تحتفي الهيئة العامة لقصور الثقافة، بذكرى ميلاد المطرب الشعبي محمد طه، وذلك عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث وصفته بـ"رائد المواويل والذي ملأ صوته ساحات وأفلاما كثيرة بالمواويل الشعبية".
جاء في بيان الهيئة، أن "طه" اسمه بالكامل محمد طه مصطفى أبو دوح، ولد في طهطا بمحافظة سوهاج يوم 24 سبتمبر عام 1922، ونشأ بقرية سندبيس إحدى قرى مركز القناطر الخيرية التابع لمحافظة القليوبية. ثم انتقل صغيرًا إلى القاهرة.
بدأت موهبته تظهر منذ طفولته، وفي خلال فترة عمله في أحد مصانع النسيج بمنطقة شبرا، حيث تعرّف على رئيس الزجالين مصطفى مرسي، الذي تعهده بالرعاية وتبني موهبته.
كان يغني على مسارح الفن الشعبي في القاهرة، ومنها مقاهي حي "الحسين" و"السيدة زينب" أثناء الاحتفال بالموالد والمناسبات الدينية، وكان يزجل الكلمات ويقوم بتلحينها وغنائها، فكان فنانا شعبيا شاملا، ولم يتخل خلال مسيرته عن زيه المعبر عن أغنياته "الطربوش" و"الجلباب".
استمع إليه صدفة الإذاعيان الكبيران طاهر أبو زيد وإيهاب الأزهري، سنة 1954 وقاما بتسجيل عدد من مواويله وتم اعتماده بالإذاعة عام 1956 بعد اجتيازه اختبار اللجنة بتفوق.
غنى في أحد الاحتفالات بعيد الثورة أمام جمهور يتقدمه الزعيم جمال عبدالناصر وعبد الحكيم عامر وغيرهما من القادة. ضمه "زكريا الحجاوي" إلى "فرقة الفلاحين للفنون الشعبية" التي كلفته "وزارة الثقافة" بتشكيلها. وضمه الإذاعي "جلال معوض" لإحياء حفل أضواء المدينة في مدن عربية مختلفة.
كون فرقته الموسيقية الخاصة "الفرقة الذهبية للفنون الشعبية" وهي الفرقة التي ظلت تلازمه في كل حفلاته وأسفاره وأيضا في الأفلام التي شارك فيها.
كون شركة لتسجيل وتوزيع الأسطوانات باسم "ابن البلد"
رفضت نقابة الموسيقيين في البداية قيده عضوا بها، فتظلم وشكلت لجنة رأسها عازف الكمان أنور منسي لاختباره فارتجل كعادته موالا عن العدل والحكم العادل، ووافقت اللجنة على قيده.
من أشهر مواويله: ع الأصل دور، خليك فاكر مصر جميلة، لسانك حصانك، امشي عدل، يا بهية، وقصة وحسن ونعيمة وغيرها.
تواجد بقوة في الأفلام من نهايات الخمسينيات وحتى وفاته، وكان يشارك بشخصيته الحقيقية بالغناء ومعه فرقته، ومن الأفلام التي شارك فيها: ابن الحتة، بنات بحري، أشجع رجل في العالم، خلخال حبيبي، شقاوة رجالة، السفيرة عزيزة، الزوج العازب، دعاء الكروان، المراهق الكبير، ملك البترول، صراع في الجبل، العريس الثاني، وغيرها، وكان آخر الأفلام التي شارك فيها عام 1991 فيلم نص دستة مجانين. شارك محمد طه أيضًا بالغناء ببعض الأعمال الدرامية منها: مسلسل المال والبنون الجزء الأول عام 1992، حيث جسّد فيه دور منشد في شادر رمضاني بمنطقة الحسين، وكان هذا آخر ظهور له في عمل درامي تليفزيوني.
رحل صاحب الـ 10 آلاف موال الصوت المصري الأصيل في 12 نوفمبر عام 1996، بعد أن حفر اسمه كواحد من أهم المطربين بتاريخ الفن الشعبي والسينما، تاركا خلفه رصيدًا كبيرًا من الإبداعات الفريدة في ارتجال الأغاني والألحان للمواويل والأغاني الشعبية.