الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اغلقوا الأبواب فى وجه كل "سوستة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هدأت الضجة وانشغلت السوشيال بترندات جديدة، هذا هو الحال وعلينا أن نتابع ونرصد ما يجرى دون انفعال، حان وقت التفكير بهدوء والمناقشة بعقل، وأعود بكم لنعيد قراءة وترتيب أوراق قضية لم تحسم وأظن أنها لن تحسم: ما يجب أن يطرحه الإعلام على الرأى العام وكيف ؟ 
تحدث شريف عامر فى برنامجه يحدث فى مصر بقناة إم بى سى مصر عن الضجة التى صاحبت استضافته سوستة أحد الأبناء الشرعيين لما يعرف بالمهرجانات، ارتدى شريف ثوب المحامى عن نفسه ومشواره وموضوعيته مستشهدا بفقرات ولقاءات جرت على مدار العام، كانت ملامحه الإخبارية هى المسيطرة على وجهه وآدائه، ونبرة صوته، ولغة الأرقام كانت صاحبة الكلمة العليا فى تناوله للواقع الجديد الذى نعيشه فى عالم أونلاين ودور المؤثرين الجدد ممن تربعوا على عرش يوتيوب وتيك توك واخواتهم من التطبيقات فى هذا العالم الافتراضي.
طرح شريف فى برنامجه أسئلة كثيرة حول دور الإعلام فى مناقشة الظواهر التى تطرأ على المجتمع وتساءل: هل نترك هؤلاء ( يقصد مطربو المهرجانات) أم نناقشهم ؟ هل نغض الطرف ونتجاهل أم نواجه، هل نعتبرهم غير موجودين ونصم عنهم آذاننا ؟ ذهب المذيع المعروف برصانته وموضوعيته المهنية إلى الترند بنفسه بكامل رغبته، وهذا حقه، لا يملك أحد فرض وصايته عليه، أو مصادرة حقه فى طرح ما يشاء بالطريقة التى يريدها، فهذا حقه تماما، ولا يستطيع أحد أن يزايد عليه، ولكن حق المشاهد فيما يعرف بالعقد الشفهي المعنوى، والتوقعات المنتظرة لديه من مذيعه الإخباري تم نقضه، لقد خذلت مشاهديك فقرروا الإعلان عن غضبهم 
وردا على هذا النوع من الأسئلة التى طرحها شريف سأحاول الاجابة أو بالاحرى التفكير بصوت عال من خلال طرح الأسئلة قد تحمل الإجابة، أولا:إذا كان الهدف من استضافة هؤلاء هو مناقشتهم لتصحيح أفكارهم حتى لا ينجرفوا نحو التطرف فأعتقد أننا سنفشل بامتياز لأن هذا القادم للاستديو جاء وهو يشعر بزهو مزيف ومشاهدات مليونية جعلته أهلا للظهور الإعلامى وهو ليس على استعداد لأن يتنازل عن نجومية أشبه بفقاعة سرعان ما تزول، هو لا يرى أنه جاء إلى مائدة إعلامى كبير من باب المساءلة أو المراجعة، بل لأنه ترند وكان عنوان الحلقة (صناعة الترند)محايد تماما لدرجة أن الضيف سوستة ظن أنه جاء ليقدم تجربة باعتباره نموذجا يحتذى وليس من باب "الاستتابة المهرجانية "
اتفق تماما أنه يجب أن نعترف بتلك الموجة من المهرجانات وعالم الترندات لكن هناك فرق بين الاعتراف والاستسلام نحن نعترف لنشخص، وهنا التشخيص مهم ومفيد من خلال الخبراء والمتخصصون وليس المرضى، لأن الهدف وصف العلاج والدواء، وليس المساهمة فى الترويج لهؤلاء ولا ركوب موجتهم باعتبارها الأكثر انتشارا، لأننا بذلك نمنحهم شرعية وحضور أكبر عن قصد أو بدون. 
ويصبح لزاما علينا لمواجهة فوضى الترند أن نصنع نحن (ترينداتنا ) كما فعل " يحدث فى مصر " ونريده أن يظل كما كان، يقدم النماذج التى تستحق ونلح إعلاميا على دعمهم ومساندتهم فهم الأولى برعاية الميديا والمجتمع والدولة، عشرات بل مئات وآلاف المواهب فى هذا البلد تبحث عن نصف فرصة، وندرك جميعا حجم الإحباط واليأس الذى ينتابهم لأنهم لا يعرفون طريق " الترند " المزعوم أو لا يريدون أن يسلكوه، فهم يملكون منتج لا يحمل مواصفات الركاكة والابتذال بما يلائم ويتماشى ويواكب رغبات العالم الافتراضي.
عندما التقى الرئيس السيسى بطلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة كفر الشيخ لم يكن يوجه للموهوبين وحدهم هذه الرسالة [ الجامعات مليانة مواهب ومصر عندها خير كتير ] أعتقد أنها لنا جميعا إعلاما ومؤسسات ومجتمع، هذه هى النماذج التى يجب أن تتصدر المشهد الإعلامى لنفرض كلمتنا على السوشيال ميديا.
إذا كان البعض يطالب بمنع أو حظر هؤلاء الذين ينشرون ثقافة الفوضى ودعاة العشوائية، وهو منطق ومطلب من المستحيل أن ينجح فى القضاء على تلك الظواهر، فأنا انحاز للطريق الموازى بطرح العملة الجيدة وهى كفيلة بإزاحة المهرجانات وأصحابها، اقفلوا الأبواب فى وجه كل سوستة يخل لكم وجه الإبداع ناصعا مضيئا