الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أرتورو توسكانيني.. جسد في آفاق الصوت

 أرتورو توسكانيني
أرتورو توسكانيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الأحد، ذكرى وفاة أحد أشهر الموسيقيين في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين وهو أرتورو توسكانيني، الذي اشتهر بقوته وكماله، وأذنه في الأوركسترالية وصوتها، كان يستخدم آلات كمان جهير.

ولد توسكانيني في 25 مارس 1867، في بارما، وحصل على منحة دراسية لمعهد الموسيقى المحلى، حيث درس التشيلو، وكانت الظروف المعيشة في المعهد الموسيقى قاسية، انضم إلى أوركسترا إحدى شركات الأوبرا، حيث قام بجولة في أمريكا الجنوبية، وتقدم لعايدة في ريو دي جانيرو في 25 يونيو، وصل ليوبولدو ميجيز، قائد الأوركسترا المعين محليا، إلى قمة نزاع متصاعد لمدة شهرين مع فناني الأداء بسبب إدارته الضعيفة للعمل، إلا أن المطربين أضربوا عن العمل وأجبروا المدير العام للشركة على البحث عن موصل بديل.

بدأ "توسكانيني" حياته المهنية كقائد موسيقي في سن 19من عمره، وحقق نجاحاً مطلقاً، ويعد ظهوره الأول في إيطاليا في تياترو كارينيانو في تورين، في 4 نوفمبر 1886، في العرض العالمي الأول للنسخة المنقحة من فيلم "Edmea" لألفريدو كاتالاني، فتعد تلك بداية صداقة توسكانيني مدى الحياة لكاتلاني، حيث اطلق على ابنته الأولى على اسم بطلة أوبرا كاتالاني.

حلت سمعة توسكانيني كقائد أوبرا ذا سلطة ومهارة محل مهنته في التشيلو، حيث أجري أول حفل موسيقي له السمفونية في تورينو مع أعمال شوبرت، برامز، حيث أظهر قدرة كبيرة على العمل الجاد.

كان "توسكانيني" قائدا للفرقة الموسيقية في لاسكالا، حيث أجري 43 حفلة موسيقية في تورين عام 1898، وظل بها حتى 1908.

أشتهر "توسكانيني" بشكل أساسي بقراءاته لأوبرا فيردي وسمفونيات بيتهوفن، وقدم عروضا رائعة لموسيقى فاجنر، كانت تفسيراته جديرة بالملاحظة فيما يتعلق بتفاصيل الصياغة، والكثافة الديناميكية، والمفهوم الكلاسيكي للشكل، مما جعلته ذاكرته الهائلة في وضع جيد عندما كان يعاني من ضعف البصر، وكان مضطرا دائما إلى التصرف من الذاكرة، لقد أمر من الفنانين الذين عملوا تحت قيادته بإخلاص جعلهم في كثير من الأحيان يصلون إلى شيء مثل حماسته.

ترشح توسكانيني كمرشح فاشية برلماني في ميلانو، وقد أطلق عليه الزعيم الفاشستي بينيتو موسوليني لقب "أعظم قائد موصل في العالم"، كان توسكانيني قد أصيب بالفعل بخيبة أمل من الفاشية قبل أكتوبر 1922 مارس على روما وتحدى مرارا الديكتاتور الإيطالي، ورفض عرض صورة موسوليني أو أداء النشيد الفاشي جيوفينيزا في لاسكالا، وقال  توسكانيني لصديق له: "إذا كنت قادرا على قتل رجل، لكنت سأقتل موسوليني".

وفي حفل تذكاري للملحن الإيطالي جوزيبي مارتوتشي في 14 مايو 1931، في بولونيا أُمر توسكانيني بالبدء بلعب دور جيوفينيزا، لكنه رفض رفضا قاطعا، على الرغم من وجود وزير الاتصالات الفاشي كوستانزو سيانو في الجمهور، وبعد ذلك تعرض للهجوم من مجموعة من أصحاب القمصان السوداء، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية غادر توسكانيني إيطاليا وعاد ليقيم حفلة موسيقية لافتتاح دار أوبرا لاسكالا التي تم ترميمها، واهلكت بسبب القصف أثناء الحرب.