ضد القوات المدعومة من إيران، وتحديدًا جماعة حزب الله اللبنانية.

وتؤكد الصحيفة أنه في ظل هذه الظروف من المرجح أن يغير «بوتين» سياسته بشأن العمليات الإسرائيلية في سوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط في محاولة لاستعادة مكانته وهو ما بات الاحتلال يخاف منه فعليا بعد بدأ الحرب وانتصار روسيا فيها.

كما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن تل أبيب وفي توجيهات سرية، حظرت على دول البلطيق «إستونيا، لاتفيا، وليتوانيا» توريد الأسلحة الإسرائيلية والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات إلى أوكرانيا.

وفي تصريحات له سابقة قال نمرود غورن، مدير المعهد الإسرائيلي «ميتفيم» المتخصص فى السياسات الخارجية للشرق الأوسط، إن الاحتلال يقع في دوامة كبيرة ما بين الرغبة في الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا وضرورة مراعاة المصالح الأمريكية.

ويقدر المسئولون الإسرائيليون أيضا أن روسيا قد تقرر نقل أسلحة أكثر تقدمًا إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة بهدف تحقيق عائدات من صفقات الأسلحة الكبيرة، مع خلق توازن جديد للرعب في مواجهة القوات العسكرية الغربية في منطقة الشرق الأوسط.

في الوقت ذاته باتت مخاوف إسرائيل تقترب أكثر الى الواقع خصوصًا بعد تصريحات موسكو بأنها لا تعترف بسيادة الاحتلال على الجولان السوري وأيضان لا تعترف بها كدولة من الأساس وهو ما بات يمثل تهديدا حقيقا للكيان المحتل وعلامة كبرى على تحول وشيك في نهج «بوتين» تجاه النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا.

وترى مؤسسات الاستخبارات فى الاحتلال أن روسيا فى ظل العقوبات الدولية التى فرضت وستفرض عليها فى الأيام المقبلة قد يكون مردودها بتقييد «بوتين» لإسرائيل من القيام بأى عمليات عسكرية فى الشرق الأوسط بصفة عامة وفي سوريا بصفة خاصة وبحسب تقرير «هآرتس» العبرية فإن هناك مخاوف من أن مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى نقل أسلحة أكثر تقدمًا إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة، لأن «بوتين» سيحتاج إلى عائدات مالية من تلك الصفقات، وسيرغب في خلق توازن رعب ضد القوات العسكرية الغربية في المنطقة.

وعلى جانب آخر يخشى الاحتلال أنه وفي حال بدء «الناتو» بنشر قوات عسكرية فى البحر الأبيض المتوسط، أو في دول المنطقة، فإن «بوتين» قد ينشر أنظمة تعطيل «GPS» متقدمة، ويستخدم الحرب الإلكترونية، والهجمات الإلكترونية مما سيصعب المهمة أكثر على الاحتلال في تحديد اهدافها ومتابعة عملها في سوريا.

وهو ما حدث الشهر الماضي «يناير 2022» حيث جاء ذلك خلال تقرير نشره التليفزيون الإسرائيلي «كان تحديدًا في يوم الإثنين 31 يناير» إذ اشتكى طيارو الخطوط الجوية التابعة للاحتلال في الأسابيع الأخيرة من التشويش الذي تسبب به الروس، وهو ما سبّب الحوادث التي وقعت في عام 2019.

وتحدث التقرير عن تسبب النشاط العسكري الروسي في سوريا بتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي «GPS» في المجال الجوي الإسرائيلي، ما قد يعرّض الرحلات الجوية التي تهبط في مطار «بن جوريون» للخطر.

وفى تصريحات عقب بدء الحرب قال المراسل العسكري فى القناة الـ«12 العبرية» أن إسرائيل لا تريد استخدام أسلحتها في أوكرانيا، مضيفًا أن إسرائيل نقلت، في الساعات الماضية، رسائل إلى عدة دول في البلطيق، مفادها ألا تزود أوكرانيا بسلاح من إنتاج إسرائيل.

وعبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال الجنرال احتياط أودي ديكل، مدير عام معهد دراسات الأمن القومى: «يجب أن نكون مستعدين لتأثير الوضع في أوكرانيا على منطقتنا، وجهود روسيا لتغيير قواعد اللعبة في الساحة الشمالية (سوريا ولبنان) والاقتراب من إيران».

وأضاف: «يَفهم الشرق الأوسط، ويُقدّر القوة والقوة الصلبة - وليس الدبلوماسية والعقوبات والخطاب الفارغ من المحتوى العملي. لذلك يجب على إسرائيل أن تظهر أنها لا تُردع عن العمل في سوريا اليوم ضد التمركز الإيراني، لأن إيران عمليًا تنتهز الفرصة لنقل الأسلحة إلى لبنان عبر سوريا».

وفي هذا الصدد، قالت كارميت فالينسى، الباحثة في المعهد الإسرائيلى ذاته، في تغريده على «تويتر»: «التصعيد الحالي اختبار مهم للعلاقات الإسرائيلية الروسية، لا سيما في ظل تورط روسيا في سوريا، مصلحة إسرائيل الأساسية هي الاحتفاظ بحرية العمليات في الأجواء السورية، وهي تتطلب سياسة حذرة تجاه موسكو».

وأضافت «فالينسى»: «ومن هنا جاءت الإدانة الضعيفة من إسرائيل، وقرار عدم بيع بطاريات منظومة الدفاع الجوي القبة الحديدية لأوكرانيا».

وفي محاولات للاصطياد في الماء العكر يحاول قيادات الاحتلال في استغلال الأزمة بفعل ما لم ينجحوا فيه من قبل بتخويف يهود أوكرانيا للمجيء إلى الأراضي المحتلة والانتقال للعيش فيها بشكل دائم.

 وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية إنه ومنذ يوم الخميس الماضي جاءت طلبات عديدة للوكالة اليهودية من يهود يريدون الفرار من أوكرانيا إلى إسرائيل، معظمهم أكملوا طلبات الهجرة لكن لم يتلقوا تأشيراتهم.

وبحسب الصحيفة فإن هناك عددًا من الجنود الصهاينة كانوا قد هاجروا بمفردهم إلى إسرائيل استغاثوا بالقادة لمساعدتهم في إخراج من تبقى من أهلهم ومساعدتهم في ترتيب رحلات جوية طارئة لعائلتهم، وأقامت الوكالة اليهودية والزمالة الدولية للمسيحيين واليهود خطا ساخنا خاصا للإجابة على أسئلة اليهود في أوكرانيا الذين يسعون لمغادرة البلاد إلى إسرائيل أو لإجلاء أقاربهم من هناك.

وذكرت «هآرتس» أن رحلتين وصلتا إلى إسرائيل من أوكرانيا  يوم الأحد، واحدة من كييف والأخرى من أوديسا، وكان على متن هذه الرحلات 100 مهاجر إلى إسرائيل، وكان يتم البحث لإحضار 160 مهاجرا آخرين إلى إسرائيل في رحلتين مقررتين في منتصف مارس، مشيرة إلى أن الزمالة تبحث الآن في إمكانية تقديم موعد هذه الرحلات بسبب حالة الطوارئ.

وفي تقرير له ذكر موقع «ynet» العبرى أنه في العقد الماضي هاجر أكثر من 51000 يهودي من أوكرانيا، وفي السنوات الثلاث الماضية، هاجر حوالي 13000 يهودي.

من جهتها، قالت بنينا تامانو شطا، وزير الهجرة الإسرائيلية، إن إسرائيل على استعداد لاستقبال آلاف المهاجرين اليهود من أوكرانيا، مضيفة أن تل أبيب على استعداد لتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن حوالي 120-150 ألف يهودي لا يحملون الجنسية الإسرائيلية في أوكرانيا، وتُقدّر الوزارة وجود آلاف الإسرائيليين من حملة جنسيتها في أوكرانيا تمكّن 500 منهم من مغادرة أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: «ساعدت السفارة الاسرائيلية في أوكرانيا بالتعاون مع دبلوماسيين إسرائيليين من الدول المجاورة، المئات من الإسرائيليين على مغادرة هذه الدولة كما وتم تسيير ثلاث حافلات مع مواطنين إسرائيليين من مدينة ليفوف إلى بولندا».

وأشار موقع «تايمز أوف إسرائيل» الإخبارى الإسرائيلى إلى أن 8880 إسرائيليًا كانوا متواجدين فى أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين، وهناك 4300 إسرائيلى، عادوا من أوكرانيا قبل إغلاق المجال الجوي في البلاد.