الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سيد حجاب.. ممزوج بروح مصر

صنع مكانا فى صدارة المشهد الشعري لا ينافسه فيه أحد

الشاعر الراحل سيد
الشاعر الراحل سيد حجاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتصادف اليوم وذكرى الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، والذي جاءت موهبته لتمكّنه من أن يصنع لنفسه مكانا فى صدارة المشهد الشعري لا ينافسه فيه أحد؛ واتسعت رقعته على ساحة الغناء متسلحًا بالبساطة والتلقائية. استطاع أن يزامل كبار الشعراء كصلاح جاهين، وفؤاد قاعود، وفؤاد حداد، وزملاء جيله كعبدالرحمن الأبنودى، ويحيى الطاهر عبدالله.. وغيرهم، وارتبط ببعض تجمعات اليسار واعتقل لعدة شهور، فازداد عشقًا للبسطاء.
تبدو أفكار حجاب مغلفة بعادات المصريين، ممتزجة بروح المجتمع، بمواله، وشعره العربى القديم، بالبيئة، بالحكم والأقوال المأثورة، بالمثل الشعبى السائر، حيث استفاد من مكونات اللغة الشعبية للمجتمع المصرى، ونظم له أغانيه فى صورة تصاحب أحزانه وأفراحه وانتصاراته وثورته.
احتمى حجاب بجدران تحميه وتقف ضد الصعاب، أولها كون الحقيقة نار تحرق الباطل وتدمره، والحب داعم فى طريقنا فالمحبة تفجر الروح من الجماد والحلم عنده نافذة تثب من خلالها الروح إلى الجنة فتشاهد القصور والبساتين، وليس بعيدًا عن الحلم نجد الخيال كما الرؤى فى النوم متنفس عظيم، ويلوح الصراخ والكلام والبكاء فى وجه الدنيا، فى وجه الظلم، تلك متنفسات لكتمة الصدر، فلا يرضى باليأس طالما الغد يحمل فى طياته تفاريح البهجة والفرج.
وكانت قدرة حجاب على تطويع العامية المصرية فى تترات الكثير من الأعمال الدرامية والتليفزيونية أمر نال استحسان وعشق متابعيه ونقاده، الذين كانوا يستمعون لكلماته على ألحان الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعى رفيق مشواره الدرامي؛ وتعاون كذلك مع بليغ حمدى ليصنعا أغنيات لعلى الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضي.
قدم معه الحجار أغنيته الشهيرة «تجيش نعيش» وكتب لمحمد منير فى بداياته أغنية «آه يا بلاد يا غريبة» فى أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات فى ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها، بجانب العديد من تترات المسلسلات التى عرض بعضها فى رمضان. 
اهتم حجاب في قصائده بفكرة "البراءة والإثم"، فالإنسان يولد نقيا صافيا يملك فطرة طيبة للغاية تميل للخير، حالمة، تجنح للسلام ولقيم العدل، وروح المجتمع المصري المحبة، فالقارئ والمستمع لشعر "حجاب" يلمح تلك الفطرة النقية التى تقف صلبة فى مواجهة شرور العالم، وهو يؤمن بقدرية وجودنا للحياة «دوامة شدتنا... رجلينا جت فى الخية» فى هذا الوجود الصعب، والقادر على إغواء الطيبين.