قال الكاتب المسرحي محمود جمال الحديني: "نحن نعيش فى عصر التجربة المسرحية، هناك مؤلفين مصريين كثيرين على قدر الموهبة والمهارة الإبداعية على مستوى الكبار والشباب، فأن الاتجاهات التجريبية التى حدثت فى المسرح من حيث غزارة الإنتاج سنويا أصبح أكثر مما مضى، فى الستينيات مثلا، كما صار للمسرح جمهورا كبيرا عن الماضي، وأصبح لدينا فرقا كبيرة مثل عروض مسرح الدولة، والثقافة الجماهيرية، والجامعة، كل هذا يعرف بعصر التجربة المسرحية، لدينا الكثير من التجارب الشبابية، فالمخرج يبدأ الفكرة مع المؤلف وينطلقا معا فيها".
وأضاف «الحدينى»، أن المسرح فى مصر عموما سواء كان للمحترفين أو الهواة فى النهاية يتساوى الجميع لأن عدد الجمهور هو نفسه العدد فى كل الحالات، وهو أيضا نفس العدد الذى يشهد مسرحية ليحيى الفخرانى مع اختلاف سعر التذكرة، فالقضية ليست أن مخرجا ما صرح بأنه لا يوجد مؤلفين أو لا يوجد نصوص، فهناك آخرون يتعاملون مع نصوص ومؤلفين مصريين كثيرين، والمقصود أنه لا يوجد ثوابت ووجهة نظر واحدة، ولا يمكن الحكم بعدم وجود مؤلفين أو مخرجين جيدين فى حكم مطلق، هذا خطأ طبعا.
وأوضح «الحدينى»، أن قضية المؤلف الأساسية هى الجمهور وكيفية التواصل معه، ففى نهضة الستينيات كان الجمهور يعرف طريقه للمسرح مع وجود مؤلفين مبدعين كبار، لكن الجمهور ضل طريقه للمسرح بعد ذلك فى العقود التالية، وهذه الأجيال بعضهم بنى أعماله الجماهيرية على مسألة الاستلهام من التراث، وكلهم ليست لهم أعمال أخرى بنفس القدر من الإبداع، فنحن لدينا مؤلفين وكل جيل يتبعه أفضل من السابق، لأن الثقافة تراكمية تستوعب تاريخ من سبق من معرفة الجيل الحالي، ومساحات البحث والمعرفة تتسع عن ذى قبل.