الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كلام نهائي.. لقاحات كورونا لا تؤثر على الخصوبة.. دراسة أوروبية: الإصابة بالفيروس تؤثر في جودة الحيوانات المنوية.. وأطباء: التطعيم يقلل خطورة المرض على الحوامل ولا تحتاج الأم لوقف الرضاعة الطبيعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل تؤثر لقاحات كورونا على الخصوبة والحمل؟.. «دراسة أوروبية» تكشف تأثر الحيوانات المنوية للمصابين بالفيروس.. «أطباء»: «لا توجد بيانات تشير لتسبب اللقاحات العقم أو تأثيرها السلبي على الحوامل»
 

تصدر البحث مؤخرًا عن تأثير لقاحات فيروس «كورونا» المستجد على الخصوبة، مواقع التواصل الاجتماعي، وأجريت بعض الدراسات حول هذا الأمر حول تأثير اللقاح على قدرة الرجال الإنجابية، وحسم عددًا من الأطباء في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، الجدل المُثار حول تأثير لقاحات كورونا على خصوبة الرجال، وتأثيرها على السيدات الحوامل أيضًا.

دراسة تكشف تأثر الحيوانات المنوية للمصابين بالفيروس

كشفت دراسة أجريت في جامعة شيفيلد في جنوب يوركشاير بالمملكة المتحدة، أن الحيوانات المنوية لدى 105 رجال، لم يصابوا بفيروس «كورونا» المستجد، وطابقتها مع 84 آخرين تم تشخيص إصابتهم بـ «كوفيد-19»، على فترات تراوحت بين 10 و60 يومًا، ومقارنة بالرجال الأصحاء غير المصابين بالفيروس، وجدت الدراسة زيادة ملحوظة في الالتهاب والإجهاد التأكسدي في خلايا الحيوانات المنوية الخاصة بالرجال المصابين بـ «كورونا»، كما تأثر تركيز الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها سلبًا بالفيروس.

وأوضح بهزاد حاجي زاده مالكي، الباحث الرئيسي في الدراسة، طالب دكتوراه في جامعة جوستوس ليبيج جيسين، في هيسن بألمانيا: «ترتبط هذه التأثيرات على خلايا الحيوانات المنوية بانخفاض جودة الحيوانات المنوية وانخفاض إمكانات الخصوبة»، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن هذه التأثيرات تميل إلى التحسن بمرور الوقت، إلا أنها ظلت أعلى بشكل ملحوظ وغير طبيعي لدى مرضى كورونا، وكان حجم هذه التغييرات مرتبطا أيضًا بالمرض.

الدكتور عمرو حسن

من ناحيته، يقول الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العيني، إن التطعيم فعال في الوقاية من عدوى كوفيد 19،  أكثر من نصف النساء اللائي ثبتت إصابتهن بالفيروس أثناء الحمل لا تظهر عليهن أي أعراض على الإطلاق، لكن بعض النساء الحوامل يمكن أن يصبن بأمراض مهددة للحياة من كورونا، خاصةً إذا كان لديهن ظروف صحية أساسية، مضيفًا أنه في المراحل المتأخرة من الحمل، تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بتوعك خطير من الفيروس، فإذا حدث هذا الأمر فمن المرجح أن يولد طفلك قبل الأوان بثلاث مرات، مما قد يؤثر على صحته على المدى الطويل.

ويؤكد أستاذ التوليد، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن فوائد التطعيم تشمل الحد من المرض الشديد للحامل، وتقليل مخاطر الخداج على الطفل، ويحتمل أن يقلل من انتقال العدوى إلى أفراد الأسرة الضعفاء، موضحًا أنه تنصح JCVI أن النساء لا يحتاجن إلى اختبار الحمل قبل التطعيم، وأن النساء اللواتي يخططن للحمل لا يحتجن لتأخير الحمل بعد التطعيم، ومع ذلك نظرًا لأن «كوفيد 19» له مضاعفات أكثر خطورة في وقت لاحق من الحمل، فقد تختار بعض النساء تأجيل اللقاح إلى ما بعد الأسابيع الـ 12 الأولى «والتي تعد الأكثر أهمية لنمو الطفل»، وتخطط للحصول على الجرعة الأولى في أي وقت من 13 أسابيع فصاعدا، ونظرًا لأن النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بتوعك خطير، ولأنهن أكثر عرضة لولادة أطفالهن قبل الأوان إذا أصيبوا بالفيروس في الثلث الثالث من الحمل (بعد 28 أسبوعًا)، فقد ترغب النساء في الحصول على اللقاح قبل الثلث الثالث من الحمل.

ويوضح، أن الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (RCOG) نشرت يوم 14 مايو ٢٠٢١، دراسة بعنوان: «عدوى فيروس كورونا (كوفيد 19) أثناء الحمل»، وتهم هذه الدراسة الحوامل والمرضعات وكل من يعمل في مجال الرعاية الصحية، وخاصةً المهتمين بالنساء والتوليد، لافتًا إلى أن آخر توصيات صدرت عن اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين (JCVI) هي أنه يجب تقديم «لقاحات كورونا» للنساء الحوامل في نفس الوقت مثل باقي السكان، بناءً على أعمارهم ومجموعة المخاطر السريرية، ولكن يجب مناقشة فوائد ومخاطر الحصول على اللقاح مع أخصائي الرعاية الصحية والتوصل إلى قرار مشترك بناءً على الظروف الفردية، بالإضافة إلى أنه يجب عدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية من أجل الحصول على التطعيم ضد كورونا، ولا تحتاج النساء اللاتي يحاولن الحمل إلى تجنب الحمل بعد التطعيم ولا يوجد دليل يشير إلى أن اللقاحات ستؤثر على الخصوبة.

كما أكد، أنه في حالة عدم وجود بيانات، لا يمكننا التأكد بنسبة 100٪ من أن اللقاحات لن تسبب أحداثًا عكسية أثناء الحمل، ومع ذلك يجب موازنة عدم اليقين هذا مقابل خطر الإصابة بالفيروس أثناء الحمل، حيث لا تحتوي لقاحات كورونا على مكونات معروفة بأنها ضارة بالمرأة الحامل أو الجنين، وأظهرت الدراسات التي أجريت على اللقاحات على الحيوانات للنظر في آثارها على الحمل عدم وجود دليل على أن اللقاح يسبب ضررًا للحمل أو الخصوبة.

وأشار الدكتور عمرو حسن إلى أن اللقاحات المستخدمة في المملكة المتحدة ليست لقاحات "حية"، وبالتالي لا يمكن أن تسبب عدوى كورونا لكي أو لطفلك، يتم تجنب اللقاحات التي تعتمد على الفيروسات الحية أثناء الحمل في حالة إصابة الطفل النامي بالعدوى والتسبب في ضرر، ومع ذلك فقد ثبت سابقًا أن اللقاحات غير الحية آمنة أثناء الحمل «على سبيل المثال الأنفلونزا والسعال الديكي» يتم إعطاء النساء الحوامل لقاحات أخرى غير حية مثل لقاحات الأنفلونزا، ناصحًا بضرورة مناقشة فوائد ومخاطر لقاح كورونا أثناء الحمل على أساس فردي، يجب أن تتضمن المناقشة إقرارًا بأنه على الرغم من عدم وجود مخاطر معروفة مرتبطة بإعطاء لقاحات أخرى غير حية للنساء الحوامل، فلا توجد بيانات محددة حتى الآن حول سلامة التطعيم ضد فيروس كورونا أثناء الحمل، قائلًا: «إن قرار الحصول على التطعيم أثناء الحمل هو اختيارك، تأكدي من أنك تفهمي بقدر ما تستطيع عن كوفيد 19، وعن اللقاح وناقشي خياراتك مع مصدر موثوق به مثل طبيبك».

الدكتور مجدي بدران

كما يضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن لقاحات كورونا لا تؤثر على السيدات الحوامل والإنجاب، حي أثبتت الدراسات التي أجريت حول هذه اللقاحات مدى سلامتها وعدم تأثيرها السلبي، لافتًا إلى أنه هناك دراسة طبية تكشف عدم ضرر الحيوانات المنوية للرجال بعد تلقيهم لقاحات كورونا.

ويواصل بدران، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن لقاحات كورونا لا تؤثر على الحوامل، وكذلك على السيدات بشكل عام سواء على موعد الدورة الشهرية، فإن اللقاحات آمنة وتحمي من مخاطر الإصابة بفيروس كوفيد 19 وعدم وصوله لمرحلة شديدة الخطورة، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية سواء قبل أو بعد تلقي اللقاحات وارتداء الكمامة وتطهير الأيدي باستمرار، مضيفًا أن اللقاحات آمنة وأجريت التجارب السريرية للتأكد من سلامتها وعدم تأثيرها السلبي على المواطنين.