أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، أنه يتعين على أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحمل المسؤولية الأساسية عن التعافي الاجتماعي والاقتصادي لأفغانستان، لأنهم المسئولون عن خلق المأزق الحالي في تلك الدولة التي دمرتها الحرب.
جاء ذلك في كلمة الوزير الروسي التي ألقاها أثناء مشاركته افتراضيا في اجتماع دول جوار أفغانستان وفق ما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وقال لافروف: "من الواضح أن إنشاء نظام وطني للتعليم والرعاية الصحية، وكذلك إنشاء بنية أساسية اجتماعية واقتصادية فعالة في أفغانستان، سيتطلب جهودا مالية هائلة. وفي هذا الصدد، أود أن أؤكد أن أولئك الذين خلقوا الوضع الحالي في هذا البلد عليهم "تحمل المسؤولية الأساسية".
وقال إن الوقت قد حان على ما يبدو "لبدء أعمال التعبئة لجمع الموارد من أجل تقديم مساعدات مالية واقتصادية وإنسانية للشعب الأفغاني.. آمل أن تصبح عادة عقد الغرب للمؤتمرات من أجل المؤتمرات شيئا من الماضي. لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات ملموسة على هذه الجبهة".
وحمل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حلف شمال الأطلسي "ناتو" مسؤولية الأزمة العميقة الحالية في أفغانستان، مرحبا بالأهداف المعلنة من قبل الإدارة الجديدة في كابول، وداعيا الدول المجاورة لأفغانستان إلى منع تواجد القوات، التي ترغب الولايات المتحدة والحلف في نقلها إلى هناك بعد انسحابهما من الأراضي الأفغانية.
وقال لافروف في كلمته بحسب شبكة " روسيا اليوم" الإخبارية " لقد أصبحت أفغانستان اليوم بلدا يضطر بالفعل إلى البدء من نقطة الصفر وإعادة الإعمار انطلاقا من الخراب حرفيا ومجازيا، ويمثل ذلك نتيجة منطقية مؤسفة لفرض الولايات المتحدة والناتو على مدى عقدين نموذجهما لبناء الدولة في هذا البلد".
وأضاف لافروف:" أن إصرار الغرب على إعادة تكوين أفغانستان وفقا لمعاييره أسفر عن نتائج مؤسفة، بما فيها اندلاع صراعات داخلية وإراقة الدماء وتفاقم الاستقطاب داخل المجتمع والانهيار الاقتصادي والاجتماعي وكارثة إنسانية وزيادة وتيرة أنشطة الإرهاب الدولي وتفشي الفساد وإنتاج المخدرات على نطاق غير مسبوق في البلاد".
وشدد على أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لم يقلقوا أبدا إزاء هذه المسائل، قائلا: "لم تكن أفغانستان الواقعة على بعد آلاف الكيلومترات بالنسبة لهم سوى أداة مريحة لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية الأنانية الضيقة".