الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

"شاور" مبادرة مصرية لمحاربة الأوبئة في المستقبل

محاربة الأوبئة في
محاربة الأوبئة في المستقبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

التاريخ يؤكد أن الجوائح أدت إلى تغييرات جذرية في المجتمعات وعلى كل المستويات فالطاعون أدي إلى تطوير قطاع الزراعة والتحدي الأول الذي ستواجهه الحكومات في برامجها السياسية المقبلة هو كيفية تجنب تكرار ما حدث بسبب جائحة كورونا وأن هذا الأمر سيفرض نفسه على كل نظام سياسي في العالم.

حيث بدأ الحكومات بالتعاون مع المصممون والمهندسون المعماريون محادثة لا تزال تتطور حول كيفية استجابة مدننا، وكيف ستتغير، وكيف يمكن تعزيز مدننا في أعقاب تلك الجائحة وبالفعل قد شهدت بعض المدن حول العالم تحولات ملحوظة في مطالب وتفضيلات المستهلكين التي سيكون لها بلا شك تأثير على طريقة بناء مدننا وتصميمها في المستقبل، بالإضافة إلى ذلك يتساءل الكثيرون كيف يمكننا إعداد مدننا بشكل أفضل لمواجهة تفشي الأمراض المعدية في المستقبل وما هي التدخلات التي ستساعد في الحد من العدوى وتحضير السكان بشكل أفضل للاضطرابات الهائلة التي قد تصاحب حالات الطوارئ الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان في المستقبل.

في مصر تم إجراء العديد من التجارب من قبل المهندسين المعماريين والباحثين والممارسين لإيجاد حلول مبتكرة لكل من المشاكل الحضرية في مصر وتأثير فيروس كورونا على البيئة المبنية اقتصاديًا وبيئيًا واجتماعيًا.

واحدة من تلك التجارب هي "شاور" وهي مبادرة مصرية واعدة من قبل المهندسين المعماريين والباحثين المصريين لتأسيس منهجية علمية ومبتكرة لمحاربة الأوبئة في المستقبل وتهدف إلى تطوير البيئة العمرانية المصرية بشكل عام لمواجهة الكوارث والتحديات المستقبلية بما فيها الأوبئة وقد تم تأسيس مبادرة شاور عام 2020 علي يد مهندس معماري وباحث مصري وسرعان ما انضم للفريق مجموعة من الباحثين والمهندسين.

المهندس والباحث وليد صلاح الدين

يقول المهندس والباحث وليد صلاح الدين وزميل الأكاديمية الدولية فى هامبورج بألمانيا: أعتقدت أن لدينا مسؤولية مراقبة الوباء وإحداث تغيير مستدام وهذا ما تهدف إليه مبادرة "شاور" والتي تعمل على ثلاث مشاريع ومحاور مختلفة ولكنها تصب في نفس الهدف وهو  تطوير التصميم المعماري والعمراني للنموذج السكني المصري بشكل صحي في إطار الذكاء المستدام والذي يجمع مابين كفاءة استخدام الموارد ومقاومة الظروف المناخية والصحية والتصميم العصري الفريد الذي يحقق متطلبات البيت المثالي خلال فترات الإغلاق وذلك باستخدام التكنولوجيا وتقنيات المباني الذكية.

وعن المشروع الثاني يقول صلاح الدين هو مشروع إنشاء أول مركز بحثي وإبداعي لتطوير حلول وأفكار تساعد على تطوير البيوت المصرية بمساعدة جهات بحثية محلية ودولية ومساهمة الخبراء في شتي  المجالات.

وعن المشروع الثالث يقول المهندس وليد صلاح الدين أنه يسعي لإنشاء أول كود مصري وعربي متخصص في عمارة مابعد الجائحة و كيفية مقاومة البيئة العمرانية للتحديات المستقبلية باستخدام احدث أفكار الهندسة المعمارية المستدامة وتطبيقات المباني وأن "شاور" يحمل مسؤوليتنا التاريخية تجاه الأجيال القادمة.

الدكتورة رشا سيد

وعلي الجانب الآخر تري الدكتورة رشا سيد، أستاذة بحامعة بيرمنجهام في المملكة المتحدة، أنها بينما كانت تفكر دائمًا في الإسكان المتوسطة والمنخفض في مصر، وكيف يمكن تطوير تلك الإنشاءات بشكل يضمن لها في المستقبل توفير أكبر قدر ممكن من الحماية والوقاية من الأوبئة في المستقبل وخاصة بعد جائحة كورونا ذلك ما دفعني إلي الانضمام لفريق عمل مبادرة "شاور" وأنها فرصة لتطبيق ما قمت به من أبحاث كثيرة في هذا الصدد أيضًا.

وتؤكد أيضًا أنه من المهم إصدار هذا الكود المصري والذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط للتعامل مع الجوائح وكذلك التغييرات المناخية وما يماثلها وكذلك تنظيم عملية البناء في مصر في إطار التنمية المستدامة.

كما يري المهندس والمعماري المصري محمد رخا والباحث في التراث المعماري، أن مبادرة "شاور" هي فكرة رائعة وخاصة في إطار استخدام التراث المعماري المصري خارجيًا في مواجهة التحديات الحالية وذلك من خلال نموذج "الربع" هو نموذج المنزل المصري بعد الجائحة هو نموذج محسن.

وأضاف رخا، أنه بعد أن تم تدشين مبادرة "شاور" في الربع الأخير من عام 2020، لم أكون المعماري الوحيد الذي انضم لتلك المبادرة لكن وجدت العديد من الزملاء والأصدقاء يعرضون المشاركة في مبادرة "شاور" بشكل طوعي لأنهم استلهموا الفكرة، كما لو كانوا يفكرون في نفس الشيء.

وتابع: أن فريق العمل في "مبادرة شاور" يضم أيضًا اثنتان من المهندسات المعماريات وهما المهندسة نور القوصي والمهندسة إسراء رضوان، بالإضافة إلي فريق العمل التطوعي للمشروع وذلك بالتعاون مع برنامج هيئة الحفاظ علي الحياة البرية فى هامبورج بألمانيا تحت إشراف باربارا ماكوفكا المديرة التنفيذية لبرنامج الاستدامة الدولي في هامبورج وإيفانا رولجيفيتش وغيرهم وذلك بدعم من هيئة التعاون الدولي الألماني والتي تملك أكثر من 23 عامًا فى العمل على أجندة التنمية المستدامة فى ألمانيا وأوروبا.

باربارا ماكوفكا
إيفانا رولجيفيتش